أين الأديب من السياسة؟ – نصوص – ستار الكعبي
هل توجد أزمة حقيقية بين الاديب والسياسة في جغرافية كل ما فيها تداعيات بسبب السياسة؟….قد يحمل هذا التساؤل بعض الغرابة ليس لعدم طرقه من قبل ولكن المتعارف عليه في السياق الطرحي تحت عناوين الازمة (ثقافة…أدب…شعر..أخلاق…..) . إن الذي أقصده من هذا التوصيف أين الاديب من الواقع السياسي المنشطر ذاتيا في تداعياته وعلى مختلف الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والعقدية و…و.. هل ما يقوم به من اختزال للواقع المعاناتي للعراق وشعبه بتوصيفات شعرية فقط ومهما كانت درجة كمالها البنيوي،أم للاديب دائرة تحرك على أرض الواقع بعيدة عن ترفه الفكري والشعري وعليه التحرك ليمتزج الادب بالواقع وبأدوات إصلاحية أو انقلابية من أجل التغيير. أنا لا أقول لا يوجد أدباء يحملون هذا التمازج الشعري الثوري ولو أني اعتقد أن وجودهم من الندرة.إن ما دعاني لهذه التغريدة هو ما قمت بنشره من مقالة بعنوان (حكومة العبادي وواقع التحديات) وما كنت أنتظره من الطبقة المثقفة وفي طليعتهم الادباء في التعليقات بشكليها المؤيد والمعارض لتتشيط ذاكرة المتلقي والارتقاء به للمعرفة التي هي أساس أي عمل، والذين أرتبط معهم بعلاقات تفاعلية على مستوى الفكر والادب في كثير من الادوات المعرفية الاجرائية (جريدة…مجلة…منتدى…مؤتمرات…علاقات سياسية… صداقات فيسية) ………… كنت قد نشرت قبل فترة ليست بالبعيدة قصيدة بعنوان (قيصرية حنش) وقد عاتبني بعض الشعراء والنقاد على قساوتها في التوصيف وقد يكون البعض قد حقد علي وكرهني ،واعتذرت حينها عن هذه القساوة رغم معرفتي بما أكتب ولمن أكتب وفي أي أجواء أكتب …….واليوم قد استبان بوضوح صحة ما وصفته في قصيدتي تلك إذ لم يعلق أحد حتى لم يرسل إعجابا واحدا ما عدا إعجاب الشاعر جواد الشلال…..قد يقول قائل بأن المقالة من الضعف وأنا أقول إنها من القوة والجرأة ما يخافه كثير من الكتاب….فيا ترى ما هو السبب ،إنه :الترف الفكري…. الترف الشعري..الذات الانوية التي تحتاج إلى الحلد….فالشاعرفي واد والعراق وشعبه في واد آخر من حيث المعالجات التغييرية التي هي من صميم عمل الاديب واقتصارهم في أكثر ما ينشرون على (الحبجيات) وهذا برأي أحد الاسباب الواقعية في عزوف الناس عن الشعر الذي كان في يوم ما ديوان العرب،وما يدلل على ذلك المساحة العريضة للشعر الشعبي مع فقدانه للكثير من الصور الابداعية إلا القليل واعتماده على التلقائية والمباشرة وطريقة الالقاء…….فلماذا برأيكم هذه الازمة أو قل الفجوة ؟……..

















