إنه يوم جديد… من أيام الله – نذير الاسدي

نذير الاسدي

عيد رأس السنة…
يحاول البعض التحريض لما أنشر… بدوافع شتى، منها عدم فهم جوهر المنشور، أو المستوى الذي عليه الناقد، أو محاولة للتعبير عن إرهاصات نفسية وفكرية على هذا اليوم، من خلال عقد نفسية واحتقان وسموم ذاتية، محاولين الإساءة للاحتفال بهذا اليوم بتهم وإساءات شتى.

إن إشاعة التكفير لليلة الميلاد ليس وراءها إلا احتقان وغيض وضغينة ضد أفراح الناس وسعادتهم، واتهام الآخرين بسوء نظرهم وعقليتهم… ونقص في دينهم.
نحن شعب يؤرخ تاريخ ميلاده وأحداثه ومناسباته ومعاملاته، وحتى أفراحه وأحزانه بهذا التاريخ. فهو تاريخ لأيامنا وأعمارنا ومناسباتنا، فما يضيرنا أن نحتفل به؟
لماذا هذا الإصرار على مهاجمة هذا اليوم ومحاولة تشويه الصورة الجميلة التي يحتفل بها عموم الكرة الأرضية؟ لماذا يحاول البعض نزع واستلاب السرور الذي يعيشه الناس بمختلف مكوناتهم وطوائفهم؟

للتذكير…
في إيران، يُحتفل يوم 21 مارس من كل عام ويعتبره الإيرانيون عيدًا قوميًا ووطنيا، رغم أنه عيد لا يرتبط بالدين من قريب أو بعيد. ويستمر هذا العيد لمدة 15 يومًا، يتم خلالها إقامة احتفالات كبيرة، وإيقاد النيران، وتوزيع الحلوى، وإقامة الأعراس.
وتحتفل الحكومة الإسلامية الإيرانية على المستوى الرسمي بهذا اليوم على أعلى المستويات الحكومية والشعبية، وتعم البهجة والسرور أرجاء الجمهورية. لماذا لم نسمع أحدًا من الإيرانيين يهاجم هذا العيد ويتهمه بالشرك والكفر، رغم أنه عيد يعود لزمن الدولة الساسانية ولا صلة له بدين أو مذهب بل هو رمز للانتصار على الظلم والعبودية؟
في شمال العراق، تجري احتفالات جميلة لاستقبال العام الجديد، يتم فيها مراجعة الإنجازات والبرامج، وتسجيل المعاملات وتواريخ السجلات اليومية.

إن مشكلة بعض الناس أنهم لا يفهمون ولا يوعون ما يجري حولهم، وهم يرددون ما يسمعون، ولا يحاولون أن يقرأوا تاريخ الشعوب وعاداتها وتقاليدها، ويحتكرون العلم والثقافة والدين بمفهوم قاصر جدًا.
لقد أصبحت أعياد الميلاد ليست أعيادًا دينية فحسب، بل صارت تقترن بمناسبات وعقود وتواريخ اجتماعية واسعة. وليس فيها ما يسيء لدين أو مذهب، سوى بعض المحاولات التي تصدر من أفراد سيئين بطبعهم.

ليتذكر البعض أن كل معاملاتنا وأحداثنا، حتى خطط الدولة، تبنى على أيام السنة الميلادية وما يصاحبها من مناسبات وأحداث. فلا تتعجلوا الهجوم على تاريخكم، وتاريخ آبائكم وأوطانكم.
اتركوا الناس وشأنهم، فقد مرت عليهم سنوات سلبتهم أفراحهم. فما يضر إذا فرح الناس، ونعِموا بالمسرات، مادام ذلك لا يضر أحدًا؟
الدين لله، والوطن للجميع.
فدعوا دعواتكم، واستنكاركم، وتحريضكم، وعقدكم النفسية.
فقد احتفل الناس وداسوا فوق الحبال والأسلاك التي أردتموها أن تعيق أفراح القلوب وتحبط مسرات الناس.
إنه يوم جديد… من أيام الله.

 

 

مشاركة