أعجوبة

(1)

من أين أنت ِيا مها العينين ِيا كحيلة َالجفنين ِيا وجه َالقمرْ

من أين جئت ِمن بلاد ِالشام ِأم أرض ِالقدرْ

لا ينتهي الإعجابُ فيك لا ولا عطرُ الزهرْ

لا تنتهي الأبياتُ في وصف ِالمها قد ينتهي ماءُ المطرْ

من أينَ قولي لا تداويني حروفٌ لا و لا يقنعني ذكرُ الخبرْ

يهواك أنت كلُّ من يلقاك

يحتارُ فيكِ كلُّ من سمَّاك

لا تعجبي منهم ومن أحوالهم يوماً فأنَّ الدهرَ لا يدري بأوجاع ِالبشرْ

لا تبخلي عنهم وعن أشواقهم عطفاً فأنَّ الحبَّ لا يدري بأشواق السحرْ

(2)

قد كنتُ في حالي وفي مالي ولا أدري إذا ما شمسُ يومي شرَّقتْ أو غرَّبتْ

قد كنتُ في همِّي وفي جُرحين مشغولا ًوفي سهمين مقـتولا ًولا أهتمُّ للدنيا ولا تهتمُّ في حالي أنا الدنيا ولا أدري حياتي من مشيبي باعدتْ أو قاربتْ

قد كنتُ وحدي تسرحُ الأفكارُ فيَّ أينما شاءتْ و لا أدري بآمالي صدَّقتْ أو كذ َّبتْ

(3)

حتى أتيت ِوالليالي أصبحتْ من حبِّها فيك تطولْ

حتى رميتِ الحبَّ في قلبي وأبدلتِ من النبض ِالطبولْ

حتى رسمت ِالوردَ في خدِّي وحوَّلت عنيدَ الحبِّ في الدنيا خجولْ

حتى حجبتِ الشمسَ عن أفلاكها من بعدما كانت تجولْ

(4)

يا من جمعتِ البحرَ في عين ٍ وفي الأخرى الذهولْ

يا من نسجتِ ظلمة َالغابات ِفي شعر ٍ وفي الخصر النحولْ

يا من رميتِ البدرَ في وجه ٍ وفي النساء حوَّلت الذبولٍْ

يا من سبقت ِالخلقَ في الحُسن ِ ولا تدرينَ ما معنى معانات ِالخيولْ

قولي لنا فكلُّ أمر ٍ ينتهي

كيفَ السبيلُ اليومَ في قلب ٍ مزاجيِّ الهوى من كثرة ِالعشاق ِلا يدري جنونا ً صابها هذي العقولْ

قولي رماحٌ وانكساراتٌ حواليه تحولْ

قولي دروعٌ أو سهامٌ أو نصولْ

قولي جبالٌ أو بحارٌ أو سهولْ

أيَّ سلاح ٍ جرِّبي فينا ولكن لا تقولي نيلـُهُ دونَ الوصولْ

أياد محمد الحداد – بغداد

مشاركة