الأزمة المالية تنعكس على نشر مطبوعات السريانية – نصوص – سامر الياس سعيد

مدير دار المشرق الثقافية لـ(الزمان):

الأزمة المالية تنعكس على نشر مطبوعات السريانية – نصوص – سامر الياس سعيد

بغية نشر اللغة السريانية وابراز اشعاعاتها التاريخية المهمة واسهامها بنقل الاداب والمعارف كان لدار المشرق الثقافية التي انشئت عام 2007  دور بارز في هذا المجال  حيث تحدث مدير  الدار الاب شليمون  ايشو خوشابا لجريدة (الزمان ) عن اهم المحاور الرئيسية التي تضطلع بها دار  المشرق الثقافية ولاسيما بمجال اغناء المكتبة بمجالات اللغة السريانية وما يختص بادابها والحضارة النهرينية القديمة  لاسيما في ما يخص الجهود القيمة للمفكرين والكتاب الذين ساهموا من خلال الدار  باتاحة ما برز من مداد اقلامهم حول هذا المجال حتى وصل عدد الاصدارات التي نشرتها الدار الى الرقم 93  منذ العام 2007  حيث صدر اول كتاب عن الدار حمل عنوان  (الترجمان) وكان من تاليف ايليا برشينايا وتحقيق بينامين حداد والدار ماضية في الاسهام بشكل فاعل في سبيل نشر اللغة اضافة لاصدارها المجلات الدورية التي تعنى بهذا المجال كمجلة (سيمثا )الفصلية التي تعنى باللغة  السريانية وادابهاومجلة (التراث السرياني) اضافة لمجلة خاصة بالاطفال تحمل اسم هباوي اي (الازهار ) وفيما يلي نص اللقاء :

{ بداية وفي ظل ما نعيشه من احداث ابرزها نزوح ابناء المكون المسيحي من مناطق عيشهم في الموصل وسهل نيوى  وما ينطوي على هذا النزوح من ارتكاب جرائم مضافة للجماعات المسلحة بارتكاب جرائمهم التي باتوا ينشرونها على الملا وتتضمن قيامهم بالمس بالارث الحضاري والتاريخي لتلك الحواضر الموجودة في مناطق سهل نينوى ، ماالدور الذي يمكن ان تلعبه دار المشرق الثقافية  في مواجهة مثل هذه الافعال ؟

-طبعا دار المشرق الثقافية هي مؤسسة ثقافية  تعنى باللغة السريانية  وكل ما يختص بهذه اللغة من  تراث وتاريخ اضافة لالوان الاداب والفولكلور وهو ما يترجم اهتمامنا الاساسي بنشر  كل ما يعنى باللغة ولكننا اضافة الى ما تقدم لدينا وجهة نظر عادة ما نضمنها افتتاحيات المجلة الخاصة بالدار وهي مجلة سيمثا التي تعبر عما يعيشه المسيحيون في الوقت الحاضر ولعل افتتاحية العدد الاخير من المجلة يسلط الضوء على رؤيتنا باملنا بمجتمع امن ومستقر ومتماسك ودولة عصرية مقبولة في المجتمع العالمي ومن هذه الرؤية نحاول ان نشيع اخلاقية المحبة وقبول الاخر المختلف عنا وكمؤمنين بالخالق المحب علينا  تجسيد حبه اللامتناهي للبشر بتعاملاتنا مع البعض وفق المبدا الالهي اي المحبة المجانية  وهي ما تتبلور نحو تحقيق انسانيتنا بكل ابعادها التي ارادها لنا الخالق في العيش بسلام وامان مع انفسنا ومع الاخرين..

{ كيف هي خطة النشر التي تعتمدوها في استلام مخطوطات المؤلفين من المسيحيين لغرض نشرها واصدارها كمطبوعات عن الدار؟

-مثلما ذكرت فالدار هي مؤسسة تعنى  بنشر الكتب للمؤلفين بغض النظر عن انهم من ابناء شعبنا  ولكن ما يرتكز عليه اهتمامنا بان موضوع الكتاب او المؤلف خاص باللغة السريانية والتراث المنبثق عنه اضافة لتاريخ الحضارة النهرينية العريقة..

{ وهل هنالك لجنة استشارية خاصة بالاطلاع على  المخطوطات الخاصة بالمؤلفين من اجل تقييمها واعداها لغرض نشرها لاحقا؟

-بالطبع فعندما يردنا اي مؤلف يسعى كاتبه ومقدمه لغرض طبعه من خلال الدار  يقدم للهيئة الاستشارية التي تتالف من عدد من الاكاديميين والمختصين ومنهم الاستاذ بينامين حداد والدكتور روبين  بيت شموئيل وهنالك تتبلور عدة ملاحظات من اعضاء الهيئة حيث في مرات هنالك جلسات لغرض المناقشة مع الكاتب والمؤلف من اجل اخراج الكتاب بصورة ملائمة ومناسبة  اضافة للسعي لازالة الثغرات وليس كل مايردنا يجد مساره للنشر لاعتبارات عديدة..

{ وهل تكتفي الدار بالاعتماد على الهيئة الاستشارية في معايير التقييم الخاصة بالمؤلفات ام هنالك استشارات لمختصين من خارج الدار ؟

-بالطبع لايكتفي الدار بتقديم النسخ الاولية للمطبوع للمختصين الذين ذكرتهم سابقا بل في حالات يجري الاستئناس باكاديميين ومختصين من اجل مشاورتهم لطرح تلك النسخ المخطوطة وبيان رايهم حول مدى امكانية نشرهاوفي مجال الكتب التي يسعى بعض المترجمين لترجمتها من اللغة السريانية الى العربية فنحن نسعى لوضع النص السرياني المترجم عنه الى العربية وهذا ما نسعى اليه من اجل وضع النصين في الكتاب المترجم .

{ هل تخضع الدار لخطة او برنامج معين يجري فيه تحديد عدد الاصدارات التي تطبعها في السنة على سبيل المثال؟

– لايمكن ان نضع او نحدد عدد مطبوعاتنا التي بالامكان اصدارها في مدة زمنية فمثل هذا الامر متوقف على حجم الامكانيات باستثناء المجلات التي تصدرها الدار وهي المحددة بموعد سواء منها الدوري او الفصلي كمجلات سيمثا او التراث السرياني او مجلة الاطفال هباوي (الازهار ) ولكنني استطيع القول بان الدار تسعى لنشر كتاب  يصدر عنها  بين شهر  او في حدود ثلاثة اشهر كحد اقصى ..

{ وهل هنالك معوقات تعترض عمل الدار في سبيل اصدار الكتب المعنية باللغة السريانية وما يختص بها ؟

– بالطبع فالازمة المالية التي يعيشها الاقليم باتت تنعكس سلبا على انسيابية نشر الكتب لاسيما ان تراثنا السرياني غني بالكثير من المحاور ونسعى لان نتيح تلك الكنوز من الكتب التي تتحدث عن هذا الغنى سواء للقراء من ابناء شعبنا او للاخرين  كما اود الاشارة الى معوق اخر نعاني منها ويتلخص بالتوزيع حيث نكتفي بتوفير الكميات المتاحة من الكـــــــتب من خلال تعاوننا مع المؤسسات السريانية فضلا عن المهتمين بهذا المجال كما نوفر الكتب لكل قارئ يسعى بزيارتنا في مقرنا بمدينة دهوك ..

{ هل تكتفي الدار بنشر الكتب ام له اسهام بعقد المؤتمرات والندوات المعنية بنشر اللغة  السريانية ؟

-لدينا نشاطات ثقافية متعددة في هذا المحور اذ لانكتفي بالاسهام بنشر الكتب وطبعها من خلال الدار لكننا وعبر اعوام2007  وحتى العام 2012  ساهمنا بعقد خمسة مؤتمرات خاصة باللغة السريانية وكان المؤتمر الاخير قد اقيم في ناحية القوش وقد شهدت تلك المؤتمرات مشاركة اكاديميين ومختصين ومن جامعات عريقة  ومن بلدان مختلفة اذكر منهم اكاديميين من جامعات بريطانية وهولندية  ومصرية ..

{ اذن من خلال هذا التعاون للدار مع نظرائه من الاكاديميين والمختصين من تلك الجامعات التي ذكرتها، هل انعكس هذا الامر ايجابيا بشان ايصال مطبوعات الدار الى تلك الدول؟

-تواصلنا جاد ومستمر  مع هذه النخب حيث نقوم بشكل متواصل بايصال المطبوعات وكل ما تنشره الدارحيث لاننكر مدى التجاوب الذي من الممكن ان يجسده هذا التعاون ..

{ تشهد اربيل اضافة للعاصمة العراقية ومحافظات اخرى اقامة معارض دولية للكتاب، مامدى حضور مطبوعاتكم في هذه المعارض ؟

-تردنا دعوات لغرض المشاركة في تلك المعارض وغــالبا ما نلبي الدعوة علما ان ما نعــــرضه من كتب صادرة عن الدار هي بالمجان وغالبا ما تقدم كاهداءات ..

{ من ضمن الاصدارت الكثيرة هل لمستم جهدا مهما من قبل الكتاب او المترجمين ممن تتعامل معهم الدار في سبيل النشر ؟

بالطبع فالكثير من النخب  اسهمت بشكل فاعل ومؤثر سواء بتقديمها لمؤلفاتها او بتقديم الترجمة العربية لنصوص ومخطوطات سريانية قديمة  وهنا لايسعني سوى ان اشير الى جهود المطران صليبا شمعون  المهمة في مجال الترجمة التي اثمرت عن ترجمته للعديد من الكتب التي قام الدار بنشرها..

{ وهل يفكر الدار ضمن خططه في تقديم التكريم المناسب للجهود التي قدمها المؤلفين او المترجمين من اجل اغناء محور اللغة السريانية ؟

-مثلما ذكرت قبل قليل فان مسالة التكريم تعتمد على الامكانيات ومثلما تعرف فان  نشاطنا الحالي شبه متوقف ونسبة ما نصدره اقل من النصف مقارنة بما كنا نقوم باصداره ونشره من كتب خلال الاعوام السابقة وفي الوقت الحالي  نشاطنا محدد باصدار المجلات الخاصة بالدار وهنالك افكار وخطط لكن مسالة تنفيذها محدد بانقشاع الازمة المالية ..