أين يقع العتب ؟ – ايمان عبدالملك

زمان جديد

الكون‭ ‬لا‭ ‬يستمر‭ ‬الا‭ ‬بوجود‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬،كل‭ ‬له‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لأنهما‭ ‬جانبان‭ ‬جوهريان‭ ‬للوجود‭ ‬البشري‭ ‬،‭ ‬فكم‭ ‬جميل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مساواة‭ ‬بالتفكير‭ ‬واحترام‭ ‬في‭ ‬المبادىء‭ ‬،المعاملة‭ ‬تكون‭ ‬بالمثل‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النظرة‭ ‬الذكورية‭ ‬واظهار‭ ‬الرجل‭ ‬بموقف‭ ‬المتفوق‭ ‬بالقوة‭ ‬أما‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬المرأة‭ .‬

الصورة‭ ‬المكونة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬بأنها‭ ‬كائن‭ ‬اندماجي‭ ‬وليست‭ ‬مستقلة‭ ‬نظرة‭ ‬دونية‭ ‬لها،‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬إنسانة‭ ‬تبعية‭  ‬يتم‭ ‬دحرها‭ ‬وتهميشها‭ ‬لتكون‭ ‬حالة‭ ‬سلبية‭ ‬غير‭ ‬منتجة‭ ‬،دورها‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬الحمل‭ ‬والانجاب‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالأسرة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم،‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬والنبوغ‭ ‬في‭ ‬العلم‭ ‬والأدب‭ ‬والفن،لنؤكد‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬شاسع‭ ‬بينهما‭ .‬

أكدت‭ ‬الدراسات‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الذكاء‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬وتربية‭ ‬خاطئة‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬التي‭ ‬تشجعن‭ ‬شبابها‭ ‬ليكونوا‭ ‬اشداء‭ ‬يخضعون‭ ‬المرأة‭ ‬لارادتهم‭  ‬ويسيطرون‭ ‬على‭ ‬حياتها‭ ‬،في‭ ‬المقابل‭ ‬تربي‭ ‬بناتها‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬والانصياع‭ ‬لكلمة‭ ‬الرجل‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬معاناتها‭ ‬واضطهادها‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ .‬

لنجد‭ ‬بأن‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬صعب‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬يحرم‭ ‬عليها‭ ‬المشاركة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القيادة‭ ‬سواء‭ ‬سياسيا‭ ‬أو‭ ‬اجتماعيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السيطرة‭ ‬الذكورية،بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬وصلت‭ ‬لأنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬بنضالها‭ ‬لكنها‭ ‬تبقى‭ ‬معرضة‭ ‬للنقد‭ ‬وسط‭ ‬واقع‭ ‬مرير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سياسات‭ ‬خاطئة‭ ‬وسط‭ ‬صراعات‭  ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬نجدهن‭ ‬يدفعن‭ ‬ثمن‭ ‬جهودهن‭ ‬ونشاطهن‭ ‬حتى‭ ‬أحيانا‭ ‬تكلفهن‭ ‬حياتهن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬حماية‭ ‬لهن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجتمعاتهن‭ ‬فيما‭ ‬يتواصل‭ ‬اضطهادهن‭ ‬والتمييز‭ ‬ضدهن‭ ‬سياسيا‮»‬‭ ‬واجتماعيا‮»‬‭ .‬

أن‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‭ ‬غير‭ ‬منصف‭ ‬بحق‭ ‬المرأة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬غير‭ ‬ديمقراطية‭ ‬،‭ ‬فنجدهن‭ ‬هم‭ ‬المستهدفات‭ ‬عند‭ ‬مشاركتهن‭  ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬وسط‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬او‭ ‬حين‭ ‬تعبرن‭ ‬عن‭ ‬آرائهن‭ ‬ضد‭ ‬الاجحاف‭ ‬والظلم‭ ‬الذي‭ ‬يطال‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬بلدهن‭ ‬،للأسف‭ ‬تقعن‭ ‬ضحية‭  ‬جهل‭ ‬المجتمعات‭  ‬مما‭ ‬تكلفهن‭ ‬حياتهن‭ ‬‭.‬

بالرغم‭ ‬من‭ ‬الانجازات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬اليها‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نضالها‭  ‬يبقى‭ ‬حقها‭ ‬مهدورا‭ ‬ودورها‭ ‬محدودا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬تبقى‭ ‬أسيرة‭ ‬‭ ‬التقاليد‭ ‬،‭ ‬مقيدة‭ ‬مكبلة‭ ‬بسلاسل‭ ‬الجهل‭ ‬دورها‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬منزلها‭ ‬لتبقى‭  ‬متممة‭ ‬للرجل‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭  ‬تجد‭ ‬الحواجز‭ ‬امامها‭ ‬تعيق‭ ‬تقدمها‭  ‬خاصة‭  ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬متعسفة‭,‬لذلك‭ ‬نحتاج‭ ‬لمواصلة‭ ‬طرح‭ ‬قضية‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الطاولات‭ ‬والمنصات‭ ‬لأنهن‭ ‬يتعرضن‭ ‬لابشع‭ ‬انواع‭ ‬العذاب‭ ‬النفسي‭ ‬ويواصل‭ ‬اضطهادهن‭ ‬والتمييز‭ ‬ضدهن‭ ‬سياسيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬وثقافيا