أزمة ثقة

أزمة ثقة
فريد حسن
حين يسدل الستار على الثقة تطفح المشاكل وتتباين الآراء وتختل الموازين وتتكدر سواقي اللقاءات ويرسو السالب والموجب المغناطيسي مؤذنا باستحالة التلاقي، نعم انها كذلك في عراق اليوم فالعناد هو سيد الموقف وليس الدستور الذي وضعته الاطراف السياسية نفسها التي تتباكى على بعض بنوده ومواده لانها لا تستجيب لرغباتها الشخصية او الحزبية او الكتلوية او التحالفية لانها اساسا جاءت بصيغتها الحالية باستعجال مفرط لحسابات اشد افراطا بحقوق المواطنين ومستحقاتهم في صنع غد اكثر املا واشراقا متناسين ان من يزرع بصلا لايحصد الا اياه وليس خيارا رغم ان العراق اصبح سوقا مستهلكا لكل الخضروات والفواكه والبساكت بل كل شيء لان الحكومة المعتبرة مشغولة بتصفية الحسابات بدلا من الاهتمام بالزراعة والصناعة.
واحيانا ازمة الثقة تولد من الحسد ولنا في ذلك مثال نحتذي به فأقليم كردستان قد حقق طفرات نوعية في جميع مجالات الحياة السياسية والامنية والزراعة والصناعة والتجارة لان حكومة الاقليم صبت كل اثقالها من اجل رفع الحيف الذي لحق بالكرد سنين طوالاً والزائر للمنطقة يلحظ هذا التطور الانساني والعمراني المترامي الاطراف وعليه نرى انطلاق تصريح من هذا وذاك ضد الاقليم الذي لم يختط خطوة الا ضمن الدستور العراقي حيث سخر كل امكانيات الاقليم لصالح الشعب من اجل ازدهاره وسعادته، اما بقية محافظات العراق ورغم كل الامكانيات والموارد فإن الكهرباء يشكل صفرا مقارنة بمحافظات الاقليم والخدمات الاخرى فحدث ولا حرج فمن حق المواطن الوسطي والجنوبي ان يتساءل عن موارد البلاد وان يطالب الحكومة بكشف المفسدين وفتح ملفات الفساد لان السكوت عن المفسدين سيزيد هوة عدم الثقة بين المواطن والحكومة ان الله يأمر بايتاء ذي القربى والمساكين حقهم ايها المنادون بالدين فشرع الله واضح وما شاء الله عليكم كلكم بحور ضالعون بأحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة ولا يجاريكم في ذلك احد ولكن السكوت عن المفسدين قضية فيها وجهه نظر لا نريد ان نظن بأحد ان بعض الظن اثم اي الجزء من الكل. اأدرون ايها السياسيون القابعون في المنطقة الخضراء ان الشعب قد سئمكم وسيتوضح لديكم سئمهم في الانتخابات القادمة فأطرحوا هذه العقلية التي تتعامل بالتراشقات الكلامية والتصريحات الجوفاء والاتهامات الباطلة غير المستندة الى وثائق دامغة بل انها مجرد تسطير افادات بعنوة وتعذيب وانتم تعرفون ذلك قبل الشعب وما بال الشعب فيما بينكم من خصامات شخصية على المال والجاه والكراسي والمناصب والاستحواذ فلكم ان تتعاتبوا وتتشاجروا ويصفع احدكم الآخر ولكن بعيدا عن مصالح الشعب والمال العام وخزينة الشعب عفيه حكومة مابيها صبري واحد مثل صبري افندي صندوق امين البصرة الحريص على اموال العامة. لا اعود لعبارة الثقة لان المصالح حلت محلها والمصلحيون سنرفع عنهم البوشية عاجلا ام آجلا ولا نقبل منهم عظ الاصبع وقد لات ساعة مندم. ان الامانة ثقيلة فأبت الجبال ان تحملنها ولا ادري كيف يتجرأون على هذا الحمل الثقيل ام ان السلطة ومباهجها انستهم معاني الامانة والخوف من رب العالمين ثقوا لا اريد لكم ان يقال فيكم يوم نبعث أحياء واليوم تنسى . انني لا اشاطركم الرأي ان فلانا اكثر وطنية من الآخر لان الوطنية مثل حليب الام لابد ان الكل قد شربه ولا احد افضل من الآخر الا من اتى الله بقلب سليم وازمتنا الحالية مع انعدام الثقة القلب السليم.
اريد ان اذكركم ان نفعت الذكرى كم من الملايين صرفت على الاستعدادات لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية فلم ير المؤتمر النور اين اصبحت الملايين ام ذهبت هباء منثورا ووزعت على الجيوب المشقوقة التي لم تمتلأ ويقول اصحابها هل من مزيد عمي مشكلتنا مو سياسية مشكلتنا الكعكة ولكن اطروها بالسياسة بكيفهم اليسوا هم الحكومة او ليس علينا الا الاذعان او يلبسوننا المادة 4 ارهاب وتعال عمي شيلني وانقذني ؟
ان الارتجالية بالقرارات واتخاذها بالانفراد هي اسباب حقيقية اضافة الى عدم التقيد بالاتفاقات السياسية فكل ذلك انتجت مواقف سلبية اسهمت في زعزعة الثقة بين الاطراف السياسية في البلد.
ونحن العباد الفقراء ندعو لنا الصبر والسلوان اللهم نجنا من نار ما اوقعنا فيها الكتل السياسية، اللهم اجعلها بردا وسلاما على الشعب وسعيرا على اعدائهم وسارقي قوتهم.
/6/2012 Issue 4218 – Date 5 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4218 التاريخ 5»6»2012
AZP07

مشاركة