(العودة إلى الماضي الجميل) تهاجر إلى هولندا – نصوص – عبدالهادي البابي
لوحة جميلة تستذكر الماضي ، وتستعيد لنا كل مروياته وأساطيره ، توقظ في ذاكرتنا الأماكن المندرسة ، والأخرى المتماثلة بحضور أشيائها وموجوداتها ، وكأنها ترتحل بنا من الماضي إلى المستقبل بكل أستيقاضاته وحضوره..!!
لوحة تطوى لنا المكان في ذاكرة وتفاصيل كثيرة..أنها حكاية تنطق بالتراث والطبيعة العراقية الأصيلة ، وهي تعبر عن عودة الإنسان إلى ماضيه الجميل بعد أن يأس من كل مابشره به طائر الحناء (السعد) في سنوات شبابه الأولى ، ولكنه لم يجد تلك البشارة إلاّ وهماً وسراباً ودخاناً أنغمس حتى في تجاعيد الحياة نفسها حتى صارت حلماً صعب المنال ..فعاد أدراجه إلى (ماضيه الجميل) الذي عاشه وإن تأخر به العمر وتطاولت به السنين ..عاد ليعاتب (طائر السعد) على بشارته التي سخر منها الزمن بعد أن أكلت أجمل سنين عمره الذي شارف على نهايته ..!
أنها لوحة الفنان التشكيلي عبدالامير طعمة والتي حظيت بإعجاب سيدة عراقية تعيش في هولندا …….هولندا البلد الذي يحتضن أروع لوحات مشاهير الفنانين الهولنديين الكبار ، ولكنها أعجبت بلوحة فناننا القدير عبدالأمير الطعمة فعرضت عليه مبلغاً جيداً من المال(عشرة آلاف دولار أمريكي) لقاء تخليه عنها ..وبعد وساطة من قريبها في كربلاء قرر الفنان عبدالأمير الطعمة بيع هذه اللوحة الجميلة التي ستستقر في موطن الفنانين الكبار أمثال فينست فان كوخ ويوهانس فريمر ورامبرانت وغيرهم من عمالقة الفن العالمي وأساطيره الكبار ورواد مدارسه التشكيلية الأولى ..

















