التروي خير من التهّور – عبد الهادي البابي
في أيام الحروب والصراعات تتسارع الأحداث ، وتتخذ ألواناً وصيغاً عديدة، تحتاج إلى ملاحقة سريعة في معادلات تتعامل بإيجابية مع تلك المتغيرات، لا سيما في بلد مثل العراق قد تعاقبت عليه الإحتلالات الأجنبية وتتابع الغزو الخارجي لأراضيه على طول حقب التاريخ ، ولم نجد له زمن قد تنفس فيه أستقلاليته بشكل كامل ..
إن الحماس والإندفاع في ظروف كهذه ليست بالموقف السديد، إنما العقل والتروي والنظر في العاقبة هو الموقف الصحيح الذي يجب أن نكون عليه ..
صحيح نحن نعيش في أيام عصيبة..وكل يوم نترقب الأحداث المتسارعة وننتظر كيف سينجلي الموقف بعد هدوء العاصفة ، وهو تحد كبير وجدنا أنفسنا فيه ، لكن الواجب علينا في كل خطوة نخطوها أن نضع أمامنا نقاط ومفاصل ستراتيجية عديدة وأن نتوقف عند كل واحدة منها وندرس النتائج والعواقب لكل عمل نقوم به حتى لايعدو أنه مجرد أندفاع عاطفي أو أنتقام شخصي تضيع معه كل تضحياتنا ودمائنا التي سالت كالأنهار ، فليكن هدفنا الأول هو حفظ سيادتنا على أرضنا، وإعادة العراق إلى وضعه الطبيعي كما كان ، رغم أن الطريق طويل يحتاج منا إلى كل فنون الصبر والمسامحة والشعور بالمسؤولية الوطنية لكي نهتدي إلى أول علامات الطريق الذي فقدناه خلال السنوات الماضية .