أ رأيت هذه القيثارة ؟
أ رأيت هذه القيثارة التي تقطعت أوتارها وهي في عز العطاء ولم يسمع بها إلا حفنة من الناس لا حول لهم ولا قوة، فأوصلوها الى من بيده تغيير مصيرهم وعلى أمل ان يرسلوا لهم فرق الانقاذ، فلم يرسلوا إلا الهلاك والدمار.
ألستم خلفاء المعتصم الذي لبى نداء إمرأة مغلوبة على أمرها ينتظرن تلبية ندائهن؟ ألستم بعروبته التي كانت تحمي جميع العرب من الأعاجم؟ أم تبدلت الدماء بالماء واصبح هو الساري في العروق.
هل مات ضميركم؟ فلماذا لا يقوم بتأنيبكم على أمل ان تستفيقوا وتنقذوهم من الضياع؟
قد ضيعتم مستقبل نساء شعوبكم والرجال يسيرون نحو منصات الإعدام .
رفقاً بالقوارير أرجوكم فأنتم القادة وأنتم ممثلو دور الأبطال ..
لا البطل دام بطل في ديارنا، ولا قائد يقود نحو السلام..
حرب، دمار وضياع ..
ظلت الشعوب محافظة على ايمانهم الوطني وان غصت قلوبهم وضاقت صدورهم بالمآسي، لم ييأسوا ولن يستسلموا، وان هزموا مرة وقفوا بعدها على ايقاظ العزائم التي ضررتها الهزيمة وعلى امل استعادة الحياة.
خافوا يا أسياد شعبي من أقلام تكتب تاريخ يؤرخ الأحداث ..
فاليوم ماض لمستقبل يحدث ابناءه عن أفعالكم التي لا يذكر فيها إلا سريان الدماء ..
نساء تخطف وتقتل وأنتم اخذين دور المشاهد .
أ تخطف هي لكونها عربية! هل اصبحت قوميتنا شيئا نخاف ذكره اليوم بعدما كنا نتباهى به في الامس !
لن تكفي مقالة تكتب في جريدة عن أفعالكم، فلن يكفيها مجلد من الاف الصفحات .
فكما قال ابو تمام الطائي يوماً:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
نور البدري