قصص قصيرة
أربعة أوراق من الذاكرة
بتول عباس ابو الجون
الورقة الاولى……
عند شجرة البرتقال الملتصقة بسياج بيتنا… هناك فتحة صغيرة تربط ناظري بجارتنا (اسماء) المطلقة. التي تعيش على ارثها من ابيها… تجلس لساعات طويله على كرسيها المصنوع من الخيزران… يتعبني الوقوف فضولا وانا اراقب شكلها ووجها المنحوت وشعرها المخلوط بالشيب… لا زوج يحاكي وحشتها ولا اطفال تملأ البيت بالقهقهات والمرح… تقطف اسماء من ورد الشبوي باقة تهديء بها اوقاتها المضنيه… تفرك بيديها على ذلك الكرسي علها تحضى برائحة من ابيها… اليس غريبا ان تتحول الحياة من متعه بين احضان الاهل وشقاوات الاخوة ودفء بين انفاس النصف الاخر الى وحشة وظلمه وشيب وكآبة.
الورقة الثانية
الزوجة… لمست يديه وهو نائم واطلت النظر في عينيه… ولملمت بقايا شعره المستريح من عناء النهار وقالت: الازلت تذكر ايام قلبي وهواك –
ومسافات الطريق المتعبة… وبقايانا بين جدران المحبة.. اين انت…. لماذا اختفيت؟ لقد كنت قبل قليل تعطر ما فات من عمري؟ صحوت على صوت انفجار يهز المكان، فلا انت ولا انا هنا.
الورقة الثالثة
كعادتي كل يوم وانا ذاهبة الى الجامعة. الازدحام يقتل الشوارع والحافلات مكتظة بالطلبة والموظفين. كان ينتظرني ككل يوم قرب شجرة الكالبتوس. امر بخطاي البطيئة… اوزع الشوق على فناء المقاعد. ارتب شكلي بمرآتي الصغيرة.
اراه يمشي ورائي يحاول ان يبرهن لي عشقه بأي طريقة. يدخن. يحمل بيديه رواية او كتاب شعر… يحاول لفت انتباهي..
وانا لم ازل انثى ترتب مزاجها البرتقالي كما ارتب ثيابي فقد وعدت نفسي ان لا استسلم لاول العاشقين. افتش عن صديقتاي او تؤماي (رنا و هبة).
نجلس في الكافتريا نفتح نافذة الامس نقلب صفحات مغامراتنا ثم نضحك… لازال يراقبني من بعيد…
يقول تعالي فأنا اول العاشقين انا الفتى البغدادي الذي درس العشق في مدرسه الحرب والدمار..
اقف انتظر الحافلة. يقف ورائي. في الاغلب نكون بأمس الحاجة الى كلمات دافئة نرتديها في ايامنا التي امتدت الى العصور الجليدية ولكننا نخاف الوقوع في مصيدة الحب لانها مضنية ومبكية.
الورقة الرابعة
ايقظني جرس الباب… الساعة السابعة صباحا…
مسحت عيناي وذهبت مسرعة الى الباب وكانت….
جدتي… جدتي
وقفت مذهولة امامها تمتمت بكلامي… اهلا جدتي وقبلتها وحملت حقيبتها…
جدتي تطحن الكلام وتنثرة في الهواء…
اختصاص في اثارة المشاكل
دكتوراه في فن الفتنه…
قالت لابي مابال زوجتك النائمه الم تعد لك الفطور
انظر الى ابنتك وهي خارجه الى الجامعه الاتراها تضع المكياج زياده عن اللزوم…
عندما اجتمعنا في الغداء…
نوهت جدتي ان هذا اسراف في الطعام…
شكل واحد يكفي…
عندما بدء المسلسل التركي اخذت الريموت كونترول واختارت المسلسل البدوي
عند النوم استمتعنا بسمفونيه البجع ( شخير بعد منتصف الليل )
اليوم قررت جدتي ان ترجع الى قواعدها سالمه…
كان اسبوعا مضنيا…
جدتي على عكس جدي..
فجدي كان دافئا حنونا يحكي لنا الحكايات يقترب من احضاننا… نومه هادئ
يسميني الاميره ايمان…
كان جدي مثل حقول القمح السمراء…
كريما يحمل في جيبه الحلوى دائما لاي طفل يمر من امام عينيه
يحل المشاكل بدقة متناهيه….
شتان بين جدي وجدتي



















