أي مستقبل ينتظر السودان على وقع المعارك؟ – شاكر كريم عبد
في ضوء ما يجري هذه الايام في السودان الشقيق ، من اقتتال دام ما بين الجيش بقيادة البرهان وميليشات الدعم السريع بقيادة حميدتي، والذي يعرض السودان الى مخاطر نشوب حرب اهلية تستهدف وحدته الوطنية. فكل من” البرهان” و” وحميدتي” يجد نفسه هو الاحق بالمنصب . هذا الصراع يضغ السودان في محنة كبيرة لان طرفي الصراع لايفكران في مصلحة الشعب السوداني المحاصر جراء القصف المتبادل والمعارك بينهما ترشح البلاد للدخول في اتون حرب اهلية قد تتوسع ليشترك فيها عدد من الفصائل المسلحة ومنها بالتحديد فصائل حزب المؤتمر التابع للرئيس المخلوع عمر البشير التي تراقب الموقف وتنتظر نتيجة الصراع لتقرر اختيار الطرف الذي ستنحاز عليه. والشعب السوداني وحده من يدفع ثمن الصراع على السلطة . وعلى وقع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وتضاؤل الامال بحل قريب للصراع قوات عسكرية سودانية ثالثة تسمى بحركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي قررت الدخول على الخط وسط تشكيك بنواياها ومخاوف من اراقة اكثر للدماء.
بنية تحتية
فالمعوقات كثيرة والمخاطر هي المسيطر على الوضع غير الامن والذي يزداد سوأ يوم بعد اخر وان مايجري في السودان من حرب حمقاء مهلكة لايختلف عن ما جرى ويجري في عدد من بلداننا العربية في سوريا واليمن وتونس ولبنان وليبيا .ازهقت الأرواح وافقدت الشعب الامن والطمأنينة ودمرت البنية التحتية ومقدرات السودان العسكرية ما يؤكد خطأ تقديرات من بدأها وخطأ نهج التفرد. وظفت اجوائها فلول نظام ( عمر البشير) وواجهاته الذي سبق وان مهد حكمه للسودان الذي طال لثلاثة عقود من الزمن للاضرار بوحدة السودان، عبر الهيمنة على الحكم، وقمع المعارضة، والخضوع لابتزاز الغرب الاستعماري بالتوقيع على مشروع نيفاشا الذي ادى الى انفصال الجنوب و تشجيع تمرد بعض الاقاليم كدارفور وكوردفان والنوبة، واخيرا اضعاف الجيش السوداني بتقسيمه الى جيش وميليشيات .وما تقوم به قوات الدعم السريع الموالية للرئيس المخلوع عمر البشير اليوم ،بخطاب التصعيد والكراهية والفتنة وخلق الفوضى الأمنية وترويع المواطنين وعمليات سلب ونهب للمنازل والمحال التجارية والصناعية وقتل الابرياء ومداهمة السجون واطلاق سراح السجناء لخلق الفوضى في البلاد وعدم الامتثال لصوت القوى المدنية المعتدلة المطالبة بوقف الحرب التي ليس فيها منتصر بل فيها الخاسر الوحيد هو الشعب، وهم ينتظرون الفرصة ليستعيدوا شيئاً من نفوذهم ومصالحهم داخل السودان وبأيدي بعض السودانيين، وقد جاءتهم الفرصة على طبقٍ من ذهب وفي أفضل الصور الممكنة وهي الحرب الأهلية المسلحة والدامية. قد يكون البداية لتنفيذ مؤامرة تقسيم السودان. خاصة و ان مشروع تقسيم بعض بلداننا العربية ذات المساحات الواسعة كالسودان ومصر والعربية السعودية والجزائر والعراق هو مشروع صهيوني امبريالي و استعماري قديم، تحدثت عنه الصحافة الغربية في بداية سبعينات القرن الماضي، لاضعاف و تفكيك الامة العربية. كما ان الصراع الدائر في السودان حيث تتصارع روسيا والولايات المتحدة الامريكية وعدد من القوى الالقليمية على النفوذ في السودان ذات الموقع المهم والحدود المفتوحة وتخشى القوى الغربية من السماح لروسيا من اقامة قاعدة عسكرية في السودان على البحر الاحمر. اضافة الى قيام الرئيس المخلوع البشير بالسماح لروسيا بالتعدين في مناجم الذهب عام 2017 كل هذه الاسباب والأسباب الاخرى كانت وراء ما يحصل بالسودان اليوم.
واخيرا ان ما يجري في السودان اليوم بوادر حربٍ أهليةٍ ذاكرتها سيئة لدى الشعب السوداني ما لم يتداركها العقلاء من السودانيين وبدعم كامل من أشقائهم العرب لانفاذ إرادة شعب السودان ودعم المجتمع الاقليمي والدولي لها لانبثاق سلطة مدنية ديمقراطية تخضع لها كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لاحداث تحول ديمقراطي حقيقي ينهي تعدد الجيوش والفصائل المسلحة في قوات مسلحة واحدة وطنية حديثة وفق خطوات فنية متوافق عليها بالدمج للحفاظ على وحدة السودان وسيادته واستقراره.