
برلين- باريس – الزمان
أعلنت الرئاسة الجزائرية الأربعاء العفو عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بعد سجنه لمدة عام في قضية تسببت بتوتر العلاقات الدبلوماسية مع باريس، ووافقت على نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وذكر بيان الرئاسة الجزائرية ان الرئيس عبد المجيد تبون تلقى طلبا من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتضمن «إجراءَ عفوٍ لفائدة بوعلام صنصال».
وتابع أن الرئيس قرر لدواع «إنسانية» الرد بالإيجاب على طلب شتاينماير الذي وصفه بأنه «صديق».
وقال الرئيس فرانك فالتر شتاينماير الأربعاء إن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال «في طريقه إلى ألمانيا لتلقي العلاج» بعد العفو عنه في الجزائر وإطلاق سراحه من السجن. وشكر شتاينماير الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في بيان على «اللفتة الإنسانية» التي قال إنها «تُجسّد متانة العلاقات والثقة المتبادلة بين ألمانيا والجزائر». كاتب معارض ومعجب بألبير كامو وجورج أورويل، ومثير للجدل يحظى بتقدير الأحزاب اليمينية في فرنسا، الروائي بوعلام صنصال، الذي تم العفو عنه الأربعاء بعد عام من الاحتجاز في وطنه الأم، أصبح وجها بارزا للانقسام بين باريس والجزائر.
حياة هذا الموظف الجزائري السابق الثمانيني انقلبت في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 عندما تم توقيفه عند وصوله إلى مطارالجزائر قادما من باريس، قبل أن يتم سجنه. وأثار مصيره التعاطف فورا في فرنسا حيث انطلقت حملة لدعم هذا الكاتب الفرنسي الجزائري، الملحد كما اعلن هو نفسه، والمعارض الشرس للجهاديين والناقد اللاذع للسلطة في الجزائر.
رغم ما حظي به من دعم واسع، حُكم على بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية» بعد تصريحات أدلى بها في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 لوسيلة إعلام فرنسية يمينية متطرفة (فرونتيير) قال فيها إن الجزائر ورثت خلال الاستعمار الفرنسي مناطق من غرب الجزائر مثل وهران ومعسكر، التي كانت تنتمي سابقا، حسب قوله، إلى المغرب.
قالت ابنته صبيحة صنصال في بداية تشرين الثاني/نوفمبر في صحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية «والدي رمز. والرموز غالبا ما يحاولون إسكاتها، لكنها دائما تعود».
سجنه ثم إدانته امام القضاء زاد من التوتر بين فرنسا والجزائر وأكد ما لحق بصورته من تشويه في وطنه الأم، الذي بدأ فعليا من سنوات طويلة؛ ولا سيما منذ عام 1999 مع دخوله إلى عالم الأدب برواية «قَسَم البرابرة» التي يروي من خلالها تأثير المتطرفين في الجزائر في مجتمع يسوده حسبه العنف والفساد.
في عام 2003، لم تلقَ مواقفه ضد السلطة الجزائرية وضد تعريب التعليم ترحيبا في وطنه الأم، حيث لم يكن معروفا للجمهور العام.
وحُظرت رواية أخرى له بعنوان «قرية الألماني» في الجزائر لأنها تقيم مقارنة بين التوجه الإسلاموي والفكر النازي.
أما في فرنسا، فقد حصل على جائزة الرواية العربية في عام 2012 وجائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية في عام 2015 عن رواية «2084» المستوحاة من رائعة جورج أورويل «1984»ويصف فيها صعود الفكر الإسلاموي في أبستان، بلد خيالي حيث يجب على الناس الصلاة تسع مرات في اليوم.
ومؤخرا حصل في فرنسا على جائزة رينودو لكُتيب الجيب عن رواية «العيش».
من مطالعاته المفضلة كتب ألبير كامو الذي يشاركه جذورا جزائرية. وقال بهذا الخصوص عام 2010 لصحيفة «لومانيتي» «صدفة الحياة هي أنه عندما كنت طفلا، كنت أعيش في حيّه … كنت أرى والدته. كان أول كاتب لي، الأول الذي قرأته».
كان بوعلام صنصال يؤكد أنه ولد في عام 1949، لكن في الواقع خصم خمس سنوات من عمره بدافع الدلال، وفقا لناشره أنطوان غاليمار.

















