الأخوة المتظاهرون ضد هيئة التقاعد مع التحية – عبد الخالق الشاهر
كتبت ما فيه الكفاية عن حالات التظاهر والأعتصام ، والعصيان المدني ، ومدى شرعيتها الدستورية والقانونية ، والمبررات والجدوى ، والكلفة والتأثير ، خصوصا عندما يكون الصراع المدني بين شعب وسلطة بوجود دولة عميقة ( كتل واحزاب وفصائل مسلحة) يرنو قسم لا بأس به منها الى خارج الحدود ، فتصير اعتصامات المحافظات الغربية (منصات فتنة) ويتبين ان داعش كانت تتدرب في خيام المعتصمين … ويصبح متظاهروا تشرين الذين اعادوا لنا الثقة بالنفس بعد غيابها طويلا .. تصبح جوكرية وخليجية وأولاد سفارات ، وغير ذلك من الالقاب التي تطلق جزافا.. ورأينا كيف انها جوبهت كأنها عدو خارجي خطير وبشكل غير مسبوق لم تكن ضحاياه لتصل 10 بالمئة من التي تحققت لو قام شباب فلسطين بتظاهرات ضد الاحتلال الأسرائيلي لبلدهم .
هذه الثورة التي اكدنا ونؤكد على سلميتها لها اهدافها الجليلة التي استحقت كل التضحيات وتستحق منا الاكثر رغم انها لم تشتت اهدافها بل كان هدفها المركزي الدائم (نريد وطن) وبالتالي طالما تلك الثورة مستمرة نجد ان التظاهر بسبب الكهرباء او الماء او غيرها هي كلها تدخل في اطار ثورة تشرين التي ارادت الوطن الذي يوفر الكرامة والحقوق والعدل وغير ذلك الكثير
تفاجأت بوجود اعلام نشط غير مسبوق ايضا بضمنه فيديو مصحوب بأغنية وطنية فلسطينية تقول ( اتظن انك بعد ما احبطتني ورقصت كالشيطان فوق رفاتي … انا كالقيامة ذات يوم آت…) .. ذكرني ذلك بتظاهرات ضد العولمة كانت تحصل في السابق ونشرت متسائلا هل هناك جهة تمثل العولمة كي يتم التظاهر ضدها ؟ وهكذا تذكرت تظاهرات ليلة الانتخابات الاولى عندما اساء شخص عادي الى سماحة السيد السيستاني .. تسائلت ايضا هل كل هذه الحشود خرجت ضد هذا الانسان العادي المقيم خارج العراق ؟ ام هي دعم لسماحته وهو لا يحتاج الى دعم ولم يطلبه ، وكان استنتاجي انها قامت لأهداف سياسية قامت بها جهات سياسية ارادت ان تثبت قدسية سماحته لديها لأغراض انتخابية .
اليوم … ضد من ستخرج هذه التظاهرات ؟ هل هي ضد السيد رئيس هيئة التقاعد الوطنية؟ ولماذا بنفس اليوم الذي ستخرج به جماهير تشرين ( تريد وطن) ؟ وهل ان رئيس الهيئة تمتع بفرصة حقيقية لأصلأح ركام هيئة بوجود الحرس القديم الذي اسسته الاحزاب بموجب المحاصصة والفوضى الخلاقة ؟
تراكم الظلم لشرائح من المتقاعدين في ظل قوانين غامضة غموضا متعمدا وعلى مدى عقدين الا نيفا لا يحل بتغيير رئيس الهيئة فقط وبعدة اشهر بل بالسماح له بتغيير من كان يرتع بالماضوية والفساد الذي بات وضوحه كوضوح شمس أب اللهاب ، ورغم اني لا اعرف الرجل ولا يعرفني الا اني اعرف من خلال سعيي الطويل لاستعادة الحقوق القانونية للجيش السابق والكيانات المنحلة بأنه تمكن من تغيير بعض الوجوه المعرقلة للتغيير داخل الهيئة وفي المحافظات وأحال قسم منهم الى اللجان التحقيقية ، فضلا عن متابعة الرواتب المعادة بالبطاقات الالكترونية وبلغت تلك المبالغ 200 مليار دينار فضلا عن 200 مليار اخرى توفرت من خلال وضع آلية لتدقيق الفروقات ، وكشفه لمعاملات مزورة واردة من احد الوزارات واحالتها للتحقيق ، وكشف تلاعب في ملفات ضحايا الارهاب وخاصة في محافظة الانبار ، كما وأنه اطلق المكافآت للمحالين الى التقاعد قسرا وبشكل الكتروني ، واحال الكثير من المخالفات المتمثلة بقيام بعض الفروع بصرف رواتب موظفيها من ونثرياتها من الرواتب المعادة للمتقاعدين .. وحقق لقاءات كثيرة مع نخب من منتسبي الجيش السابق والكيانات المنحلة لتفهم مشاكلهم ،
قولوا نريد وطن ، وحددوا يوما غير يوم الوطن ، وأقترح عليكم ولست وصيا عليكم ان تجتمعوا اجتماعا بعيدا عن السياسة واهلها ، وأتشرف بحضوره لمناقشة الاهداف وجدولتها حسب اهميتها ، ومناقشة الطرق الكفيلة بتحقيقها بموجب القوانين النافذة ، فلا يعقل ان نتظاهر لنيل رواتب الاجازات المتراكمة بعد وصول امر التنفيذ من المالية ودون تمويل بشهر واحد ، وهي مضمونة 100 بالمئة.
اعرف كما تعرفون ايها الاخوة ان هيئة التقاعد لا تزل بحاجة الى اصلاح والطريق طويل ومعقد فلنعمل سوية للوصول لأهدافنا المشروعة ونعط الفرصة ، وبعدها ستجدوني اول المتظاهرين … فألى ساحات العز والكرامة والسلم .
وفقنا الله جميعا لما فيه خير العراق والعراقيين.
