إلى من يهمه الأمر

إلى من يهمه الأمر

وجدتها تستغيث ليس بحروف بل بدمع وأنين استوقفتني تلك العينان تجرأت واقتربت …

مابك يا خالتي ؟

من أين ابدأ ياابنتي..؟..أستشهد أبني البكر بالموصل والثاني فقد ساقه بنفس حرب التحرير…ليست هذه المشكلة يا ابنتي المشكلة أن الدولة تكتب شعارتها بلا تنفيذ فلا الشهيد له راتب ليعيل اطفاله وزوجته ولا الذي تعوق له مميزات أما أخاهم الأصغر بلا وظيفة أو قبول أكمال دراسة …مابين الموظفين ضاعت الأوراق وضاعت الرحمة ..عوائل الشهداء الذين بلا ظهر يسندهم ووساطة قوية ضائعون أحلامهم مجرد دخان سيجار ينفثها موظف ما بدائرة ما وتتلاشى بلا أثر..

يا أبنتي وهبناهم أرواح فسلبونا ماتبقى لنا من الحياة وها أنا لا أقوى على البكاء ولا أقدر على الصبر ولا اتحمل الصمت حائرة كطائر ألتف جناحه بشباك صيد.

كان الله بالعون يا خالة …

أستحيّ من نفسي لأني لا املك سوى كلمات المواساة لها..أين الوعود لتلك العوائل ؟؟..كم نحن مقصرون بحقهم ..أما آن الاوان لنلتفت لهم بحق ..

.الشهيد لا يريد حفل تأبين لذكرى أستشهادة هو يترقب أن يرى عائلته بأمان من الفقر والعوز والذل تؤلمه تلك الدمعات المتساقطة من تلك الثكلى به ..تحرق قلبه تلك الآهات التي تطلقها أرملته ..يصرخ مستغيثاً لأيتامه..

فـهل من مهتم ؟ أين تلك القرارات الخطية لأنصافهم لماذا تبقى حبرا جامدا بلاتنفيذ واقعي …

الأهمال نصيبهم اقصائهم بعيدا عن مواكبة الحياة يعذبهم أكثر من فقد الأحبه …

كفاكم تجاهل لهذه الشريحة الكبيرة بمجتمعنا ..تضحياتهم تستحق التبجيل فعلا وليس لفظا …الى من يهمهُ الأمر من الوزارات المدنية والعسكرية نجيع أبنائهم روى الثرى فأزهر.. بشهادتهم ثبتت مناصبكم فلا تبخلوا على عوائلهم بعطف ورحمة حقيقية تعيد لهم الأمل المفقود والأيمان بأن التضحية المبذولة في سبيل العرض والارض والدين لاتضيع هباءا بشبك….

ألتفتوا لعوائل الشهداء..

دنيا حميد عبود القريشي

مشاركة