الجامعة العربية تناقش المبادرة الروسية حول سوريا
الجيش الحر ينفي تسلمه أسلحة أمريكية فتاكة
لندن ــ القاهرة ــ الزمان
نفى الجيش السوري الحر، أكبر تجمع للمجموعات المسلحة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، تسلمه أية شحنات أسلحة أمريكية فتاكة أو متطورة في الفترة الأخيرة. وقال العقيد في الجيش الحر عبد الحميد زكريا في تصريحات لتلفزيون سكاي نيوز ، لم يصلنا هذا النوع من الأسلحة، بل على العكس لا يصلنا إلا جزء بسيط من احتياجاتنا منها، معظم الأسلحة نغتنمها من جيش النظام . وفي تعليقه على الاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيماوية السوية تحت الرقابة الدولية، والتي سارعت دمشق لإعلان قبوله تفاديا للضربة العسكرية الأمريكية، أكد زكريا أن هذه المبادرة الروسية مخادعة تهدف لكسب الوقت فقط وكاذبة لأنها لن تنفذ . وكان نائب أركان الجيش السوري الحر العقيد عبد القادر الصالح، قال أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة بدأت في تسليم مقاتلي المعارضة السورية التابعين للمجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، الذي يقوده اللواء سليم ادريس، بعض أنواع الأسلحة الفتاكة . وأضاف إن الولايات المتحدة بدأت تقديم المساعدات العسكرية الفتاكة لأنهم متأكدون أن الآليات التي أرساها المجلس العسكري الأعلى جرى اختبارها بشكل جيد، وأنهم سيكونون متأكدين من أن الأسلحة لن تقع في الأيدي الخطأ . وفي معرض رده على الاتهامات الروسية لمقاتلي المعارضة باستخدام الأسلحة الكيماوية، قال هل هناك جهة يمكن أن تصدق هذا الكلام.. نحن لا نمتلك الغذاء أو الدواء، ولا نمتلك السلاح التقليدي، فكيف نمتلك الكيماوي فضلا عن استخدامه . وأضاف أن استخدام الأسلحة الكيماوية يتطلب منصات إطلاق وتجهيزات معينة، يتطلب منظومة متطورة للإطلاق، ونحن لا نمتلك أيا من هذه الأشياء . وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الروسي اليكسي بوشكوف، اليوم الأربعاء، ان بلاده سلمت مجلس الأمن الدولي، أدلة تؤكد استخدام الجماعات المسلحة، الكيمياوي في سوريا، بحسب تلفزيون العالم الإيراني. فيما عقد مجلس جامعة الدول العربية امس اجتماعا طارئا لمناقشة المبادرة الروسية. وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية ان الاجتماع جاء بناء على طلب دول مجلس التعاون الخليجي وعلى الرغم من ترحيب الامين العام للجامعة بتلك المبادرة الا ان دبلوماسي خليجي ابدي في تصريحات لـ الزمان تشككة في تلك المبادرة مؤكدا ان روسيا تبذل جهودا مضنية لانقاذ نظام الاسد وهي محاولة لكسب الوقت وتفادي الضربة الامريكية. من ناحية اخرى علق اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكري على موافقة سوريا على العرض الرسوي بان الولايات المتحدة غير جادة في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا لانها ستعمل على اشعال المنطقة اما اللواء مختار قنديل الخبير العسكري فقال بان ما طرحته روسيا يعتبر حلا وسط ومع استمرار التهديدات العسكرية الامريكية بضرب سوريا كشف مصدر عسكري النقاب بان القوات المسلحة قررت الاسراع من وتيرة عملياتها في سيناء تحسبا لانعكاسات الضربة الامريكية على سوريا على الاوضاع في سيناء وما يمكن ان يترتب على ذلك من فرار الجماعات الجهادية في سيناء.
من ناحية اخرى سادت حالة من الترقب والقلق ابناء الجالية السورية من انعكاسات تلك الضربة على الوضع السوري وترواحت مشاعر السوريين ما بين الرغبة في اذاحة النظام والخوف من ان تؤدي تلك الضربة الى تحويل سوريا الى عراق آخر وفي هذا الاطار قال الدكتور ملهم الخن مدير مؤسسة سوريا الغد للاغاثة لا شك في ان قرار التدخل العسكري اوقعنا بين خيارين لاحلاهما مر الاول قمع وبطش وظلم نظام لا يعرف معني للانسانية ولا يعترف باي حقوق وبين تدخل خارجي لم تتضح معالمه وأهدافه بعد.
ويضيف الرغبة الامريكي في التدخل العسكري ادت بطبيعة الحال الى اختلافات كثيرة في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض ومتخوف ومحايد لكن يبقى القرار اولا واخيرا لمن هم على خط النار في الداخل السوري موضحا ان الاوضاع الانسانية والامنية المتدهورة التي تسبب بها النظام هي من وضعت هذا الشعب في هذا الموقف فلم يعد هناك شيء نخسره.
ويقول نظام الاسد قضي على الاخضر واليابس وكل ما يتعلق بالحياة خسرنا ما يزيد على 150 ألف شهيد ومثلهم من الفقودين ومئات الآلاف من المصابين والمعتقلين بالاضافة الى ما يزيد على مليوني لاجئ واكثر من اربعة ملايين نازح وعمليات القصف للمدنيين مستمرة وما تزال نيران قوات الاسد تحصد العشرات من الابرياء بل انتشرت صور لاطفال فقدوا حياتهم ليس من الكيماوي فقط بل نتيجة للمجاعات وقلة الغذاء بسبب حصار النظام وطول امد الازمة.
ويتابع كل هذه الامور تجعل الشعب السوري اكثر تقبلا للتدخل العسكري الامريكي حالهم حال الغريق الذي يتمسك بالقشة آملا بالنجاة وفي المقابل يتخووف البعض من الضربة ويشككون في اهدافها ويبدون خوفا من انها ليست موجهة لاسقاط الاسد بشكل مباشر انما موجهة لاقامة موازنات تمكن الغرب من فرض سياساته ومرتكزاته على المشهد السياسي السوري.
واضاف لو كانت الولايات المتحدة تريد ان تساعد الشعب السوري فبوسعها ضرب بعض المفاصل الامنية والعسكرية بما يقلم مخالب نظام الاسد ويساعد الثوار على محاكمة هذا النظام المخرب المجرم لكن يبقى الخوف قائما من النيران الصديقة ومن استنساخ سيناريو هدم الدولة الذي نفذته ادارة بوش الابن بالعراق.
AZP02