وزير الداخلية بعد اجتماعه إلى سليمان على الجميع التعقل والحوار
سياسيون يحذرون من مراكز قوى داخل الجيش اللبناني
اجتماع طارئ لمجلس المفتين بحضور ميقاتي والمستقبل يبحث مع الجماعة الإسلامية احتواء الأزمة
بيروت ــ الزمان
تابع الرئيس اللبناني ميشال عون امس تفاصيل الوضع الامني عموما وفي الشمال وبيروت خصوصا، واطلع من كل من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي على الخطوات والتدابير المتخذة لحفظ الامن، واطلع على المعطيات المتوافرة عن التحقيق في حادثة حلبا امس وظروف حصولها.
وكرر الرئيس سليمان التشديد على اتخاذ كل التدابير الآيلة الى حماية السلم الاهلي وصونه لأن استقرار البلد ومصالح المواطنين فوق كل اعتبار .
ناشد ن شربل الجميع في بلاده الى التعقل في الظروف الإقليمية الصعبة التي نمر فيها لافتا الى ان القرارات التي اتخذت تقضي بتدخل القوى الأمنية من أجل ضبط الوضع بشكل حازم . وأشار في حديث اذاعي له اليوم إلى أن الوضع الأمني في منطقة طريق الجديدة في وسط بيروت مستتب … وعن الوضع الحكومي وعما اذا تم بحثه في اجتماع امس الاول قال لم نتناول وضع الحكومة البارحة في الإجتماع الأمني لكن الوضع الآن يقضي بوجود حكومة أفضل بكثير من عدم وجودها. نحن جربنا كل أنواع الحكومات ولم ننجح ليس لأن المشكلة تكمن في شكل الحكومة وإنما في الخلاف بين السياسيين . وختم حديثه بالقول إن لم يجلسوا إلى طاولة الحوار فهم يتحملون جميعا المسؤولية .
على صعيد متصل عقد امس اجتماع طارئ لمجلس المفتين برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لاحتواء الازمة، وفي حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
من جانبهما عقدت قيادتا تيار المستقبل الذي يتراسه سعد الحريري والجماعة الاسلامية في الجنوب اجتماعا طارئا في مجدليون.
فيما قال بيان صدر عن الاجتماع بعد تدارس المستجدات الأمنية في البلاد ولا سيما حادثة مقتل الشيخ احمد عبد الواحد والشيخ محمد مرعب عند حاجز الجيش اللبناني في الكويخات عكار، أصدر المجتمعون بيانا اكدوا فيه ادانة واستنكار حادثة الكويخات وقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه، ودعوة الجيش والقضاء اللبناني الى متابعة التحقيق في الحادثة حتى النهاية وصولا لكشف ملابساتها وتحديد المسؤوليات ومعاقبة المسؤولين عنها ، ودعوا المناصرين في عكار والشمال وفي جميع المناطق الى ضبط النفس وعدم الإنجرار الى اي محاولة لإستدراجهم الى فتنة يدفع الجميع ثمنها .
وجدد المجتمعون الحرص على أمن واستقرار مدينة صيدا في موازاة الحرص على حرية الرأي والتعبير السلمي فيها وبما يحفظ سلامة المدينة والمواطنين فيها .
واثر اللقاء، قال الدكتور حمود طغى الهاجس الأمني على الاجتماع بعد تطور الأحداث في طرابلس والشمال. نحن في صيدا كجماعة اسلامية وتيار مستقبل اكدنا ضرورة العمل من اجل تمتين حالة الاستقرار في صيدا من خلال التواصل مع كل المعنيين بالشأن الصيداوي والجنوبي العام، ولكن طبعا الوضع الشمالي اخذ نصيبه لأن تواصل الساحة شيء طبيعي. وعندما نتكلم عن الاستقرار لا بد ان نكون بالتالي واضحين ان الاستقرار ليس مجرد شعارات، بل هو عمل ملموس يجب أن يطبق على الأرض، والجميع معنيون به وخصوصا القوى الأمنية والأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي نحرص كل الحرص على أن يكون هو المؤسسة الجامعة في ظل الوضع الذي يعيشه لبنان في حالة الانقسام الحالية .
أضاف نعتبر أن ما حصل هو اعتداء على الجيش قبل ان يكون اعتداء على فضيلة الشيخ الشهيد احمد رحمه الله. لأن ما حصل يشكل اهانة كبيرة لهذه المؤسسة التي نعتبرها المؤسسة الضامنة والحامية للقانون .
وتابع ان ما يحصل في الشمال يثير الريبة خصوصا واننا لاحظنا امورا عديدة تضع علامات استفهام، ونحن امام خيارات محددة ، فإما ان هناك من يحاول فعلا أن يشكل حالة في الجيش ومراكز قوى في الجيش ويتصرف بناء على اجندات واوامر خارجية وهذا يضر بهذه المؤسسة ومصداقيتها، واما هناك اخطاء وهذه الأخطاء كبيرة ويجب الوقوف عندها ومحاسبة كل المخطئين. اما ان يكون هذا العمل حصل من باب المصادفة، ففي هذه الحالة نكون نستخف بعقول الناس. ما حصل هو عمل مريب، ان كان على مستوى طريقة اعتقال الشاب المولوي، وفي نفس الوقت الذي كان فيه الوضع متفجرا في طرابلس نجد ان قوة من الجيش تأتي لإعتقال أحد الجرحى السوريين ما كاد يؤدي الى مجزرة اخرى، وبالتالي نسمع اليوم ونرى شهيدين يسقطان برصاص من يكون الأولى به أن يحمي الناس لا أن يقتل الناس .
وقال ان الكلام بأن هذا الحادث عرضي وما شابه كلام مرفوض، وبالتالي يجب أن يدرك الجميع أن هناك حالة غضب عارمة، وان هذا الواقع صيف وشتاء تحت سقف واحد لم يعد مقبولا أبدا. نحن ندرك أن هنالك نظاما يريد ان يصدر ازمته الى لبنان. هذه الساحة التي تضامنت مع الثورة السورية يراد لها ان تدخل في فتنة، سنقف في وجه الفتنة ولن نستدرج اليها، لانها اذا بدأت سيكون الجميع فيها خاسر. لذلك نحن نؤكد مجددا، ونوجه نداءنا الى اهلنا، يجب أن لا نستدرج الى مواقف الفتنة التي يسعى اليها الآخرون، ويجب أن نكون اكثر حرصا على امن واستقرار بلدنا واهلنا وناسنا ومؤسساتنا ودولتنا، ولكن في المقابل فليعلم الجميع ان الظلم يولد الانفجار وان التطرف يولد التطرف وان الفتنة اذا لا قدر الله وقعت فستحرق الجميع وسيكون الوطن بأكمله الخاسر .
/5/2012 Issue 4206 – Date 22 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4206 التاريخ 22»5»2012
AZP02