أرقص على ناصية النص
أمير بولص إبراهيم
حين أكتبُ نصاً مفتوحاً ، أرقصُ على أطراف اصابع قدميّ كأني بهلوان . أتمايلُ بجسدي كأني خيط قبان ، أصابعُ كَفيّ حين رقصي تبدو كأغصان لشجرةِ لوز ٍ لم تُثمر ، عروق ُ صدري العاري خيوط غزل ٍ متشابكة لعجوز ماتت وهي تفترشُ باب بيتها المهجور إلا من قطة ٍ تموءُ حزناً على من هجر البيت وربما تنتظر عودتهم لدفن تلك العجوز ، حتى القطط تنتظر في نصي المفتوح على أبواب الجهات الأربع ، تُصغي معي لبوق ٍ أن ينفخ فيه ملاك قادم من رؤيا مشفرة لا تُفك ُ طلاسمها إلا حين هبوب ريح تُعلن القيامة . وحين أقتربُ منها ، تلك الأنثى المتكونة من حروفي والمولودة من فوهة قلمي لأدعوها لمراقصتي وهي تستندُ بكوعيها المتصلبين على منضدة ٍ صاجية لونها أشبهُ بلون جسد أبي حين حاوره الموت في ليلة من ليالي آيار المملة باثاً له المجهول القادم ليستسلم له أبي ويرافقه إلى حيث اللاعودة ، تبتسمُ لي بسخرية فاقعة كأنها تقولُ لي .. أنت كاتبٌ لنص ٍ مفتوح يحاولُ أن يُجيد الرقص في حلبة هلامية ، يوهِمُ من حوله ِ بأنه ُ بارعٌ فيه … تبقى نظراتها تتبعني كأنها خطوات لنملة هَرمت وهي تخزن حبات حنطة ،اوقف ُ رقصي وأنكمش ُ في زاوية ورقتي لأراني ذيلاً لنص ٍ مفتوح كتبته راقصاً وأنهيته ُ شاهد قبر لرقصةٍ حاولتُ أن أراقص َ فيها أنثى … أفترضها أنت..