أبرار جنة عدن
عبد الرضا اللامي
هكذا بدأنا حديث الصمت
فأرسلتِ حاجبيك ليخطا طريقي
تتبعت شخط المخط
وجدتُ قلبي قد سبق خطاي
ليستحم في ظلكِ
كي ( ترفعي اليأس عن مدنف )
فرحتِ تقطرين على جرحه
من عذب رضابك
وتفرشين له ضحكتك الحالمة
فعبٌدتُ طريقي بالصمَت
واتكأتِ على حدَقة العين
لتلعبي بأهدابها
فأزدهرت موحياتكِ بالتوهج
قلتُ : كيف اجتاز تضاريس صدركِ
وهاهي امواج همساتك الرائعة
تفضح تنهداتي على مياسمك ؟
لقد بات قلبي يتعثر بقطرات النور
وهي تتدفق من جبينكِ على خديكِ
ولما أزحت خصلًة من شعركِ
تفجر العطر على نحركِ
كالاغاني عبر السهوب الممرعة
رأيتكِ تمسحين خرائط المودة
حاولت الامساك بعينيك
وهما تستطلعان قامتي
انا اقف بلا أعوام ماضية
متجرد من تجاربي
لقد صممت خرائطي
وحَدَدتُ عليها طريق العبور
الى الصرح الممرد
بين حقول الرمان
حيث يتساقط النور كحبات القبل
عندما تتشابك الألوان على خديكِ
سأغرق في بحر من الاناشيد العذبة
هكذا ينعم الابرار في جنات الحب والجمال
يتساقون كأسأ مزاجها من عناقيد الوفاء
كأبرار جنة عدن