إرهاب
لم يكن من احد هناك سواه وحده القمر هو الشاهد على تفاصيل الحدث فتحت ضوءه قتلاً ولكن من باستطاعته ان يسأل القمر فالقمر في عليائه لا تصدر منه نأمة سوى الشعاع الذي اضاء مكان الحدث كان عائدا كعادته كل يوم من عمله سالكا ذلك الطريق الترابي وفي الطريق ومن عمق الظلام جاءه صوت لم ير ملامح صاحبه رجل القى التحية وابتعد رد عليه التحية باحسن منها ومضى مواصلا مسيره تملأه رغبة عارمة في مواصلة النضال وقبل ان يصل الى تخوم الشارع المضاء جاءته طعنة سكين من الخلف, سقط وهو يحمل راسا مكتنزا بالافكار, والاحلام والمشاريع اللاتي كانت اجنحتهما ترفرفان لتحطا على بساط التحقيق الناجز بيد ان السكين قد ذبحت تلك الحمائم وخدشت صفاء الاثير الذي كان ميدانا لتحليقهما. كان ذلك في زمن محشو بالغباء,زمن كانت فيه الشوارع غاضبة زمن تتقاطع فيه الآراء والافكار والسيارات بشكل مرعب زمن تتقافز فيه الرؤوس باحثة بشكل هستيري عن اجسادها, بينما الجدران اضحت بانوراما للشعارات الغبية الكاذبة في الصباح كان الناس يتجمهرون بالقرب من جثة رجل الى جانبه كيس من التفاح الاحمر,حمرة الدم المراق, وثمة صورة تجمعه مع إمرأة يطوق بنصرها الايمن خاتم ذهبي,وبعيدا…..بعيدا يقف رجال الشرطه يلهون بمكبرات الصوت بينما اصابعهم تعبث بازرار هواتفهم النقالة.
ياسين خيرالله الزبيدي – بغداد