هذا مكان علم ياسادة

هذا مكان علم ياسادة

اذا ارتدى اشباه الرجال لباس العلم فأقرأ السلام على العلم والرجال واشباه الرجال والمجتمع ككل، أفعال يندى لها الجبين من أناس تحمل على عاتقها مسؤولية القيادة لمجتمع سلم امره للذئاب، واستسلم منذ ان رضي بالذل والهوان في زمن طاغية العصر الصدامي واعتبره عصر الانتصارات المؤزرة وعظمة ما بعدها عظمة، مجتمع سلم امره لثلاثة انواع من الوحوش النوع الأول هم السراق الذين تحولوا الى عباد الدرهم والدينار وتخلوا عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية وتجردوا من الصفة البشرية، والنوع الثاني هم أولئك عباد الشهوات الذين يسعون وراء خيباتهم الشهوانية تاركين خلفهم كل شيء ومهمتهم في الحياة تحقيق رغباتهم الحيوانية، اما النوع الثالث هم الذين يجتمعون بين النوعين السابقين تخلفاً وانحطاطاً فلا هم لهؤلاء وليسوا من أولئك.

أساتذة الجامعات تعد الطبقة المثقفة في المجتمعات وقائدة الراي العام لتأثيرهم ودورهم الفعال في المجتمع ولكن في العراق حتى أساتذة الجامعات عليهم الكثير من المأخذ ولعل أبرزها استغلال مواقعهم للابتزاز الجنسي واشباع تلك الرغبة الحيوانية تحت مسميات عديدة من قبيل الانفتاح والتحرر وما الى ذلك من مبررات الانحراف، فعندما يتحول الأستاذ الى حيوان جنسي تتحكم به غرائزه ويتحين الفرص للانقضاض على فريسته من اجل الحصول على لذة جنسية على حساب الدين والعلم والأخلاق والإنسانية وبطرق خسيسة هنا تكمن كارثة لا حل لها في عراقنا الجديد.

بعد ان تداولت أطراف الحديث مع صديق في احدى الجامعات العراقية اخذ يسرد لي قصة حقيقية حدثت في كليته وشهدها بعينه وامام مرأى ومسمع الجميع اذ قام أحد الأساتذة بعد ان وجد غشا لدى احدى الطالبات رأى الفرصة سانحة لنيل ما يريد واشباع رغبته الجنسية البائسة وبدأت المساومة بين الأستاذ والطالبة في الغرف المظلمة لكن هذه المرة ليس لاجتماعات أصحاب الجلالة بل لاجتماع “البغالة” وبدا الأستاذ وبكل وقاحة يحدث الطالبة امامك خيارين لا ثالث لهما اما ان اطبع قبله على شفتيك تنجيك من عذاب الغش وما يتبعه من مطبات او ترسبين بداعي الغش لتتحملي أعباء ما تفعلين هذه واحدة من الاف الحالات التي تحصل بهذه الطرق الخسيسة.

كيف بنا وكيف سنبني دولة بهكذا نخبة بائسة من عباد الشهوات(عذراً للذين لم ولن ينساقوا خلف هؤلاء الوحوش) وهم يحملون الفشل في ذواتهم هذا مثال لمجموعة من الذين يُعدون نخبة المجتمع وطبقته المثقفة وفي الحقيقة هم ليسوا سوى وحوش تبحث عن المال واشباع الرغبات بأي وسيلة كانت لا يحكمهم قانون ولا مبدأ ولا إنسانية حتى غابة الحيوانات هنالك قانون يحكمها، هؤلاء يفترض بهم ان يكونوا دعاة التطور والتقدم وايقونة المجتمع التي يقام عليها البنيان الصحيح وليس دعاة الفحش والفجور والانحطاط، والسؤال هنا كيف سيكون تصرف الشخص الامي مع موقف كهذا وهو يرى طبقة المجتمع العليا بهذا التدني والانحدار.

على الحكومة ان تبيح الجنس بالمجان فقد يكون ذلك جزءا من الحل للمشاكل والصراعات في العراق ولكنني أخشى اذا تم ذلك أن تتحول صراعاتنا إلى البيت الواحد بين مؤيد ومعارض مانع وممنوع ونبقى تحت رماد تذريه علينا المحاصصة المقيتة والحل معلق على آمال ذهبت مع الريح عسى أن تأتي في آخر المحطات لإنقاذ جزء أخير من بقايا حطام المجتمع حتى وإن كان ذلك غير كاف ولا فائدة ترجى منه، وكذلك لنتصادم كالذئاب ونرى ما سيحصل بعد ذلك لمجتمع يجمع الضدين في محاولة للتطور والرقي بأسهل الطرق حتى وان اصبح الحمار ملك الغابة ما على الأسد الا الالتزام بالأوامر.

سيستمر الخراب في وطني ويطول امده ما لم يحصل أحد الامرين اما ان نبدأ بوضع أســـــس صحيحة حديثة مواكبة لمتطلبات العصر قوية نافذة وننتظر النتائج لسنوات لاحقــــة او يحدث الله بعد هذا امرا وبمعجزة نصبح الشعب المثالي في الوطن المثالي بدولة مثالية ونتخلص من كل المصائب والصعاب واني معكم من المنتظرين.

مصطفى عبد الخالق

مشاركة