اطلالة بإتجاه إنعقاد اللقاء الوطني
انا شخصيا … كمثقف كردي عراقي مع كل توجه يلم الشمل ويجمع الصفوف يوحد الكلمة ويحشد الجميع علي كلمة سواء لبناء اركان الدولة العراقية الحديثة القائمة علي العدل والديمقراطية وفهم الاخر .. دولة الرفاهية والحرية والمساواة .. ولعل دعوات فخامة الرئيس مسعود البارزاني / رئيس اقليم كردستان ودعوة دولة الدكتور ابراهيم الجعفري ودعوة سماحة السيد عمار الحكيم وميثاق سماحة السيد مقتدي الصدر كلها دعوات صادقة هادفة لرفع الركود عن تيار السياسة العراقية الجامد والمراوح في مكانه منذ اكثر من ثمانية سنين عجاف بعد زوال النظام الطاغوتي الدكتاتوري الظالم من سماء بلادنا العزيزة – لكن هدوء الوضع واستقرار الامن وازالة كل رواسب الظلم الذي تعرض لها شعبنا العراقي في الماضي والحاضر , اقول ان نهاية المشاكل اعلاه لا تاتي من اجتماع واحد يستغرق لساعتين او ثلاثة ويتم فيه تبويس اللحايا والمصافحات الحاره والعناق الاكثر حرارة امام عدسات الفضائيات لينتهي كل الاجتماع بوليمة فاخرة ويذهب كل واحد من الساسة الي سبيل حاله اثر انتهائها لتبق قرارات الليل .. يمحوها النهار والكلام هنا للشاعر الكبير ابي نؤاس .ان ترسخ الوحدة الوطنية وتحقيق اماني الجماهير وارساء اسس العدالة وتطبيق الديمقراطية يتطلب قبل كل شيء صفاء النوايا وخلوص التوجهات .. انه يتطلب ببساطة سلسلة من القرارات التطمينية التي تخص المستوي المعاشي للجماهير الواسعة كاطلاق التعيينات والتفكير في قانون علي النمط الاوربي للرعاية الاجتماعية الذي يسمونه ( social well- fare) لنبعد العوز والفاقه عن الجماهير المسحوقة اولا او علي الاقل لابعادهم عن خط الفقر المحيط بهم من كل جانب وثانيا زج الكفاءات العراقية من مختلف الاتجاهات والاعراق في مفاصل العملية الادارية العليا علي اساس الكفاءة والاخلاص والنزاهة لا كما حاصل الان حيث تستحوذ جهة واحدة او جهتان علي معظم المناصب واجهزة الادارة والمصيبة الاعظم في ان كثيرا منهم يجهلون حتي الف باء العمل الاداري وثالثا العمل الجاد والهميم لتطبيق المادة (140) لمعالجة قضايا المحافظات والمناطق المتنازع عليها علي وفق الدستورالعراقي الدائم الذي خرج اكثر من (14) مليون عراقي للتصويت عليه بـ ( نعم) في 15/12/2005..ومع كل الخيبات التي اصيب بها شعبنا العراقي من مؤتمرات مماثلة سابقة لكن الامر مختلف فيما يبدو – اليوم لان الوطن علي كف عفريت وان الاخطار التي تحيط به من كل جانب من الاقربين قبل الابعدين وقديم قالها طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربي اشد مغضاضه
علي المرء من وقع الحسام المهند
حسين الجاف
/2/2012 Issue 4125 – Date 18- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4125 – التاريخ 18/2/2012
AZP02