يا هادي هل لاقيت شياع هناك
صادق الزعيري
لمناسبة مرور سنة على اغتيال المغدور الاعلامي وناشط الحراك الجماهيري في بغداد هادي المهدي
1
حين كنت تحلمُ بعالمٍ مختلف
كانوا هم ينتجون الخوف
ويصنِّعون البُكاءْ
كنت تريد ان تحرِّر المعصم من القيد
كانوا هم ينتجون العبودية
أردت ان ترسمَ خارطة اخرى للوطن
تحت نصب الحرية
هم أرادوا ان ينحتوا بالفحم الأسود
خارطةَ الطريق
2
قلتَ جحيم لا
هم قالوا بنعيم النعم
تعبأتَ بالقلم
وهم تعبَّؤا بالرصاص الكاتم
أردت اغتيال الخوف
فاغتالوا الحقيقةَ بين يديك
كان جسدُكَ بحجمِ مخاوفِهم
كانت كلماتُك اكبرَ من احجامِهم
لذا أردوكَ قتيلاً
3
ايُّها المهدي
ايُّها المغدورُ غيلةً
نحنُ لسنا عبيدَ العصا
ولا غرائبَ الإبل
لن يخيفنا شرطٌ
طالما رقابُنا غازلتها المقاصل
وقايضنا افواهَنا بالدم
واشترينا الحريَّة في ساحاتِ
الاعدامِ المُغبرة
ولا تزالُ اسماؤنا مكتوبة ً بالدماء
على جُدرِ الزنازين
خطابُنا ليس اخرساً
ولا نجيدُ لغةَ عيدان الثُقاب
عُمْلتُنا الكلمات فقط .
4
لا تقولوا من انتم
من نحنُ ؟
نحن الذين سفحنا ارواحنا
على اطلس الارض
نحن الذين رسمْنا خارطةَ اخرى للعالمْ
بريشةٍ حمراءْ
خارطةٌ لا يُسفكُ فيها الدم
لا يُجلدُ فيها الانسان
لا يُرجمُ بالحجرِ حتى الموت
لا يبكي فيها طفلٌ من جوع .
5
ايُّها المغدور
أردتَ ان تكتبَ بالحبر الابيض
فوق سبوراتهم السوداء
إنَّكَ ورفاقَكَ
السلطةُ الخامسة
في ساحةِ التحرير
إلا أنهم لن يطيقوا الزنابقَ الحمراء
تزدهرُ في الساحات .
6
يا هادي سنكرِّرُ فيك
لكن لن نسمحَ بعد الآن
للكواتم ان تدلفَ في اجسادنا
قل لي هل ابصرت شياع هناك
قل لي هل تحدثتَ مع عجام
هل قلتَ لهم اننا نصبنا لهم تماثيل
على قاعدة قلوبنا .
AZP09
