يونس
ذياب شاهين
أنا حيٌّ
أيتها الفانية
فلا تهيلي عليّ
رمالَ عينيك
تكفيني
شفتاك البربريتان
ومجذافي الرغبة
فليس من الحكمة
أن تلهبينني بسياط
غمازتيك أيضا
إرحميني
من شهقةٍ
تلسعُ في قلبي
وظلمةٍ تنشبُ
ديدانها في ندمي
الليلُ صيادٌ غادرٌ
يفاجئنا
بشباكِهِ كلَّ مساء
وفي كلِّ مرةٍ
أقطعُ خيطاً
كي أنجوَ منهُ
تحزُّ روحي
موسيقي الثلج
النابضة في القصيّ
حيث تلتف أشجانها
علي روحي
كما تلتفُّ أفعي
علي جديٍ صغير
لا أجملَ
من غصنٍ يقطعُ
صوتَ العاصفة
ليمسّ
حلمتيك المرسومتين
علي أصابعي
صوتا يتمطي
لما صادفتُ الحوتَ
سألني عن يونس
وحين
قابلت يونس
سألني
عن الليل
آهٍ
أيتها الفانيةُ
كفي غمزا
دعيني أتذوقُ
جسدك
كي تهنأ روحي
ما كنتُ طائراً
لأرفرفَ
بين الشكِّ واليقين
الموتُ حقيقتنا الدامسة
والليلُ يرشُّ نجومَه
علينا
سحقا لسفينتي
الفنار يسحبها
بقدمي الأمس
إلي أضوائه
حين يرنُّ علي الشاطئ
يا لعينيها
وقد
لطخهما الندمُ
كما تلطخُ الحناءُ
كفَّي العروس
لمَ تذكرتُ حدقتيك
حينما نزلتُ الماءَ
بحيرتان مرتعشتان
كانتا عينيك
عجباً
يا مدينة الأسرار
موجعٌ طعمُ الرحلة
بدون حبيبتي
خذي كفوفي
لأدخلَ الظلمةَ
ما زالَ الحوتُ
غيرَ مصدقٍّ
أني نجوت
/2/2012 Issue 4124 – Date 17- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4124 – التاريخ 17/2/2012
AZP09