
هيهات منا الذلة – سامي الزبيدي
صرخة الحسين (ع) المدوية التي أرعبت الطغاة وقضًت مضاجعهم وحفظت بيضة الدين الإسلامي وانتصر بها دم الحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه الأوفياء على سيوف الظلم والجبروت والطغيان والفساد وحُفظ بها دين جد الحسين (ص) من الانحراف والتشويه هذه الصرخة المزلزلة ينادي بها اليوم من يدعون أنهم من أنصار الحسين والسائرين على نهجه ويرفعونها شعارات على لافتاتهم فقط للأسف الشديد دون ان يعوا معناها ومغزاها وقوة تأثيرها ويرددونها دون العمل بها بعد أن حرًف المعممون المزيفون والسياسيون المتأسلمون ثورة الحسين العظيمة وصرخته المدوية عن أهدافها العظيمة ومبادئها السامية وجيروها لأهدافهم الدنيوية والسياسية وخدعوا السذج والعوام من أبناء شعبنا بشعارات وممارسات لا تليق بثورة عظيمة كثورة الحسين (ع) فجعلوا من هذه الصرخة المدوية والثورة الكبرى على الظلم والجور والفساد والانحراف بكائية حزن فقط وسرادق للهريسة والقيمة والشاي والشرابت واللبلبي والكباب والكص والحلويات ولطم الصدور وضرب الظهور بالزناجيل وضرب الرؤوس بالسيوف من دون ان ينهلوا من مبادئ ثورة الحسين والعمل بمبادئها و جعلوا من منابر الثورة العظيمة منابر للدجل والخداع والتضليل والروايات الكاذبة والمفرقة لشمل المسلمين من خلال التعرض لصحابة النبي (ص ) وأمهات المؤمنين زوجات النبي (ص) بالقذف والسب والكلام النابي الذي يفرق جمع المسلمين ويثير الضغائن والأحقاد والخلافات ليس إلا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للوحدة والتآزر والتعاون والتلاحم لإنقاذ بلدنا وشعبنا من الكوارث والمآسي التي تسبب بها هؤلاء المتاجرون بدم الحسين وبالدين من السياسيين الفاشلين والفاسدين وأصحاب العمائم والجباه المكوية المزيفون والكذابون الذين أبدلوا مبادئ ثورة الحسين بممارسات وأفعال بعيدة عن أخلاق ومبادئ الحسين وأهل البيت (ع) وأفقد هؤلاء الدجالون من السياسيين والمعممين صرخة الحسين العظيمة التي أرعبت الظالمين (هيهات منا الذلة ) بريقها ومحتواها والقها وفعلها المؤثر الكبير وجعلوا الأذلاء والجياع والمحرومين من أبناء شعبنا المظلوم المبتلى يرددون هيهات منا الذلة دون أن يعوا معناها ومغزاها يرددونها كالببغاوات دون فهمها وهم في قمة الذل والبؤس والفقر والهوان ويصرخون بها فقط وهم في قمة الضعف والفاقة والحاجة ينادون بها وهم في قمة الجهل والتخلف يرفعونها شعارات على اللافتات ولا يعرفون الهدف منها وقوة تأثيرها ويرددونها وهم في قمة الفرقة والشتات والاختلاف ,وهل يوجد ذل ومهانة وظلم وجور أكثر من الذل والهوان والظلم والجور الذي يعانيه أبناء شعبنا من مختلف الأديان والقوميات والمذاهب بعد ان سيطر الفاشلون والفاسدون وسراق المال العام والمزورون والدجالون والمعممون المراءون على مقاليد الأمور في بلدنا منذ عام 2003 الى يومنا هذا والبسطاء ينادون هيهات منا الذلة ,وهل يوجد فقر مدقع وجوع وأمراض أكثر مما موجود في العراق اليوم والشعب ينادي هيهات منا الذلة ,وهل يوجد جهل وأمية وانحلال وفقدان القيم المجتمعية والمبادئ الإسلامية السامية أكثر مما نحن فيه والكل ينادي هيهات منا الذلة ,وهل يوجد في أي بلد في العالم سرقات كبرى لأموال الشعب ونهب لثروات الوطن من قبل السياسيين وأحزابهم وعوائلهم ومقربيهم مثلما يوجد في بلدنا والسذج يصرخون هيهات منا الذلة وهل يوجد في العالم بلد مثل بلدنا يطفو على بحيرات من النفط وكنوز من المعادن الأخرى ويضم تحت راضية خامس احتياطي من النفط في العالم ويصدر من هذا النفط نحو أربعة ملايين برميل في الشهر إيراداتها المالية أكثر من سبعة مليارات دولار باتت نهباً للسياسيين وأحزابهم وعوائلهم ومريدوهم فقط ويحرم منها أبناء الشعب ومع ذلك ينادي المحرومون هيهات منا الذلة , وبعد ان نهب الفاسدون والسراق هذه الأموال الطائلة والثروات الهائلة وضيعوا وطننا ودمروا شعبنا وأوصلوه الى الهاوية السحيقة حتى أصبحت النسب المتدنية و المخيفة لشعبنا في جميع المجالات في أعلى مستوياتها وأعلى من أية دولة فقيرة غير نفطـــية فتجاوزت نسب الفقر 40 بالمئة والبطالة 20 بالمئة ونسبة الجهل والأمية حوالي 40 بالمئة ونسبة تعاطي المخدرات أكثر من 30 بالمئة وأعداد الأرامل والأيتام عالية جداً وأعداد الشحاذين في ازدياد مستمر والسذج والمخدوعين والبسطاء ينادون هيهات منا الذلة فأية ذلة أكبر من هذه الذلة التي يعيشها أبناء شعبنا في ظل حكم الفاشلين والفاسدين واللصوص والقتلة والمجرمين فاصحوا وأفيقوا يا أولي الألباب.



















