الأغنية الخرساء

الأغنية الخرساء

تجربة جديدة و ملفتة للنظر و تستحق كل الاحترام و التقدير هي ملحمة الشاعر حاتم عباس بصيلة ( ألأغنية ألخرساء ) قصيدة مطولة بشاعرية عذبة وبوح أنساني لمزيج من ألذكريات مرتبطة بأحداث الوطن ألجريح بكافة عناصره و أطيافه بدموع الشرفاء و زيف فاقديه ممزوجة بصور البؤس و الحلم و صولا الى كبرياء و طموح متوج بدعاء و توسل ( خذ بيدي ) و انعطافات متموجة من مشاعر غاية في الروعة مع وصية والد لا يريد لولده ان يقع بأخطاء أبيه و ليته يستطيع …!!!

قصيده يصل عدد صفحاتها الى 300 صفحة تقريبا من السرد الشعري و حكايات متلاحقة و مترابطة لا يسمح لك شاعرها بصيلة بأن تلتقط انفاسك لتسجيل بعض الملاحظات صعودا و نزولا صورة وحدث هنا و صورة و حدث هناك و صوته الهادئ المشحون بالحزن تارة تتخيل نفسك أنك تستمع للشاعر الراحل بدر شاكر السياب و هو يفيض حنين لقريته جيكور أو يتلذذ بغرفة ماء من نهر بويب و تارة اخرى تجده يقدم قراءة جديدة لرائعة الشاعر الراحل نزار قباني قارئة الفنجان ( ياولدي قد مات الشعر و انتحرت الكلمات ) و تارة أخرى و أخرى يسمعك شاعرية تلميذ صغير مثله الاعلى مدير مدرسته الذي يحب كثيرا ان يتأنق او شاب مراهق شاعري محب يرمق بعينيه المتوسلة الحالمة طيور في السماء عسى أن يبعث له الرب على اجنحة احدها رسالة ما تجعل من حلمه بداية لغد يحلم به منذ سنين بصبر مازال الى الان لم يتحقق …!!

او لحظات عبادة خالصة مخلصة مع الله بوحدة فريدة و مكاشفة وجدانية شفافة مع دموع تتوسل و اكف ترتجف و خشوع الى حد الجذور يكاد يتحول هو في محرابه الى صلاة ..

هكذا كانت ألامسية التي اقامها البيت الثقافي في الهندية بحضور مجموعة من ادباء و شعراء المدينة للشاعر و الفنان حاتم عباس بصيلة و لطول القصيدة الملحمية قرأ جزءاً  بسيطاً منها رغم تعطش الحاضرين لسماع المزيد و مع هذا اعطى الجزء القليل خطوط عريضة و افق واسع و سياحة جميلة مع ما حملته رحلة الشاعر بين حروف تناثرت بأنين و موسيقى هادئة و صوت مجروح بالحسرة و الالم تكونت قصيدة يتمنى الشاعر و نحن نتمنى معه ان ترى النور و تطبع في كتاب يحمل نفس الاسم ( الاغنية الخرساء).

 فاضل المعموري – بغداد

مشاركة