هواجس الأغلبية الصامتة

هواجس الأغلبية الصامتة

 كانوا يتكلمون بصوت منخفض جدا جدا ؟ لكنهم حين ألت اليهم مقاليد التسلط سرعان ما علت اصواتهم ! وفغروا عن افواههم التي هي للاسف جيوبهم .

كنا نعتقد بانكم ستصنعون دعامات بناء الانسان من جديد وتسبكون الاغاني قمرا منيرا لا يعرف الافول على شفاه المثكلين المنهكين الكادحين البائسين الايتام والارامل والساجدين والمترنمين والذين يعبدون والذين لا يعبدون الكبار والصغار والمرضى والمفلسين التائهون الضائعين بين الشوارع والازقة المتسولين وتملأون الجيوب الفارغة المتعففة جزاء بما صبروا لتغمض الجفون

وفجأة تحولتم الى مهرجين ظهرت ملامحكم المسرفة بمقطوعاتها الكاذبة وباشكال والوان براقة , كانت تخفي نواياها التي تشبه الجثث التي اصابتها ريح صرصر او اعجاز نخل خاوية تُصَفرُ فيها الرياح وقد غشيها التراب ؟

ولم تكتفوا حتى حكتم لنا خطراً عظيماً دثرتم به ما تبقى من بصيص من امل بطلاسمكم وخواتمكم وعزائمكم مع شياطين الجن والانس لتعقدوا بها السنة وايدي الفقراء فلا عليكم يهتفون رغم ما بها من عقد منذ عقود ؟

انكم انزعاج حقيقي رغم لطافتكم الخطابية فاين قسمكم ؟ ربما وضعتم ايديكم على الجنس اللطيف ؟ فاصبتونا بدهشة ثقيلة ضربت براءتنا المكلومة بالاهكم اللارحيم .

ثم تسارعت الاحداث واخبرتمونا بان الانهيار قادم لا محال وما عليكم الا ان تقتلوا انفسكم من اجلنا كي تحظى جيوبنا وملذاتنا بالمزيد المزيد !

ذهب الكادحون والمفلسون جماعات وجماعات هناك يذبحون , وما علينا الا نلتزم الصمت او يأتينا عذاب اليم تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعت .ثم اخذتم في الخفاء تصرخون ” هيا هيا افتحوا جيوبكم ايها الكادحون المفلسون الممرغون بالام السنين ؟ ! فيتساءل الواحد منا اين ذهب الاموال ؟ هل شربوا النفط ؟ عجبا هل ان جيبوبهم بهذا الاتساع لتستوعب كل هذا المزيد المزيد ؟!

ونحن ثائرون وغير ثائرين نقف مرة بعدها نعود قاعدين ؟! لا ندري اي اتجاه نحن سالكون وما علينا الا الدعاء مرة اخرى حتى يرحلون , لا انصح نفسي بالدعاء عليهم كي يرحلوا وانصح الاخرين ؟! لان كل جديد يأتي هو كَلٌ علينا . واحد يقمع افكارنا وتعابيرنا وافواهنا وهؤلاء ابادونا وافلسونا من الوريد الى الوريد . ولكن نعم ولكن ما زلنا صامدين تحت وطأة المبطلين . والاعراب الاشد كفرا ونفاقا هناك واقفون متخمة جيوبهم باموال البترول اموال الفقراء كي يغذوا الخائنين .

اعانك الله يا بلدي الحي الصريع

 عبد الحسين جاسم العيساوي

مشاركة