إقتصادي يترك إختصاصه لينظم إلى جوقة الفارابي

المشهد العراقي الفلسفي المعاصر من خلال أربعة أسماء

إقتصادي يترك إختصاصه لينظم إلى جوقة الفارابي

بغداد – الزمان

بالتعاون مع جامعة الكوفة قسم الفلسفة في كلية الاداب اقام قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة ندوة عن المشهد العراقي الفلسفي المعاصرة وقد بدأت الندوة جلستها ببحث الاستاذ الدكتور علي حسين الجابري وهو بعنوان (الدكتور ياسين خليل بين الفلسفة والمنطق والتراث العلمي ) حيث تطرق الى سيرة الدكتور ياسين خليل وهو يدرس المنطق في جامعة بغداد – قسم الفلسفة في كلية الاداب ثم تطرق بعد ذلك الى  سيرته الفلسفية متطرقا الى الذين كتبوا عنه والى انجازاته اذا يعد ياسين خليل استاذا ومفكرا او انسانا وموجها لتلاميذه كما انه الف في مجالات متنوعة فلسفية ومنطقية وزراعية وفكرية وكان يتعامل مع موضوعاته الفلسفية وفق اسس علمية ومنهج منطقي و البحث الثاني للدكتور جعفر الشكرجي استاذ الفلسفة في كلية الاداب جامعة بابل بعنوان(فلسفة الحضارة عند علي حسين الجابري) بدأ الباحث يعرف بشخصية المفكر علي حسين الجابري فهو صاحب التغيير الجذري في بنية المجتمع العربي, وقد ادرك المفكر الجابري منذ وقت مبكر ان النهضة لاتتم دون فكر عقلاني- نقدي, يدرس الواقع ويكشف مواطن الخلل منه, ويتجاوزه بحلول جوهرية وتمهد لمجتمع متقدم ومتحضر.

بدأ الباحث الدكتور جعفر الشكرجي يشرح لنا منهجية الجابري في كتابة ” الحوار الفلسفي بين حضارات الشرق القديمة وحضارة اليونان” فهو دائماً يسعى الى الفصل بعمق ودقة مستخدماً المناهج التاريخية والتحليلية والنقدية والمقارنة ,للبرهنة على الازدهار الحضاري في الشرق ومنه انتقل الى اليونان فكانت دراسة تربط الفلسفة بالحضارة موضحاً ان الحضارة وليدة الفلسفة ,وكانت سبباً في تولد الفلسفة بمعنى ان الفلسفة لم تنشأ بمعزل عن منجزات الانسان العقيدية والعلمية والحضارية ,فلكل حضارة فلسفة بمستواها. فالفلسفة اذن ليست ترفاً فكرياً لاصلة له بواقع المجتمعات , فهي اقرار فكري يمثل ذروة ماقدمه الانسان من جهد في كل مرحلة من مراحل التاريخ . ولهذا كان من غير المنطقي ن تنشأ في الشرق حضارات مزدهرة علمياً وهندسياَ وعسكرياً.

اما البحث الثالث بعنوان ” اضاءات فلسفة الفارابي في فكر محسن مهدي”للباحثة الدكتورة هديل سعدي موسى استاذة الفلسفة في كلية الاداب المستنصرية ومقررة الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة .

فالمفكر محسن سعيد مهدي مفكر عراقي ولد في كربلاء عام 1926م عني بمنهاج الفارابي فقد كان مولعاً بتحقيق نصوص الفارابي التي كانت في تركيا وايران وبعض هذه المؤلفات نقلت الى اللغات النكليزية فقد درس محسن مهدي في الجامعة الامريكية ببيروت اواسط الاربعينيات وعمل استاذاً للفكر الاسلامي في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الامريكية ثم عاد الى العراق عام 1948-1949م ليعمل محاضراً في كلية الاقتصاد بجامعة بغداد حصل على بعثة لدراسة الاقتصاد بجامعة شيكاغو 1948م الى انه تحول الى دراسة الفلسفة التي نال بها الماجستير والدكتوراه عام 1954م عن اطروحته المعنونة(فلسفة ابن خلدون التاريخية دراسة في الاساس الفلسفي ” ثم انتقل عام 1957الى جامعة هارفرد الامريكية حتى تقاعد عام 1996اصبح مديراً لمركز دراسات الشرق الاوسط وظل يكتب بالفلسفة والعلوم والفلسفة والادب واللغة حتى وفاته في 2تموز 2007م.

اهتم محسن مهدي بتراث الفارابي في المنطق والسياسة والاخلاق وكان في المنطق محققاً من الطراز الاول اما في السياسة والاخلاق يتصدر قائمة المفكر العراقي ضمن القراءات الفلسفية العراقية المعاصرة منذ عام 1949-2000م جاء محسن مهدي كأول شخصية درست السياسة والاخلاق اذ ظهر اهم كتبه “الفارابي وتأسيس الفلسفة الاسلامية ” وهو في اللغة الانكليزية عام 1963م.

وله العديد من التحقيقات للفارابي نذكر منها “كتاب الحروف وكتاب الالفاظ المستعملة في المنطق وكتاب الله ونصوص اخرى وغيرها.

البحث الرابع ” فضاءات في كتابات حسم الدين الالوسي” للمدرس المساعد رغد سليم داوود اكدت الباحثة ان الاستاذ الدكتور حسام الدين الالوسي رحمه الله مفكر عراقي متنوع العطاء غزير الانتاج العلمي على امتداد نصف قرن من الزمن المعاصر فهو يعد معادلة صعبة في بنية الفكر العراقي والعربي المعاصر اشارت الباحثة الى تجربة الالوسي الفلسفية كانت تجربة واسعة وشاملة لمعظم موضوعات الفلسفة واسلوبه الخاص كان يجمع بين البساطة والعمق كما انها تنحو نحو النزعة التاريخية الوصفية منها والنقدية واطروحاته الفلسفية المهمة بداية من مشكلة الخلق مروراً باعماله التي تدور حول الفلاسفة والمتكلمين فكان رحمه الله لاينصب في التفكير والتحليل والمراجعة البحثية وله العلم والطبيعة فهو صاحب الاثر المهم في تربية الاجيال من الطلبة والمهتمين بالفلسفة فهو اسم لامع في مجال الفلسفة تطرقت الى سيرته العلمية ثم مؤلفاته وبحوثه ومقالاته مؤكدة ان جوهر الفلسفة عنده هو الوعي والحرية والنقد والموقف الذاتي فالفلسفة تقربنا من الحقيقة فالفلسفة عنده القيادة .

فالالوسي اراد للفلسفة في العراق ان تكون متنوعة ومتعددة فيها من التواصل والتكامل والانتشار والشمول والموضوعية لممارسة حق الافتاع والاقتناع .

وبعدها جرت نقاشات وحوارات اعطت للندوة جمالية فكانت ندوة شمولية تستذكر اعلام المفكرين العراقيين في الفلسفة فذكر د.عادل الربيعي استاذ الفلسفة في جامعة كربلاء علاقته بدكتور كامل مصطفى الشيبي رحمه الله ثم استذكر الاستاذ الدكتور نعمه محمد ابراهيم علاقته مع الاستاذ مدني صالح وياسين خليل وجعفر ال ياسين وبعدها جاءت تعقيبات الدكتور جواد كاظم سماري مقرر قسم الفلسفة في جامعة الكوفة كلية الاداب .