أجساد طائرة – من الأدب الكردي – محسن عبد الرحمن

من الأدب الكردي

أجساد طائرة

محسن عبد الرحمن

أخي العزيز، صديق الطفولة… لا أعرف بماذا أحدثك أو من أين أبدأ، في الحقيقة لقد التبست الامور علي أيضاً، فطفولتنا كانت بؤساً، ومرحلة شبابنا ضياعاً. رسائلك تصلني أسرع من البريد السريع وذلك بفضل السفارة المسائية وقوافل المهاجرين التي تبدأ من غابات القصب على الحدود.

صديقي المقرب جداً: رغم رداءة خطك الذي يشبه خربشات قطة هائجة إلا أن رسائلك تبعث الكثير من الراحة في نفسي وكل واحدة من هذه الرسائل لا أقرأها عدة مرات فحسب بل واحتفظ بها ايضاً، فرسائلك هي الصلة الوحيدة التي تربطني بعالم طفولتنا الذي كان شقاءً ليس إلا.

هل تذكر، ولا أظنك تنسى تلك الايام السود، عندما كنا نذهب الى المدرسة بالبيجاما الممزقة وأحذية القير، نقف بين أيادي المعلمين الذين، إضافة الى جهلنا لغتهم، كانوا يلوحون بعصا غصن الرمان الندي في وجوهنا؟ كغنم سائبة وبلا راع، نهيم على وجوهنا في الازقة حتى بعد انتصاف الليالي، وعدا هذا كله ماذا بقي لم نفعله أيامها؟ من السرقة الى بيع المرطبات والسجائر والعلكة.. حتى دهان الاحذية.. أيام حلوة ومرة وتعيسة أيضاً.

صديقي… ما تنفك تسأل عن حالي وأحوال الاصدقاء القلائل الذين بقوا في المدينة. لا أدري ماذا أقول، وأحياناً أتساءل مع نفسي: نحن الذين جئنا الى هذه الدنيا دون إرادتنا وعشناها عبثاً، لماذا أعطانا الله عقولاً إذا كنا لا نستخدمها!؟ نحن ما زلنا كراكب دابة الدولة الذي يترك لها العنان واختيار البيت الذي سيحل ضيفاً على أصحابه.. ما زلنا حتى الآن أسرى قدرنا ومقولة “ما هو مكتوب على الجبين يجب أن تراه العين”.

هل تذكر عندما أعدنا السنة الثانية في الصف السادس؟ أنت رسبت وأنا عبرت الى امتحانات الدور الثاني، وبفضل أوراق الغش التي كانت لي بمثابة الصراط المستقيم، عبرتُ مرحلة الابتدائية، ثم تباعدت لقاءاتنا خاصة بعد وفاة والدي، إذ كنت الاخ الاكبر في العائلة. آخ يا صديقي… كل ذلك فعلته إكراما للوالدة التي لم تهنأ بأربعة أيام من السعادة في حياة والدي.

واخيراً، عندما توفي والدي لم يخلف وراءه سوى تسعة اطفال وأحد عشر ديناراً ديون صاحب البقالة عليه(*) أي ما يعادل تقريباً ديناراً واحداً ودرهمين حصة كل واحد من ديون المرحوم. وهكذا اضطررت للعمل في المقاهي والمطاعم أو أي عمل آخر كنت أحصل عليه لتوفير لقمة العيش لإخوتي وأخواتي والتخفيف قليلاً عن كاهل والدتي.

وهكذا، كما تعلم، ذهبت الى المدرسة المسائية ولا داعي هنا لأسهب في الحديث عنها، لأنها وباختصار كانت للاشخاص الذين لا يساوون قيمة ثلاثة أزواجِ روبياتٍ في سوق السلطان وتعاملاته.

بكسل وصعوبة وبين مجموعة حمير منهكة أنهيت كل صف دراسي في سنتين حقيرتين. في الحقيقة كنت أود ترك الدراسة ولكن أمي المسكينة أقسمت أغلظ الايمان واستحلفتني، بــِدأً بالله والنبي ونزولاً حتى وصلتْ في قَسَمها الى سيد قوبو الذي كنا نسرق الرمان من بستانه ونهرب مطلقين للريح سيقاننا وهو بعمامة الحج الصفراء وعكازته يجرّ وراءه ساقه، يعدو خلفنا ويشتمنا ولا تسلم من شتائمه حتى قططُ ودجاجات جيراننا. لو لم يكن إكراماً لأمَـة الله المسكينة تلك وقـسَمها لتركت الدراسة وما وضعت قلماً على ورقة.

صديقي العزيز… لا حاجة لأن أمتدح نفسي فانت كنت صديق الطفولة ومرحلة الدراسة الابتدائية وتعرف جيداً كم كان يساوي أخوك وأي حمار كان في درسَي الرياضيات واللغة العربية. بقدرة قادر وبفضل أوراق الغش اجتزت مرحلة المتوسطة ولذلك كان معدلي ثلاثة وخمسون فاصلة اربعة بالعشرة ولكن الحظ ابتسم لي وكما يقال قيراط حظ ولا فدان شطارة  حيث اقترح صديق، ليس أعز منك، أن نقدم أوراقنا الى اعدادية التمريض، وفي اليوم الذي استلمت فيه الشهادة وزعت أمي الحلوى على اطفال الحي وكباره.

تحررت قليلاً من مشاكل ومصاريف سرية الاشقاء والشقيقات التي كانت تكبر معهم حيث كانت تصرف منحة دراسية لكل طالب في اعدادية التمريض، وبفضل حروب الوطن المتواصلة كان خريج اعدادية التمريض يُعين مباشرة. وكما تعلم فإنني كنت مولعاً بهذا العمل منذ ايام طفولتنا الشقية حيث كنت أقوم بدور الطبيب لمداواة الجروح التي كنا نصاب بها خلال اعمال السرقة والمشاجرات، ومن منا لم يُـشج رأسه ثلاث أو أربع مرات؟ إذا كنت تذكر، ولا شك أنك لن تنسى ذلك اليوم التاريخي، لأنه يوم مشهود لا يمكن نسيانه، في عصرية متأخرة عندما تسللنا الى أحد البساتين وبعد ان ملأنا جيوبنا وعبّـنا بالفواكه فوجئنا بصاحب البستان الذي كان نائماً وأفاق لتوه. في هروبـنـا الاعمى وقعتَ بين أسلاك السياج الشائكة وحتى تمكنا من تخليصك من براثنه أدميتْ أذرعنا حتى المرافق، ولما وصلنا نقطة التقائنا وجدناك كالقنفذ مزروعاً بالاشواك من ردفيك حتى كعبي قدميك. وبعد أن اقتلعتُ الاشواك من جسمك كَوَيتُ جراحك ببولك في تلك العلبة الصدئة.

الفقر المدقع أجبرني على العمل أجيراً أيام العطل وهكذا أصبحت، بين هموم الدراسة ومشاكل الاشقاء والشقيقات، مطية شغل ونسيت نفسي، والآن استغرب عندما أسمع سائباً من أولاد الشوارع يقول: أنا عاطل عن العمل! ومن مثلنا لديه صائعين ومتسكعين؟ ترى كيف تنقضي أيام البطالة، أي طعم ولذة يجدها العاطل في حياته؟

صديقي… في الحقيقة أنا، والعياذ بالله من كلمة أنا، فنحن في وطن ليس فيه غير (أنا، ونفسي وذاتي) لست في حاجة لأمتدح شخصي ولكني حصلت على المرتبة الاولى ضمن دفعتي في اعدادية التمريض وكنت راغباً في اتمام دراستي في المعهد العالي لكي أغدو يوماً ما طبيباً بحق وحقيق ولكن، ولأن والدي رحمه الله لم يفعل في دنياه سوى أن حوّل والدتي الى معمل لتفريخ الاطفال، فقد تبخر ذلك الحلم.

هكذا يا عزيزي كان اسم أخيك في صدارة قائمة المُـعينين ولكن ليس إكراماً لأنفي الذي يزن ست أوقيات أو كتلة سلك غسل الاواني التي تعلو جمجمتي. عيب أن يمتدح الرجل نفسه ولكن قبل أن يمر عامان على عملي، ونظراً لكفاءتي واخلاصي وتعاملي الطيب مع المراجعين في مدينة المرضى هذه، فقد غدا أخوك أشهر من الملاّ سيتو، وتوليت منصب رئيس الممرضين.. وكانت مذبحة القادسية التي قطعت دابر الكثير من العوائل فيما استفاد منها آخرون كثر وكان أخوك واحداً من اولئك المستفيدين، لأن جثث القتلى والمصابين كانت تُحمـل الينا كما الحطاب يحمّـل حماره بالحطب وهكذا غدوت أمهر جراح في فترة قياسية.وبعد ان سرحوا الكورد من الجيش عدت انا ايضاً الى البيت الذي، حَدِّثْ ولا حرج، لم يكن ينقصه سوى أن أُفتتح فيه ردهة وأصفّ داخلها أسرّة للمرضى. ولكن كما تعرف فان المرحوم لم يترك وراءه غير اسطبل بعوارض سطح محروقة، واعتقد أنه خلال حياته ضمن صفوف البيشمركة ثم قوات مرتزقة الحكومة ولعب الدومينو وقضاء شهر رمضان فقط في المساجد خلال عام بكامله لم يقم بعمل جيد آخر سوى بناء ذلك الكوخ، ولذلك فقد اضطررت لفتح عيادة في الحي.

والحقيقة لم يكن اخوك أقل شأناً من طبيب حصل على شهادته من لندن، وهكذا غدا اسمي دكتور، ودكتور نعم دكتور، يومياً من المساء وحتى بعد منتصف الليل لا تغادر الحقنة يد أخيك.. يومياً تنفتح أمام عينيّ مائة تَـكّـة سروال وتنزلق على الارداف العارية، وكل هذا مقابل نقود. الاسطبل الذي كنتَ قد رأيتَـه وكان اسمه بيتنا، حتى تمكنت من تحويله الى صف من الدكاكين وفوقه طابقين بعرق جبيني فقد دهم الشيب رأسي، والاسنان التي نخر السوس نصفَها منذ الطفولة، بدأت بالتساقط.

صديقي… أعرف انك غدوت مهرباً معروفاً على حدود اليونان وجيوبك ملآى بالدولارات. في رسالتك الاخيرة، التي ما عداي فإنه لا يتمكن من فك شيفرتها ليس رجال الموساد فحسب، بل حتى ذائع الصيت الملاّ طيب، صانع برادع الحمير، لأن خطك يشبه تعاويذ خالك التي لا يزال يكتبها للعجائز، كنت قد طلبت مني اللحاق بك، ولكن بعد ان فكرت في الامر كثيراً يمكنني فقط أن اقول لك: يقصدني كل يوم مائة صايع ولعوب من أمثال حضرتك ووجهِ سالم الاعرج وحَجُو غليظ الشفاه وامين اللص والمحتال، والآن تريد مني المجئ لكي أغسل الاواني في مطبخ؟!

صديقي العزيز… ها قد جاء المهرب الذي سأسلمه الرسالة وهو على عجلة من أمره، ولذلك فأنا مضطر للتوقف هنا، وليس إنهاء الرسالة، وسأبعث لك تكملتها بعد ثلاثة أو أربعة ايام لأن أخاك قد قرر أخيراً الدخول الى قفص الزوجية الذهبي.

مع اجمل تحياتي

اخوك: ريان كاوه جمال الدين.

صديقي… أُكمِلُ ما بدأته في رسالتي السابقة التي بعثتها مع المهرب حيث جاء مهرب آخر وهو يستعد لقيادة قافلة جديدة من طالبي اللجوء وغداً ستصلك الرسالة إذ لا تمر ليلة من ليالي هذا الوطن دون أن تجتاز حدوده قافلة منهم.

قبل ان احدثك عن القفص الذهبي أذكر انك سألتني ذات مرة في احدى رسائلك عن صديقنا هيرو. ما عرفته، انك بعد ان ساعدت هيرو، القومي الذي لم يدع حزباً واحداً يعتب عليه، في العبور الى اليونان، إعتُـقل هناك وأُعيد الى الوطن واستطاع بما تبقى لديه من مال أن يفتح محلاً لبيع ادوات ومستلزمات الزينة والتجميل النسائية. في المرة الاولى التي زرته فيها كان مستاءاً شاكياً أكثر من ذلك الذي استلم أربع قطع أراض سكنية! قال: سأترك هذا العمل وهذا الشعب الذي أسلم أمره للقدر وليس لديه غير التوكل على الله.هيرو، هذا الذي كان يضع كفاً من الجـِل على شعره صباح كل يوم ويحف حواجبه عند الحلاق وَحُـو المُـشعر، ببنطاله ذي الثمانية أزواج من الجيوب وفانلته التي تشبه لوحة اعلانات والقلادة في رقبته وشئٌ ما في يده، ذكّـرَني بعمتك (خفْشي) عندما أخذت كـنتها لزيارة مرقد الشيخ بيراموس في وادي زيوي كي تنجب اطفالاً ولدى عودتهما جلبت معها نصف ذراع من خرقة خضراء، قطّعتها وراحت توزع شرائطها على الاطفال للتبرك بكرامات ضريح الشيخ، هكذا كان هيرو كالارملة على أهبة الرحيل دوماً حتى جاء يوم رأيته فيه ولم اصدق عينيّ وأذنيّ، هيرو الذي كان يسرق من أمه ولم يولّ وجهه شطر القبلة ولو مرة واحدة بنيّة الصلاة، كان في دكانه يعتمر طاقية بيضاء بشعر لحية مديد والراديو يزعق بخطبة دينية من احدى اذاعات الاسلامويين، ولحظة أن تفرغ يداه من عد النقود أو التعامل مع النساء بعباءاتهن الخليجية، كان ينصرف الى كرّ حبات مسبحته وذِكرِ الله.

كانت تجارته رائجة وكان محله يزدحم بالزبائن، لذلك فضلت الانصراف لكنه استبقني، سحبني الى جانب وقال لي ((أخي ريان… بعد ان سئمت من كل شئ قررت بيع الدكان وتجربة حظي مع الحدود كرّة اخرى لكنني لاحظت ان تجارة جاري الاسلامي، وكما ترى، رائجة وغالية وكما يشتهي قلبه، لذلك رحت أتقرب اليه وكنا نغلق دكـانـينـا في المساء معاً ونبدأ جولة ليلية على أقدامنا، تنزهنا كثيراً وجلسنا سوية حتى اشتد عودُ صداقتنا واطمأن لي وأولاني ثقته. وذات يوم قال لي:

–           يا رجل تكلم بما يعجب الناس وافعل ما يحلو لك.

–           ماذا تقصد بذلك؟

–           الليلة ستكون ليلة الشرب.

–           أنت تشرب؟!

–           ماذا كنا نقول الآن؟

وامضينا ليلة لا تنسى. وهكذا كما ترى، في النهار الراديو لا يهدأ من بث الخطب والمواعظ وفي الليل نستمتع بشرب حليب السباع  واحياناً نأخذ واحدة من اللواتي تعرفهُنّ……..)).

–           ياعديم الناموس، أَوَ تفعل ذلك ايضاً!؟ قلت لهيرو.

–           ناموس! الناموس لدى الاخرين هو الوطن، العَـلَـم، العَمَل، الخدمة، الاحترام والانسانية و…… أما عندنا فهو يعني شيئاً واحداً فقط: الفَـرْج! أخي، فَـرْجي مُـلك لي وأنا حر التصرف ما دمت لا أخدع احداً.

صديقي… تركت ابن الكلبة مكسور الخاطر ولكن لا أخفيك فقد مرت ايام والتفكير في أمر الفَرْج لا يغادر مخيلتي لأنه بالنسبة لنا مسألة مصيرية واكثر قدسية واهمية من اي شئ آخر ” الامم التي هلكت فانما بسبب فُـروجها ” آه من نار وعذاب الفرْج، الانفال ولا الفَـرْج، لأننا نحن الكورد أمة طاهرة ويتعين علينا ان نظل كذلك ولكن هذا العدد غير المعقول الذي يُـقتل من النساء قد زرع لدي الشك في اننا قد فهمنا الدين أو الدنيا، كما ان الامر قد توضح لدي اكثر عندما تمكنت تلك الفتاة، التي لزقت بي كالدبق، من الايقاع بي في حبائلها واقناعي بالزواج منها خصوصاً وان والدتي كانت، كطائر نقار الخشب، تدق على رأسي في ùأوقات النهار الثلاثة. واخيراً رأيتُ أن أستجيبَ لرغبتها وأريح رأسي سيّما وان معظم زبائن عيادتي من النساء والفتاة ممرضة ايضاً وبإمكانها مساعدتي في عملي، وهكذا اتفقنا على الاقتران ببعض. وعندما ابلغت والدتي برغبتي في الذهاب سوية لزيارة عائلة الفتاة لم تسعها الدنيا من فرط فرحتها.

كان بيتهم عبارة عن غرفة مبنية بالطين، أما بيت الخلاء والحمام فقد غُطي سطحهما بقطعتيْ توتياء على مساحة أرض من مئة متر مربع في منطقةٍ أستبعدُ أن تتمكن الكابينة الاربعين لحكومة اقليم كوردستان من إيصال الشارع اليها، وعلى أية حال فان والدتها، التي تزينُ رأسَ أنفـها وشمةٌ عربية، بكيلِ سيلٍ من المدائح جعلتْ من غـرابها ريمَ الفلا، وفي الختام قالت: قد جعلتها حذاءاً وألبستكم إياه، ولم تنس أن تشترط التالي: نطاق من الذهب، ستة أساور، ثمانية خواتم، عِقدٌ وزوج أقراط، وكله من (الذهب الخليجي).

ترى هل تعلم لماذا تطلب الفتاة الكردية نطاقاً من الذهب؟ طبعاً لكي تأتي النسوة من المعارف والجيران ليطرقن الباب يومياً ويطلبن استعارته لأنه لديهن حفلة أو عرساً أو نزهة… أما الذي أثار حفيظتي وأظلم الدنيا في عيني هو (أن يكون خليجياً) ناهيك عن غرفة نوم ايطالية وان يكون العرس في الصالة الفلانية وشرط أن يحيي حفلة العرس المطرب الفلاني والعلاني. واستناداً الى الحسابات والاحصاءات التي أجريتها وبعد الجمع والطرح والضرب تبين لي أنه ولكي أتزوج أنثى الغراب تلك يتعين علي بيع البيت الذي من المفترض أن يضم عش زوجـيـتـنا، لذلك فقد سارعت في اليوم التالي بلا تردد، ودون علم والدتي، في إخطار الفتاة بقراري تأجيل مسألة الزواج الى إشعار غير معلوم، وهكذا أخرجت فكرة الزواج من رأسي. صديقي العزيز… في الحقيقة أن أوربا بإيصالها الكهرباء والتكنولوجيا الى الشرق قد ظلمته كثيراً… أجدادنا كانوا في النعيم يعيشون، ملكٌ حرٌ وشعبٌ جُلـّه من العبيد، لا حقوق انسان، ولا طفل ولا امرأة… لا دفاع عن حقوق الحيوانات ولا البيئة ولا هم يحزنون.. وكم كان مبلغ اعتزازهم وافتخارهم بأنفسهم، حتى أن البعض منهم ما زال الى اليوم يتحسر على أيام الملك والسلطان!

هذا المكان مثالي لشخصين: الاول، غنيٌ يرمي أمواله تحت الشمس ويستلقي هو أمام مكيف السبليت.. والثاني هو الذي يتملق له وينافق.

صديقي… مهما تكلمت فهنالك المزيد ولكني أستمحيك عذراً سأنهي الرسالة هنا لأنني وهيرو القومي وجاره الاسلاموي على موعد لقضاء ليلة سمر.(*) الدينار ايام الحرب العراقية الايرانية كان يعادل ثلاثة دولارات امريكية وكانت له قوة شرائية كبيرة، فيما يساوي الدولار الآن اكثر من الف ومائتي دينار.

مشاركة