الإنتخابات والتدخل الخارجي – جواد العطار

الإنتخابات والتدخل الخارجي – جواد العطار

التدخلات الانتخابية الخارجية هي محاولات تقوم بها الحكومات سرا او علنا للتأثير على الانتخابات في بلد آخر. وتوجد العديد من الطرق التي تؤثر بها الدول على الانظمة الخارجية ، ويعتبر التدخل الانتخابي احد تلك الأساليب لتغيير الاوضاع وحتى تغيير الانظمة احيانا ومنها: التدخل الامريكي الايطالي في الانتخابات الالبانية عام 1991 ، والتدخل الفرنسي في الانتخابات الليبية عام 2007 ، والتدخل الفرنسي في انتخابات غينيا عام  2010 ، والتدخل متعدد الاطراف لاجهاض استفتاء ايرلندا عام 2018 وغيرها الكثير.

ان ركائز نجاح اية انتخابات وتحصينها من التدخلات يجب ان تتمثل: بقانون انتخابي ثابت اولا، يمثل نوعا من الاستقرار لا ان يفصل على مقاس المرشحين والاحزاب المشاركة في كل مرة. وان تتصف العملية الانتخابية بالشفافية والوضوح بالاجراءات ثانيا؛ بعيدا عن التدخلات السياسية والخارجية. وان تكون متاحة لكافة افراد الشعب المؤهلين قانونا ثالثا؛ دون إقصاء او تهميش لاي طرف. والنزاهة في إعلان النتائج رابعا؛ من قبل مفوضية حيادية مهنية وطنية لا تعترف باي طرف غير القانون والدستور.

ان نزاهة العملية الانتخابية شرط اساسي من شروط حفظ امن وسيادة البلد وهي تقوم على ركنين اساسيين:

الاول – داخلي: منح الحصانة للمفوضية من اي ضغوط او تأثيرات داخلية قد تحرف النتائج عن مسارها الصحيح.

الثاني – خارجي: مراقبة الضغوط والتأثيرات الخارجية والحد من تأثيرها في النتائج الانتخابية ، وهي قضية سيادية مهمة جدا لانه في حال التدخل الخارجي قد تقلب النتائج رأسا على عقب وبغير ما يشتهي الشعب.

ان القرار الانتخابي عملية وطنية خالصة ومخاض تولد معه كل مرة برلمان وحكومة جديدة بإرادة شعبية ، وهذا ديدن الديمقراطية ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: من يحمي عمليتنا الانتخابية من السيناريوهات الخارجية التي تحاك في المنطقة؟.

مشاركة