إستشهاد الملائكة
اليوم اللعبة النهائية مو ما تحضر ..
وإذا ما احضر قابل راح اموت ..
لا انت ما تموت بس اني راح اموت اذا ما اسمع صوتك يشجعني …
من عيوني علاوي راح اعوف شغلي و اشتري هدية الفوز و اجيك …
هذا كان الحديث بين الأخوين علي لاعب كرة قدم وعمره سبعة عشر عاماً و أخيه محمد طالب جامعي و عمره عشرون عاماً وكان علي ينتمي إلى أحد الفرق الشعبية لكرة القدم في منطقة القرية العصرية ( الحصوة ) التي لم تهدأ و لم تهنئ بسلام إلى ساعة كتابة هذه السطور وكل ذنبها أنها على حدود مثلث الموت الطائفي تحيطها مناطق اشتهرت بالإرهاب و القتل والطائفية فتحدها منطقة اللطيفة من جهة و منطقة امويلحة من جهة ثانية بالإضافة إلى أنها تعتبر حاضنة لرؤس الإرهاب و القتل ..
ارتدى علي ملابسه الرياضية و اعتنى كثيرا بتصفيفة شعره و أكد على أخيه محمد الحضور ليلتقط له الصور أثناء تقليده وسام الفوز لأنه كان متأكداً من الحصول على البطولة والفوز بها ..
انتهت المباراة و علي مازالت عيونه تترقب وصول أخيه محمد لأن تكريمه وتقليده الوسام قد اقترب ولم يعلم أن سبب تأخر محمد هو لشراء كرة قدم جديدة يهديها لأخيه علي بمناسبة الفوز ..
وعند سماع دوي الانفجار هرع محمد مثل كل الذين ركضوا صوب مكان الانفجار .
وعند وصوله إلى طرف الملعب الآخر هاله منظر الاشلاء المتناثرة حتى وقعت عيونه على جثة أخيه فصرخ بأعلى صوته وسقط مغشي عليه وتدحرجت الكرة التي كان يحملها نحوه أخيه وهي تتلون بدماء الشهيد و استقرت بقربه ..
جاء بعض الحاضرين لحمل محمد و هو فاقد الوعي فانتبه وهو يصرخ بهم وأخي علي من يحمله ..؟!!!
ولم يدرك أن روح أخيه قد حملتها الملائكة إلى عنان السماء ..
هل كانت الملائكة سعيدة بحملهم لأرواح الشهداء ..
وسؤال قد حيرني دائما هل يستشهد الملكان المكلفان بتسجيل صحفنا اليومية معنا أم فقط تحترق صحفنا و تتمزق مثل أجسادنا ….؟!!!
فاضل المعموري