وجع
وغصة أمل ..
أما بعد موت !!
يا عم… ؟ يا عم :
هل لي أن أسألك شيئاً ؟
تفضل يابني :
والدي لم يأت مذ أن رحل ولم يعد حتى الآن !
لا علم لي ايها الصغير “
لكن اخبرني يابني :
بماذا وعدك قبل أن يرحل ؟
قال : انه راحل لـيشعل الضوء بمكان ما في الوطن بعدما اطفأوا شعلة الكون “
أذن. ياابني لا تحزن سيعود عما قريب ولا تقلق كن بانتظاره هنا ولا تبارح مكانك فانا أخشى عليك الظلمة.
يا عم :
أجل يابني ماذا هناك ؟
لكنه. لم يعد منذ شهر !
وامي مرضت كثيراً على انتظاره وفقدت اطراف شهيتها ..
وانا كما تراني الآن لستُ سوى طفلٍ صغير رث الثياب متسخ كما دموعي والتراب امتزجت بي واصبحت كالواقع في بركة. طين ..واشعرُ بالجوع .
الرجل : بني
هل لديكم في المنزل طعام ؟
أجل ياعم ” كانت هناك قطعة خبز صغيرة وأطعمتها لوالدتي ومعها ماء”
ولكني لم اذق شيئاً منذ .. . . لأذكر من شدة جوعي كم يوم
كما اوتار معدتي تعزف لحناً يؤلمني أتسمعهُ ::
الرجل : توقف ايها الصغير فقد أذللتني جداً تعال معي الآن يابني ودلني على بيتك حتى ارى حال والدتك واحضر لها الطبيب .”
دق الباب الرجل والصبي ..
فتح الباب وركض الصغير نحو والدته مصرخاً وفرح ..
اماه .. ياا اماه استيقضي يا اماه
فقد رزقني الله رجلاً ليكشف عنا السوء
أماه… اماه استيقضي
الرجل .. دعها. ربما هي نائمة
فلا تزعجها ياولدي ..
الصبي : لا ياعم كانت تجلس قبل قليل
لكنها طلبت مني أن اذهب ولا اعلم ماذا قالت لي لكن جلّ ما اذكرهُ
قالت: أني احبك فلا تترك اخويك ..؟
اماه. قد احضرت الرجل هذا ليس وقت النوم !!
هز جسدها يميناً وشمال
مابك يا حبيبتي
ضحك الصغير بوجه الرجل
وانخفض صوت الأنين بداخله .
الرجل : عرف مالم يعرفه الصغير
قال يارباه ياليتني لم أتِ بهذا الوقت ماهذا العذاب ..
قال الصغير : ياعم
مابها لاتجيبني فهي لاتنام كثيرا في مثل هذا الوقت ” ؟
الرجل : تعال ياولدي الصغير
سأروي لك قصة أمك كيف ذهبت إلى الجنة بهذا الجناح فهناك رب ينتظرها
بكى الصغير : قال ياعم
لكنها مازالت هنا ولم تذهب
قال الرجل : بلا هي هنا وهناك
تعال معي ..
فاطمة رعد علوان – الحلة