الأدباء يستذكرون الروائي نعمان مجيد – نصوص – صبيحة شبر

الأدباء يستذكرون الروائي نعمان مجيد – نصوص – صبيحة شبر

استذكر اتحاد الأدباء في 26 من أيار الروائي الراحل نعمان مجيد وقد تحدث في الاصبوحة عدد من النقاد مستذكرين الراحل ومعددين مميزات ادبه، بدأ الأديب حسين الجاف الذي قال ان عشرين عاما مضت على رحيل نعمان مجيد، ولم نعد نرى نعمان بطلعته الصبوحة، ولم نسمع صوته الهامس، رحل من بيننا جسدا وبقي ابداعا،، ولم يخسره أهله ، بل خسرته أنا، كان لي خلال عشر سنوات أخا وصديقا، تعلمت منه الكثير، كنت احد أفراد اسرته الذين هم من المبدعين جهاد مجيد ، نعيمة مجيد ، ابراهيم مجيد، وفي أسرته طبيب وطبيبة ،، أسرة مبدعة علما وخلقا، كنا لا نفترق ،أشركته وأشركني في حل  المسائل الشخصية، كان من رواد القصة في الثمانينات، رغم أنه بدأ شاعرا، وتيار القصة الحديثة سحب نعمان مجيد من الشعر، امتلك الأدوات الفنية، وأصبح واحدا ممن يشار اليهم بالبنان، أسسنا يومئذ نادي الفكر في منطقة المسبح، وكسب نادينا أغلب الأدباء العراقيين ، مثل علي جواد الطاهر، كان نعمان مجيد يلتقط الأحداث صغيرها وكبيرها، ويجسدها بقلمه السيال،

 قال الروائي جهاد مجيد ان شعورا بالاسى والغبطة ينتابانه معا، شعور بالأسى لأنه فقد أخا عزيزا، وشعور بالغبطة حين نستذكر الراحلين، ونحتفي بتراثهم، وهذا امر على ضرورته قليل هذه الأيام، واضاف جهاد مجيد انه حين يتذكر نعمان مجيد يتذكر قافلة من المبدعين الراحلين يستحقون الاهتمام، وانعدم تذكرهم ،يجهلهم الجيل الجديد، ونعمان مجيد حين رحل كان قد أصدر مجموعتين قصصيتين ورواية واحدة،وبعد ان رحل عام 1996 صدرت له روايتان ومجموعة قصصية ، المجموعة القصصية التي صدرت بعد رحيله( الأعوام الحجرية) وهي مميزة وفيها منجزات فنية، في اواخر التسعينات قرر اتحاد الأدباء اصدار ستة كتب، فقدمت مجموعة ( الأعوام الحجرية ) ورواية الحكايات ، وبعد الفرز ظهرت مجموعة (الأعوام الحجرية ) في المركز الأول، وطبع كتاب نعمان ، وأرجئ طبع كتابي، وجدت المصححين قد تعاملوا مع كتاب نعمان مجيد ، وكأنه كتاب معرفي، فأعدت الطبع كما وضعه نعمان مجيد، وبعد التغيير طبعت رواية( الربع الخالي) وهي رواية قصيرة من الأدب السري، كما ان رواية ( العناكب) من الأدب السري في ظل الدكتاتورية ، والذي نفتقر اليه، ولم يأخذ حيزا في الأدب العراقي، وفي المقدمة ما يلقي الأضواء على تجربة نعمان مجيد، الذي استغرقت رحلته الأدبية ثلاثين عاما، منذ الستينات ، وقد كتب المسرحية والنقد الأدبي، وكتب القصة الملتزمة مستثمرا كل تطورات الشكل الفني، وفي عام 1987 سادت ثورة الجماهير على الأدب السلبي وانحسر كتاب القصة الهروبية عن المشهد القصصي، عكس نعمان مجيد كل المستجدات في الساحة الفكرية دون السقوط في مهاوي التقريرية، وجسدت قصصه معاناة الانسان نافذا الى مشكلات حقيقية، مؤمنا بقضايا انسان العراق، ومن ضمن أدب الحرب قدم مجموعة من القصص ( أعمق الساعات صمتا) وظف فيها ممكنات فنه الواقعي، ولم تنل مجموعته حظها من التقييم، والسبب انها جاءت في فترة، كان أغلب النقاد خارج العراق، او يعملون في زوايا بعيدة، والمجموعة ظلمت كما ظلم الكثير من الأعمال.. يرى القاص حنون مجيد ان نعمان مجيد قاص مهم في السردية العراقية، وينبغي ان تحضر له دراسات تستقصي كتاباته، كان صديقا ، ولا أظن ان له صديقا كما كنت، تلازمنا في الصحافة وتبادلنا الخصوصيات، استخدم رمزية الأب تمثلا للقاعدة الصلدة ، تتداخل الأحداث في قصصه ، ويجهد ان يحمل بعضها الطابع الأسطوري، ورواية العائد من الربع الخالي أشارت الى الخيبة وفشل المغامرة في الوصول، جرب أشكالا متنوعة من  السرد القصصي ، وجرب التوازي بين حدثين كما في قصة( الكناري) والقصة تبدو انها لا تقترب من  الواقع الأسري الخاص ، تمتاز قصصه بطلاوة ، فهو وسط بين الشاعرية والواقعية.. قال الناقد فاضل ثامر ان التجربة الستينية حصيلة فترة زمنية محددة، جعلت القاص يبحث عن حلول فردية، وقدمت مستوى عاليا من التجريد، وما يكتبه المبدعون لم يكن بعيدا عن هم المجتمع، وكانت لنعمان مجيد شخصية متميزة اجتماعية جاذبة، تجده في كل مكان وعلاقاته واسعة، استطاع ان يؤسس منحى تجريبيا على مستوى اللغة، وتوظيف الاسطورة بشحنات  رمزية عالية، واعتنى بالوصف بطريقة خاصة، وان ما انجزه جعله يحتل مكانة مهمة في المشهد الثقافي العراقي، نعمان مجيد اسم بحاجة الى ان يقرأ ، ويقف في الخط الثاني بعد محمد خضير. قالت القاصة نعيمة مجيد انه في الذكرى التاسعة عشرة لرحيله، وفي يوم أسود فجعت  العائلة، معلنة عن خسارة لأديب كبير، رحل في 5- 5- 1996، ظل ضيف اللقاء معه غائبا ، انه أخي القاص نعمان مجيد، الذي اجتمعت فيه مميزات الانسان المحب للحياة ،، وكتاباته تتنبيء عن واقع  مرير، ظل بشوشا بوجه محدثيه، وكان صديقا لي نسير في الشوارع ونعبر الجسر، يريد ان يظل شابا، كتب الأدباء شهادات في رحيله، وقد رحلت عنا ولم ترحل عن مخيلتنا أيها الأخ..