الأهوار والمعدان وخلاص العالم‮ ‬- نصوص – نعيم عبد مهلهل

ذكريات أيام التعليم

الأهوار والمعدان وخلاص العالم – نصوص – نعيم عبد مهلهل

1- فطرة المعدان و خلاص العالم

 (( من الشرق سيأتي العمل الغادر . الذي سيُصيب إيطاليا وورثة رومولوس . بصحبة الأسطول الليبي . ارتجفوا يا سكان مالطا والجزر القريبة المقفرة . ))

( نبوءة لأوستر أداموس )

منذ شبابي قرأت نبوءات أوستر داموس ، وهي مبينة في خيالها على ما تحدثت عنه نصوص توراتية وانجيلية وقرآنية وبعض صحائف تم الحصول عليها بعد غزو المغول لبغداد.

وذاته الكتاب صحبتهُ معي الى القرية المائية التي عَملتُ فيها معلما ، من ضمن كتب وروايات كنا نقضي في متعة مطالعتها على وحشة الليل الطويل حيث لا يسكنكَ صوت سوى نباح الكلاب ونقيع الضفادع وموسيقى صوت المذياع في شدوه الخالد لأغنية ام كلثوم ( ليلة حب ) . وذاته الكتاب حملته معي في حقيبتي عندما عشت لشهر في مدينة حيدر آباد الهندية ، وهناك في زيارتي لمعابد الهندوس والبوذيين والاضرحة والنصب التي خلفها الملوك المغول ، اكتشفت أن كل ديانة ومعتقد يحمل رؤيا خاصة فيه حول نهاية العالم .

ولكنني بسبب الحياة الطويلة التي عشتها في الاهوار والقناعات التي توصلت اليها من خبرة العيش في المكان وموجوداته ، اكتشفت أن مصير العالم يرتهن باللجوء الى فطرة وبراءة وطيبة بعض المكونات ، وهو ما يتطابق تماما مع الدارج الشعبي عندما يقولون للإنسان البسيط والذي لا يهتم لما يحدث في هذا العالم من قريب أو بعيد يقولون له : على عينيك نأكل خبز.

فالذي يتأمل نبوءات أداموس سيقلق كثيرا لتشابه رؤاه مما جرى وخصوصا ما يذكره عن منطقة الشرق الاوسط ، وربما حرب حزيران وأكتوبر وحرب الثمانينات وحرب التسعين وحرب  2003  تكون ضمن سياقات الرؤيا والمكان بالحقيقة أو بالتلميح ، وبعيدا عن مناقشة النبوءات وبسبب ما يسكنني من رغبة لتخليص العالم من مواسم الحروب التي تقلق وجودنا بأخبار من نفتقدهم جراء كاتم او مفخخة او سكين ارهابي يصنع فيك الخوف لجرأة وقساوة ما يفعله مع الرهينة الامريكي او الاوربي او الاسيوي ، أحاول أن افتش عن طقس للتشفع وإن كان معظم الناس مقادين بفطرة أو وعي الانتماء الى معتقد ومذهب ويذهبون الى الاضرحة والمزارات والأديرة والمعابد يتشفعوا عندها من أجل خلاص العالم ، إلا انني اعيش الهام بساطة وفطرة ونقاء هؤلاء الذين جعلوا القصب والماء والطير الظواهر الاولى لتفسير وجودهم ، وكانت ايضا مصدر العيش والسلامة بالنسبة لهم ، حدَ الذي تدفعهم قناعتهم أنهم لا يفسروا سبب غرق صبي لهم في مياه الاهوار وموته لأنهم لم يسمعوا في حياتهم عبارة : الحذر يقيك الضرر . لقد وتركوا الأمر لغيبيات القدر .انها قناعة متوالدة بالخبرة والتأمل والقراءة ، وكما رأيته عند كهنة بوذا في معابد حيدر اباد ، قولهم :لا تزاحم الحياة في طريقها الى الضوء ، وسترى السيوف منصهرة.أطبق الأمر هنا على فطرة وطيبة المعدان واتخيل شعارهم كما عند البوذيين : لا تزاحم الحياة الى الماء ، وسترى سكاكين الأرهاب منكسرة…….!

2ــ ( الطير المسافر )

نحن المعلمون الذين رضينا بمنفى التعليم في مدارس الأهوار من اكثر أصدقاء المعاهد العلمية التي تعنى بالطيور المهاجرة في شنغهاي وستوكهولم وأوتاوا وسيبيريا وبراغ ، فأنا شخصيا نمتْ عندي هواية غير هواية جمع الطوابع وصور ممثلي السينما الهندية شامي كابور وأخوته وفاجنتي مالا وآشاباريخ وراجندر كومار وغيرهم. وأضفت لهواياتي الطفولية هواية غير القراءة وسماع اغاني نجاة بعد منتصف الليل واجملها اغنيتها الطير المسافر ، فوحدها هذه الاغنية من تمنحني بساط الريح وارتدي طاقة علاء الدين وأسافر مع احلامي الى روما وباريس وبكين ودلهي ولندن ولاس فيغاس.هذه الهواية الجديدة هو الذهاب بالزورق صباح كل جمعة الى سوق السمك والطيور في مركز قضاء الجبايش من أجل العثور على أوسمة الطيور المهاجرة ، وهو عبارة عن قطعة معدنية تشبه الدرهم عليها أسم وختم معهد الطيور في الدولة التي ينطلق منها الطير ويعلق هذا الدرهم في قدميه ، وقد جاءنا مرة تعميم من وزارة التربية يناشد الهيئات التعليمية في مدارس الأهوار بتثقيف التلاميذ وابناء القرى بأنهم إن وجدوا هذه القطع في ارجل الطيور فيرجى ارسالها لعنوان المعهد المثبت في القطعة المعدنية مع ذكر اسم وبلد المكان الذي وجد فيه الطير. كنا نعتبر هذه المهمة ، هواية جميلة وعمل انسائي رائع وهو أول أخلام العولمة في خواطرنا حيث يصبح الطير المسافر ليس هذا الذي يشع غراما في اغنية نجاة الصغيرة بل هو طير الحذاف والخضيري والبط الصيني ودجاج الماء الاسود والسنونو وطائر ملون يغرينا شكله والوانه الزاهية ولكن صوته قبيح جدا يسمونه ( الشكركه ).

وهكذا صار سوق الطيور والسمك طقسيَّ الاسبوعي وصرتُ اعيش هاجس صياد الجوائز الذي كنا نراه في افلام الويسترن ، ولكن صيدي هو الطير المهاجر الذي هرب من ثلوج بلدان الاسكندنافية وجاء الى مشاتي الاهوار الدافئة ليتنعم ، وكنت احصل على هذه الطيور واشتريها ان كانت مذبوحة او حية او جريحة .

المذبوح ازيل عنه قطعة المعدن ونطبخه للعشاء عند العودة ، فيما اطلق الطائر الحي بعد أن انزع عنه المعدن فيما اذهب بالطائر الجريح الى المستوصف البيطري القريب لمداوته. وفي كل شهر يتجمع عندي عدد قليل أو كثير من هذه القطع ارسلها بمظاريف الى عناوين الامكنة التي جاءت منها طيورها ، واظن أن هذه الطرود صارت عبئاً مادياً لم احسب حسابه ولكني عشقت هذه الهواية وكل هواية ينبغي أن تكلف صاحبها مالا من أجل متعته.

أعوام عديدة وأنا أمارس هذه الهواية بمتعة ، وكنت في كل زيارة للمشرف الإداري لمدرستنا اخبره وأريه ايصالات الارسال فأحصل على شكر وتقدير وكان يمزح ويقول “انك تستحق النقل الى مركز المدينة ، لكن الواجب الوطني يحتم ببقائك هنا من أجل طيور الصين والسويد وروسيا ، وأهم شيء روسيا أيها البلشفي.

نضحك ، ويكون غداؤه معنا وغالبا ما يكون ذكر بط من تلك التي نجد معلقة في ارجلها تلك القطع المعدنية.

ذات يوم جاءت رسالة بالبريد الى مديرية التربية وارسلوها الي وهي دعوة مجانية مع تحمل نفقات السفر الى السويد من معهد الطيور المهاجرة في ستوكهولم تكريما لجهدي في متابعة الامكنة التي تصل اليها الطيور المهاجرة.

فرحت كثيرا وقدمت الدعوة الى التربية للحصول على موافقة السفر ، لكن الموافقة الامنية لم تتم وجاءت بنتيجة سلبية .

عندها عدت الى سوق الطيور افتش عن قرص جديد في ساق طير مهاجر واغنية نجاة الصغيرة تدندن في أذني عن الطير المسافر الذي لم يحصل على الموافقات الأمنية.

3- (مدافع أم البنين )

للحرب وقعٌ مؤثرٌ في الذكريات ، ويبدو أن المكان الذي لا تلمسهُ أصابع الحرب لن يكون قادرا على صنع البحة الساحرة في النواح ، ويوم ذهب شباب من القرية الى جبهات الحرب ، سكنت وجوه الاباء ملامح جديدة لم أراها من قبل ، ومنها تلك الصفنة الطويلة ونسيان أن الجواميس أصابها الملل من قيلولتها الطويلة في الماء وتريد العودة الى زريبتها.

أنا ذقتها ، وغيري ذاقها ، وتعلمت منها ، لكنها لم تتعلم مني ، ولأنني مثل خالي المرحوم ( جهاد سهر أذهيب ) العريف المطوع في كتيبة مدفعية الميدان 51 التابعة للفرقة الثانية مشاة ، أتت بي قرعة معسكر التاجي الى صنف المدفعية ، خدمتها وتسرحت منها وتعينت معلما بعدها ولم يبق من ذكرياتها سوى نخوة الجنود وهم يحملون صناديق القذائف الثقيلة وينتخون بأم البنين لتعينهم في حملها ، ليكون رد العريف عطشان : أم البنين لديها ما يكفيها وهي تبحث عن من يعينها لقد فقدت اربعة ابناء من اجل الحسين ع ، حرب السيوف سلبت ابناءها فلا تريد لحرب المدافع أن تسلب ابناء من امهات أخريات .

أتت حرب جديدة ، ومعها أتت خواطر جديدة وقصص جديدة ، ومنها حين أتى واحد من ابناء ريكان موظف الخدمة في مدرستنا مجازا من جبهة عبدان وكانت الحرب تعيش فوران ايامها الاولى ، فتحدث عن أسير ايراني طلب منه الماء ويتكلم العربية ، وقال انه من اهالي ديزفول ويعمل مخابرا لبطرية مدافع ميدان في كتيبة أسمها أم البنين .

يومها تذكرت الجنود الذين ينتخون هذه المرأة الصابرة ، وحين يأتي عاشوراء يذهبون مباشرة الى اذاعة عربية تبث من الاهواز تذيع نواحا عاشوريا لرادود مشهور اسمه ( وطن ) وقصيدته المشهورة بين الجنود اكثر شهرة بكثير من نشيد سلمان المنكوب الاسطوري (امرن في المنازل ..منازلهم خلية ) ، ورثائية وطن هي :

آنه أم البنين ودهري ذبني ..

حقي لو صحت يا حسين يبني .

فقد الأربعة يهون

وحسين الذي سَباني )

أذن لدينا أم البنين اثنتين ، واحدهم عندنا وثانية عندهم ، وهي في الحقيقة أن هناك أم بنين واحدة وتحتار الآن لمن تعين الجندي العراقي أم الجندي الايراني.

تلك الحيرة أبقت فيَّ حزناً أن نزج صناع حزننا الخفي في آتون السياسة واحلام الجنرالات ونجلبهم معنا الى جبهات القتال بالرغم أن حروبهم انتهت منذ مئات السنين ولم يبق لنا منهم سوى الاضرحة وقباب الذهب ونخوة الجنود بهم حين يريدون رفع صندوق عتاد وزنه خمسين كيلو غراماً.

عاد ولد ريكان ، ونذرت أمه لأم البنين عجل تشــــــتريه من الجبايش وتذهب به الى مقام العلوية ( فواده أم هاشم ) تذبحــــــه هناك وتوزع لحمه الى الزائرين .

لكن ربما في غمرة النحيب الذي يسكن أم البنين من اجل فجيعتها بأولادها الاربع أتت قذيفة مدفع وسقطت على الخندق الشقي الذي يتمترس فيه ولد ريكان فذبحته من الوريد الى الوريد . وربما هذه القذيفة آتية من مدفع من مدافع الكتيبة الإيرانية التي اسمها ( أم البنين.)

4- (الشام بعيدة يا سورية دشر )

أسماء نساء المعدان تنتهي اغلبها بإيقاعات ( الياء والهاء ) لهذا كانت بطلة روايتي ( الآلهة والجواميس في مديرية الأمن ) تدعى هاشمية ، تكريما لتلك المرأة المعيدية الصبورة التي اعطت من سماء قلبها ثلاثة نجوم ، أثنان قتلا في حرب الشمال وآخر قتل في حرب عبدان ، وقبلهم كان زوجها قد اختفى في عمق الهور اثر هبوب عاصفة ترابية اخذت زورق زوجها الى افق مظلم بعيد ولم تعد تراه بعدَ ذلك ، بالرغم من أن حكايات خرافية تقول انهم شاهدوه قرب تلال الايشنات يصطاد السمك ويغني بالطور (الصُبيْ ) حنينه الى قريته الجميلة ( أم شعثه ) .امرأة أخرى فقدت زوجها بمأساة الحنطة المكسيكية المسمومة والذي أبقى لها الولد الوحيد الذي جاهدت كثيرا لتبقيه في عالم المدرسة وتبعده عن عالم رعي الجواميس .كان اسمها ( سورية دشر ) ، ولا أدري كيف اختار ابوها لها هذا الاسم الجميل الذي يذكرني بالصوت الساحر للمطربة الريفية (سورية حسين ) التي تعمدت لأسمعها أغنيتها ( يا ما خذات الولف ..ولفي وأريد وياه ) التي تغنيها ديتو مع المطرب داخل حسن من المسجل الصغير الذي تعودت أن اسمع فيه الأغاني التي أحبها في أماسي قراءاتي اليومية على ضفاف الأهوار بعد نهاية دوام المدرسة ، لكنها لم تأبه به ومضت تعيد دوابها الى الحضيرة ، لكني ناديتها وقلت : يا أم عنبر هذه المغنية اسمها سورية حسين . وتغني اغنية قريبة على حزنك من اجل ولدك الغائب.

التقت وقالت : انها مثل اسمي . ولكن هل تسكن سورية بالشام .

قلت : ومن عرفك بالشام هذه تسكن في بيت بأطراف بغداد .

قالت :نعم .ولدي عنبر يعيش في الشام الآن ، أخبرك بهذا السر انت ، لقد وصل مكتوب منه . أستاذ كيف أصل اليه .؟

ــ صعبٌ يا أم عنبر ، عليك الحصول على جواز سفر ،ولم أسمع في حياتي أن امرأة من المعدان عملت جواز سفر ، عدا عنبر فعلها وسافر ، ولا ادري لماذا اختار الشام ، ولماذا سافر ونحن نتمنى انهُ سيكمل الاعدادية ويأتي بمعدلٍ عال ليكون أول شباب من أبناء أم شعثه وفي هذه القرى من يدخل الطب.

ــ لقد دخل السياسة وهرب من الحكومة ، هو لم يعمل جوازا بل هرب عبر الصحراء . السير في الصحراء صعب على من تعود السير في طرقات الماء ولكنه وصل الى الشام ، وفراقه يقتلني يا أستاذ ، اريد عطرا اشمه يقربني اليه.

ــ رائحة ورد الياسمين سيجعلك تشمين عطره لأن الشام بلد الياسمين ،غدا سأذهب الى المدينة واجلب شتلات ياسمين ونشتلها في حديقة دشر مع شتلات ورد التوليب .

ــ وكم يطول لتزهر الشتلة؟

ــ شهرين.

ــ كلا .وقت طويل .عندها اموت من شوقي اليه .

عدت لأكرر ولكن الشام بعيده يا سورية دشر.

قالت : ستقترب حين تسمع نواحي الى ولدي بعد منتصف الليل.!

5- (سدخان وشيش خان ومنصور خان )

في عام 1975 باشرت الحكومة العراقية بأجراء تعداد سكاني ، وجندت لهذا جميع موظفي الدولة وحين شعرت أنهم لن يكفوا استعانت بطلبة الاعدادية ليشغلوا وظيفة عداد ولمدة يومين بعد ان ادخلتهم دورات لتعليم ملء استمارة التعداد ، وكنت من بين الذين تطوعوا لهذا العمل الممتع وكانت رقعتي الجغرافية قضاء الجبايش والقرى المائية المحيطة بها ومعظم ساكنيها من المعدان حيث الهمني التجوال بين هذه القرى التي اشاهدها لأول مرة في حياتي متنقلاً بالزورق ، الهمني الاحساس الجميل بسحر المكان ورغبتي للغور في عالمه واساطيره وبيئته المائية الساحرة.كنا ضيوفا عند رجل من اهالي المعدان يدعى ( سد خان ) وكان كريما وطيب القلب ونقي السريرة وكل حياته هو قطيع جواميسه والسفر بين الممرات المائية بين غابات القصب يرعى القطيع صباحا ويجيء به في المساء الى حضيرته وفي الليل تداهمه اغفاءة التعب بعد أن تقوم زوجته بحلبِ الجواميس فيما هو ينتظر صباحا جديدا مثل الذي سبقه. عائلته متكونة من ثلاثة أبناء وبنت ، ولديه اخوين يجاورانه في العيش مع ستة عوائل من اقربائهم ليكونوا قرية مائية تنأى بعيدا عن الحضارة وليس لهم وسائط نقل معه المدينة سوى السفر بالقارب حين يجبرهم مرض ما على أن يعجزوا على الذهاب مع دوابهم .

لم يثيرني أسم الرجل ولم يلتفت انتباهي حين ملأت له وعائلته استمارة التعداد ، لكني انتبهت الى موسيقى ايقاع أسمه واسماء اخويه ( شيش خان ومنصور خان ) حين اكملت ملئ استمارات سكان قرية القصب الصغيرة المسماة ( أم شعثة ) وهذا الاسم يطلق على البنت التي يصعب تمشيط شعرها ومرات يطلق على هذا الشعر ( الكفشة) ، لكن الاشعث هنا يطلق على الشعر الغير مرتب والذي لا يعتني صاحبه بغسله وتنظيفه.

وعندما سألتهم في جلسة السفر التي استضافنا فيها سدخان واخوته :أن اسماءهم ليست عربية . والاغرب ان بعض اطفالهم يحملون ملامح سمر وزرقة باهتة في عيونهم لأسألهم ان كانوا هم من أصل هندي او ترك.؟

ضحك سدخان :وقال نعم اننا نمتلك صولا غير عربية من جهة الأب وإلا لماذا اطلق آباؤنا علينا هذه الاسماء.فجدي الله يرحمه هو من اطلق علينا هذه الاسماء ، وكما مكتوب عندك إن اسمه ميجر .

قلت : ميجر هي رتبة في الجيش الانكليزي.

قال : لا اعرف ولكني سمعت منه حكاية تقول ان قائدا من الترك مر من هنا بمراكبه وكانت ام جدي ( نوعه ) التي يضرب المثل بجمالها بين قرى المعدان ، كانت وقتها تسرح بقطيع الجواميس حين رأها قائد الترك واتذكر انه قال اسمه صفوت خان باشا قد رأى جدتي نوعه وفتن بسحرها ، فأوقف مراكبه ودعاها لتذهب معه الى بلاد الترك فرفضت وجدي رفض ايضا فاضطر ان يتزوجها ويقيم في قريتنا اسبوعين ثم غادر على امل أن يعود بين الحين والاخر ، لكنه لم يعود ولم يسمعوا اخباره وسمعوا بعد ذلك انه قتل في معركة مع آل بو صالح.

حبلت جدتي وانجبت ذكرا اسمه ( ميجر ) الذي هو جدي ، الذي اجبر أبي على ان نحمل هذه الاسماء ، وها انت تكتبها في هذه الاوراق ولا نعرف لماذا تكتبها .!