كان لنا سابقا رئيس واحد، سمه ماشئت ان تسمه عبد السلام، او عبد الرحمن، او عبد الكريم، او البكر، او الملك غازي .. ولربما كان ايضا رئيسنا بوش الأول او الثاني، او كلنتن، او برايمر، أو اوباما المهم رئيس واحد، ولا علاقة لك بعد ذلك إن كان وراءه رجل حماية واحد، مدجج بالرصاص من أعلاه إلى أخمص قدميه، ومركبة واحدة، او رتل أو سرية، أو فرقة، أو فيلق، أو جيش كامل، المهم هو رئيس فيه من الضخامة الشكلية والمعنوية، مايجعل الشعب يرتدع فلا يأكل بعضه بعضا، ولا يغير قويه على ضعيفه .. كان الرئيس يخطب، فتعلم ان الامة تمر بخطر محدق، فإذا خطب الرئيس، عليك ان تتوقع غارة معادية فلابد لك ان تهيئ ملجأك وكفنك وقبرك ووصيتك، وتجعل الشهادة على طرف لسانك وعندما كان الرئيس يخطب، فإن حيتان التجار يستعدون لمعركة مابين الخطابين القادمة، معركة الاحتكار، بينما يتدحرج الفقراء إلى تناول آخر وجبة متاحة على طبق الجوع، فيبدأ معهم نزاع الفقر المدقع الأشد إيلاما فإذا قلت لهم بعد ذلك اسمعوا خطب الرئيس، وجدت آذانهم صمت بدوي الجوع. وقد يخطب الرئيس لاستذكار مناسبة فرح سياسي لاعلاقة لها بفرحة الشعب الذي يخرج منذ الصباح وحتى المساء من اجل أن لايفرغ الجوع كامل حشاه وقد يخطب الرئيس وبقوة عندما تكون هنالك مؤامرة (هسة عاد المؤامرة من الداخل من الخارج مو مهم) المهم الخطاب يأخذ نبرة (ها خوتي هاخوتي). وقد يخطب الرئيس. وقد يخطب وهكذا تصدعت رؤوسنا من المؤمرات والخطابات ..وما هو إلا خطاب واحد حتى احتلنا بوش وانتهى كل شيء وكان هذا آخر عهد لنا مع خطاب الرؤساء (حفظهم الله تعالى) وهكذا القي العراقيون اخيرا الى رئيس واحد يرقص على جماجم العراقيين، ويشرب خمرته ملقيا علبها الفارغة على جثامينهم المعبأة بالرصاص والمفخخات، هذا الرئيس هو المحتل، ولكنه سمح وتحت ظل الديمقراطية – بالفرقة وتعدد الرؤساء، من اجل ان يفعل المنازعات والخصومات ولهذا نحن اليوم بحاجة الى دمج الرؤساء برئيس واحد من اجل ان نفوت على المحتل مخططاته..وهناك من يرى أن شارون هو الآخر رئيس للعراق، ويقول هذه ليست مزحة، فالعراق المحتل أمريكيا، لابأس أن يحتل صهيونيا، ولا ادري ان كان هذا الذي يعتقد ذلك مخبولا أم عافلا، المهم نحن بحاجة إلى مسألة الدمج، حتى لانضل فرجة وبالتالي تصبح املاك العراق مدعاة لتخاصم أولاد شارون مع أولاد بوش وبالتالي نفاجأ أن ابنة (فوانسا مترا) لها حظ الأنثيين في خيرات العراق وابن العراق الحافي يجوب البلدان بحثا عن لقمة ميسورة !
رحيم الشاهر