ولو مرة عينوا أمينا على العاصمة بغداد- خليل ابراهيم العبيدي
نحن لم نعد نطالب أن يكون محافظ بغداد من مواليد بغداد ، أو نصر أن يكون أمين بغداد من أسرة بغدادية ، أو بغدادي بالاصل والولادة ، لأن العراق بلد العراقي اينما حل ، ولكن نطالب بعد كل هذه التجارب أن يعين أمينا لبغداد أمينا عليها لا وبالا على ساكنيها ، أمينا على نضارتها لا أمينا على تراجعاتها ، أمينا على تخصيصاتها لامتلاعبا بمكتنزاتها أو متجاوزا على تصميمها ، ولو استعرضنا الذوات التي تناوبت على أمانة بغداد منذ العام 2003 لوجدناها وفق أي ورقة لتقييم الأداء امناء لا يحملون غير العنوان الوظيفي ، غير امناء في الذمة المالية أو الهمة البلدية ، فمنذ عهدة الأمين الاول وبغداد يوميا تتحول إلى مدينة جرداء الغيت منها المساحات الخضراء وقل فيها التعبيد والاكساء ، وزادت فيها النفايات وقلة الذوق والاعتناء ، غادرتها إشارات المرور وقلت فيها الحدائق والزهور ، زاد فيها الازدحام وتراكمت عند مداخلها أكوام السكراب والركام ، تأكلت جسورها وقلت أنوارها ، تراجعت أزقتها وتلاشت ارصفتها ، زاد ساكنيها دون تحسب من أمينها ، كثرت عشوائياتها وقلت ضوابط البناء فيها ، كثرت أطرافها وقلت المياه فيها ، تقادمت إسلاكها وتأكسدت عواميدها وأخذت تصعق اطفالها ،أن ما تلاقيه العاصمة صار ينذر بسؤ الخاتمة ، الأمين المختار لايعبأ بجمال المدن ، ورغم تحول البلديات إلى مديريات عامة ، صار الاهمال هو الطامة ، الأمين لا يفهم بأصول العمران والمدير العام لا يفهم الوعي البلدي ، ولو تأمل أي منا الكم الهائل من الرسوم والضرائب التي تجبيها المديريات العامة ، لوجدها بآلاف المليارات ، لقد كان مدير البلدية مدير قسم كانت بغداد في عهده أكثر نضارة وبأحسن نظافة ، في ظرف 35 عام بنى النظام السابق سبعة جسور ، توجها بسريع محمد القاسم ، ولم تبن الطرق والجسور جسرا واحدا على دجلة بغداد منذ تسعة عشر عاما ، ولم تحقق حلم البغداديين في طرق خارجية عند شرقها أو عند غربها ، وبحجة الاستثمار تم الاستحواذ على كافة المناطق الخضراء في بغداد ، وصار البغداديون يتنفسون الأتربة بسبب تاكل الأزقة والشوارع ، ولو شاهد أي منا مواكب الأمين والمدراء العامين لعرف أسباب الوهن جراء هذا التعيين ، فلا الأمين بصالح ولا المدير العام بناصح ، والمطلوب ، استبدال المدير العام وتعين امين حقا أمينا لبغداد التي كانت في طليعة عواصم الشرق الوسط وشمال أفريقيا.