هوس جنسي‮ ‬يرتبط بالمنظور الداخلي‮ ‬- نصوص – كريم جبار الناصري‮ ‬

توما هوك .. إسقاط قيم أم رواية ما بعد الحرب ؟

هوس جنسي يرتبط بالمنظور الداخلي – نصوص – كريم جبار الناصري

بين لغة وأحداث أداة الحرب ولغة شخوص المجتمع العراقي التي طرحتاها رواية( توما هوك) لصالح جبار خلفاوي ..فكانت بنى سردية بثيمة جديدة،يراد منا ان ندخل عالمها لنفكك الرؤى التي طرحتها… فكان ذلك في جلسة احتفائية بالروائي والقاص صالح جبار خلفاوي وروايته (توما هوك ) بنادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق يوم السبت 21/3/2015 دار الجلسة الروائي خالد ناجي الذي قدم سيرة ومنجز المحتفى به :

– توما هوك النسخة العراقية وليس الامريكية وهي عبارة عن رواية عمل جميل وحديث وقدمه الروائي كرسالة سلام

 والروائي من تولد 1954 – بكالوريوس قانون ومن منجزه الادبي

– سأمضي – رواية 2004

– صلاة الليل – مجموعة قصصية 2005

– همس الدراويش – مجموعة قصصية 2010

– مواسم الخروب –مجموعة قصصية 2010

– شذرات – مجموعة قصصية قصيرة جدا 2013

– توما هوك رواية 2014

انجزت رسالة ماجستير عن مجموعته شذرات من جامعة محمد خيضر – الجزائر/بسكرة -2014  قدمتها الطالبة (يسمين فريتح) وبدرجة جيد ومن رواد القص التفاعلي وكانت له مشاركات مع قصاصين عراقيين حيث ذكره الناقد المصري سيد نجم في كتابه الابداع الرقمي …

الروائي صالح قدم شهادته التي بين بها كيف كتابة الرواية وباعتبارها رسالة والحوار والشخوص وكما جاء فيها :

– كيف تكتب الرواية أي صيغة كتابة الرواية ؟

 تكتب عموما بطريقتين رئيستين

اولا – الثيمة حكاية ثم المعالجات

الثانية – الثيمة حدث – هنا المعالجات تكون رؤية للحدث ..

والمعيار التي بنيت عليه رواية توما هوك معيارين

1- معيار ثابت – الانسان

2 – معيار متغير – الوطن

والإنسان كمعيار ثابت – هو الانسان بكل تداعياته باعتباره القيمة العليا في الكون لذا ورد في النص القراني الكريم ) –  ولقد خلقنا الانسان في كبد( – يعني خلق بمشقة وتعب  –والوطن كمعيار متغير – الوطن كما هو معلوم المكان الذي يعيش فيها الانسان وهذا المعيار متغير الظروف التي تحيط بالإنسان او حسب نمط المعيشة وهو نمط اقتصادي الاوطان الثلاثة

 -1 وطن – تدني المعيشة – الحرية ايضا متدنية

-2 وطن – متوسط المعيشة – وطن المبادئ – الحرية تكون مقبولة الى حدا ما

-3وطن – رفاهية – الحرية واسعة ومنفتحة

رواية توما هوك رواية حدث لذا تعتمد الاطر الفلسفية باعتبارها المعادلة التالية

المرسل – الرسالة – المرسل اليه

هذا المرسل اليه هو المتلقي لا بد ان يكون على دراية ما يقرا لاعتبار اللغة كونها وعاء فكرياً او انها علامات تؤشر ايحاءات مطلوبة ..

لذا لابد من ايجاد صيغ تفاعل عند قراءة الرواية باعتبارها رسالة ذات مردود ايحائي لا يمكن اكتشافه في القراءة الاولى لان المعطيات حالة تجسد الحدث ضمن افق داخلي ومنظور خارجي يكمل المشهد ..

توما هوك اخذت منحى متميز في لغتها اعتمدت بث الصور المتلاحقة ..لم تستخدم لغة التعبير البسيطة انما اختارت استخدامات لغوية متحركة ضمن منهج الاشتغال على اعتبار اللغة عنصر اساسي من عناصر الرواية ..لذا فهي من الدعامات الاساسية في العمل الروائي عموما ..

عدم التوسع في الحوار واختصاره الى درجة كبيرة ويفسر هذا ان الرواية رواية حدث وحسب قناعتي ان رواية الحكاية تحتاج الى استخدام الحوار …وراية الحدث فاظن انها تحتاج الى الحوار بصورة اساسية لأنها تتناول الحدث من زوايا مختلفة تجسده في شخصياتها فهي رواية منشئة بمعنى انها تحدث اثرا في رؤيتها هذا الاثر ينعكس في بنية الاشتغال وفي الخلفيات الثقافية لشخوصها وباعتبار الحرب حالة استثنائية لها انعكاساتها في الذات الانسانية لتخرج عن المألوف المجتمعي بثوابته فأصبح توما هوك ليس صاروخا امريكيا بل هو احد العوامل المؤثرة في تدمير النسيج المجتمعي بكل اشكالاته ..

الشخوص في الرواية لها دلالات رمزية تتحرك في سياق البيئة والحالة النفسية التي تعاني منها كذا ..عنوان الرواية يحمل ايضا دلالة كافية لمضمون الرواية لان توما هوك لم يكن صاروخا تدميريا كما قلنا فقط لكن تداعياته اثرت بشكل كبير على الوضع لعام وهو التغيير الذي طرا على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ليكشف في مجريات الاحداث عن الاصابة في الصميم عما عاناه المجتمع من عبثية الانهاك والظلم والاضطهاد وتظهر هذه الحالات في نوعية اسماء شخوص الرواية ..لذا دائما الحروب تخلف شهوة لا مسؤولة ..وهي خلاصة ما اردت ان اقول ….

الناقد بشير حاجم له ورقة نقدية قدمها عن الرواية التي لمت كل تفاصيل الرواية من الغلاف الى المتن والغور في اعماق وعي السردي للروائي صالح خلفاوي ونرفق ملخص لورقته بعنوان (الوعي المفتاح / عن الانتقال السردي)بعد ان بدأ حديثه :

– في البدء اعتبر مثل هذه الجلسات هي ورشة عمل مفيدة لكل من يتناول السرد ولذا ابتعد عن اموركثيرة وأتناول ورقتي عن رواية توما هوك ..

الوعي المفتاح/ عن الانتقال السردي

كان الكاتب صالح جبار خلفاوي، ممن ظهروا بعد نيسان “أبريل” 2003 قد أصدر خلال العام 2004 نصا سرديا بعنوان )سأمضي. هذا النص السردي، الذي صدر عن “المنتدى الثقافي العام”/ بغداد، ليس بذي تجنيس معيّن، محدّد، لا على غلافه الخارجي الأول ولا في صفحته الداخلية الأولى! لكنه سيوصف من كاتبه ـ لاحقا ـ بأنه “رواية”، ضمْن “سيفيّات” عديدة، وما هو كذلك، إطلاقا، بقدر ما أنه “قصة” فحسب!!

خلال العام التالي، أي 2005  أصدر خلفاوي أولى مجموعاته القصصية (صلاة الليل) في بغداد أيضا، وهي تبدو، إجمالا، كأنها امتداد لسأمضي من حيث بساطتها على مستويي المبنى/ التقنيات” و”المعنى/ الدلالات” معا!!!

بيْد أنه بعد عامين، حيث العام 2008  سيتجاوز تلكم المجموعة، أي )صلاة الليل (بمجموعته الثانية )همس الدراويش) التي صدرت عن “ملتقى المستقبل الثقافي الإبداعي ـ بغداد”، وقد أشرت إليها في كتابي الأول )زمن الحكي.. زمن القص/ 2009 بوصفها إحدى المجموعات القصصية العراقية المتميزة ما بين العامين 2003 ـ 2008.

ثم أعقبها خلال العام 2010 بمجموعته الثالثة )مواسم الخرّوب التي صدرت عن “دار ومكتبة البصائر ـ بيروت”، فإذا بها أكثر تميّزا من سابقتها، أي همس الدراويش خصوصا في بنيويتها، فضلا عن موضوعيتها وجماليتها، حيث يجلّي خصوصيتها البنيوية هذه نص “الفراغ”، ذو الأصوات الأربعة، في المقام الأول.أي أن خلفاوي، بصرف النظر هنا عن (شذرات/ قصص قصيرة جدا/ دار ليندا ـ دمشق/ 2013  ) قد بدا في مجموعة (مواسم الخرّوب قاصّا “حرّيفاً) ذا نضج وخبرة وامتلاء.

لهذا، مما تقدم أخيرا، لم يراودني شكٌّ ـ ولو للحظة واحدة فقط ـ في قدرته على كتابة “رواية”. ذلك، تعليلا، لأني كنت مدركا بأنّ لديه وعيا سرديا في ما هو متعلق بالفوارق بين “القص” و”الروي”. إذ أنه بهذا الوعي السردي، الذي تؤكد عليه “النظرية الأحدث للسرد” دائما، قد نجح في الانتقال من القصة )مواسم الخروب/ خصوصا هنا الآن إلى الرواية )توما هوك/ حصرا حتى الآن. يكفي، مصداقا لنجاح كهذا، أن روايته هذه متعددة الأصوات “بوليفونية” إضافة لكونها ذات: بنية محكمة/ تقنية متمكنة/ جمالية راقية/ “ثيمة” لذيذة.

بينما تداخل الناقد اسماعيل ابراهيم عبد وكان له وجهة نظره النقدية حيث طرح ورقة نقدية معنونة – المرجو من رواية – توما هوك – وجاء في بعض منها :-

نظرة أولي :

– كل جهد ادبي هو اسهام طيب وليس بجناية

– كل جهد روائي هو رغبة طيبة للالتزام والمشار كة في صنع من السلام والتآخي الانساني

العناصر

– الثيمة

– الروي

– الشخوص

– المنظور/ 1- منظور داخلي / صور الهوس الجنسي 2- منظور خارجي /الحرب والمدن

3- منظور اطاري /العلاف والتقسيمات الداخلية والورق

– الثيمة /

ملامحها

1- موزعة على صفحات الرواية دونما انتظام يبرر تلك الثيمات

2- اقتصرت على نوعية سلوكية واحدة هي الانحراف الجنسي ..الاستمناء ..المثلية عند النساء – امال وصديقتها والاستمناء للابن المراهق

3- تعرج احيانا نحو المراهقة المتأخرة والعلاقات غير السوية بين الصغيرات والشيوخ

4- اضاع الكاتب على الرواية وعلى نفسه فرصة استثمار الاماكن (مدريد – بغداد- سوريا )أضاع فرصة الطبيعة العامة للحركة الاجتماعية “الحرب “وكونها الاساس في الاضطرابات النفسية والجنسية لأنه لم يقنعنا مبررا لتلك الانحرافات

5- توما هوك الموت لم تمت احدا:؟كيف ..ولماذا ؟

– الروي/ ركز الراوي على القيمة الكبيرة للتذكر ،جل الرواية جاء عن هذا الطريق والأشكال في ذلك هو فقدان الرواية للحيوية المتكونة من بشر يتحركون وأقوال تتبادل مع الافعال في صياغة حياة الرواية .

الروي جيء به كائنه سلطة فكرية موجهة من الراوي العليم على الرغم من ان شخوص الرواية هم رواتها ايضا /عدا الوالدين /لم يسهما في الروي

علة الوصف العواطف والأماكن الثابتة – سرير – نافذة

فقدان التتابع عن طريق البث الذهالي او الانثيالى جعل العمل غير قادر على الانجاز الامثل للسرد .

الراوي بضمير انت غاب تماما على الرغم من ان قيمة الرواية وبناؤها يرشحانه اكثر من غيره

فقدان الحوار بأنواعه

الشخوص

– معظم شخوص الرواية لا ملامح لهم ،لا من الناحية الجسدية ولا من الناحية الفكرية و من حيث الفعل الحقيقي

– عددهم قليل وعلى قلته غيبوا دونما مبرر وحضور البعض جاء بعينية الرواي (البطل ) الفتاة الاستمنائية والفتى الذي تهيمن عليه عقدة زوجة الاب الداعرة

– رجال الامن هم الشخوص الذين حشروا في الرواية دونما قدرة فنية على استثمار حضورهم وكائن الرواي يريد ان يصبغ على الرواية قيمة نضالية

– كان من الممكن ان يعتني بالشخوص الضحايا خاصة حين تعطى لهم صفات اجتماعية مقنعة

– توصل الكاتب الى حقيقة مجازية تخص الوعي المبكر بالتركيبة الاجتماعية حين لم يشرك شخصية مثقفة في الرواية

– اللغة /

ان اكثر واخطر مسارات الرواية اهمية تعتمد علة اللغة فكيف هي لغة الرواية

1- ان الكاتب افقد جمال الرواية من فقدان الجمال التوافق والتساوق بين مفردات الجملة الواحدة ثم الفقرة الواحدة ،ثم المشهد الواحد وهكذا صارت اللغة فاصلا في الطرد القرائي

2- التشظي الكثير افقد الجملة السردية اداءها وتأثيرها

3- قلة معرفة الكاتب بالاستعمال الصحيح للمفردات جعل الرواية طلاسم لا معنى فيها ولا وراءها

4- يمكن لطاقة اللغة تكون فعالة جدا بصبر قليل على نفح المعنى وهي حالة شاملة في جميع الفنون

5- يمتلك الكاتب طاقة مهمة في التحليل اللغوي لكن الشعر يخرب اداء السرد ..

تداخل القاص د.عبد الحسين الحكيم ونوه على ان الكاتب حصرنا بين اتجاهين ببداية حديثه عن الثيمة وأرى النقد يجب أن يتحول الى تقييم وليس تشريحاً ولهذا ادعو النقاد الى ايجاد صيغة صحيحة للنقد…

أختصر الروائي رده بتقديم الامتنان والشكر لكل من تداخل و حضر الى هذه الجلسة وأضاف :

تقول الحداثة هي تكثير الأنماط إذ توجد تخريجات للعمل الأبداعي عموما…

 اذ بعد هذا التداخل النقدي ماذا بقي لنا من الرواية لنقول عنها هل هي إسقاط قيم أم رواية حرب أو رواية ما بعد الحرب…؟