هآرتس: وثائق من مكتب الأسد تكشف تعاوناً إيرانياً لتجاوز العقوبات علي سوريا
خطان جوي وبري من طهران الي دمشق عبر بغداد
تل أبيب ــ يو بي اي: ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية امس إن وثيقتين سربتا إليها ومصدرهما مكتب الرئيس السوري بشار الأسد تظهران تعاونا إيرانيا لتجاوز العقوبات التي فرضها الغرب ودول عربية علي سوريا في أعقاب الأحداث الدموية فيها. وأضافت الصحيفة أن الوثيقتين سربتا من خلال اقتحام مجموعة قراصنة الانترنت “أنونيموس” التي اخترقت نظام البريد الالكتروني في وزارة شؤون الرئاسة السورية وشملت مراسلات 78 مستشارا ومساعدا للأسد. وتابعت الصحيفة أن أحد صناديق البريد الالكتروني التي اخترقتها “أنونيموس” تعود إلي وزير شؤون الرئاسة منصور عزام وشملت وثيقتين بتوقيعه، وتمت صياغتهما في كانون الأول الماضي، وتتناولان العلاقات بين حكومتي سوريا وإيران وتلخصان محادثات بين وفدين إيرانيين رفيعي المستوي ومسؤولين سوريين. ولفتت الصحيفة إلي أنه تمت صياغة الوثيقتين بصورة رموز وأن جملا قليلة فقط تذكر بوضوح أن المحادثات تناولت طرقا لمساعدة سورية بتجاوز العقوبات الغربية والعربية عليها وأن إحدي الجمل التي تكررت في الوثيقتين كانت “التعلم من الخبرة الإيرانية في هذا المجال” أي تجاوز عقوبات دولية. ويذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والجامعة العربية وتركيا فرضت عقوبات علي سوريا في أعقاب الأحداث الدموية الجارية فيها واتهام النظام السوري بقتل آلاف السوريين، وشملت العقوبات وقف التعامل مع البنك المركزي السوري كما فرض الاتحاد الأوربي حظرا علي استيراد النفط من سوريا. وأضافت الصحيفة أن الوثيقة تحدثت عن فتح خط طيران من إيران إلي سوريا يمر في العراق بدلا من تركيا وأن “الإيرانيين طرحوا اقتراحا أوليا لإقامة ممر بري لنقل البضائع بين إيران وسوريا وبالعكس عن طريق العراق”. وحسب “هآرتس” فإنه في 8 كانون الأولر الماضي بعث وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام عبر البريد الالكتروني وثيقة إلي الأسد ومسؤولين سوريين آخرين بعنوان “مذكرة بشأن زيارة الوفد الإيراني إلي سوريا” وأن هذا الوفد ضم 10 مسؤولين من مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والبنك المركزي الإيراني وعدد من الوزارات، وأن الوفد التقي رئيس الحكومة السورية عادل سفر ومحافظ البنك المركزي السوري ووزراء المالية والتجارة والنفط السوريين. وأضافت الصحيفة أن الوثيقة التي كتبها عزام أفادت بأن الوفد الإيراني اعلن عن تخصيص مبلغ مليار دولار لشراء منتجات سورية أساسية مثل اللحوم وزيت الزيتون والفواكه، مقابل موافقة الإيرانيين علي إنتاج أسمدة ومواد خام لصناعة البتروكيميائيات التي تحتاجها سورية وتقسيط تسديد أثمانها لفترة طويلة. وتابعت الصحيفة أن الوفد الإيراني بحث مع المسؤولين السوريين في سبل تجاوز حظر تصدير النفط السوري ووعدوا بشراء 150 ألف برميل نفط خام يوميا من سوريا ولمدة عام “لاستخدامه لأغراض داخلية أو بيعه إلي جهات أخري” لكي تتمكن سوريا من الاستمرار في تصدير النفط رغم العقوبات، وفي المقابل تزود إيران سوريا بقطع غيار لصناعة النفط، إذ تواجه سوريا صعوبات بالحصول عليها بسبب العقوبات. وقالت الصحيفة أيضا إن الوثيقة تكشف عن أن سوريا وإيران بحثتا في سبل تجاوز العقوبات المفروضة علي قطاع الطيران في سوريا ونقل بضائع إلي سورية عن طريق الجو، بعدما أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام طائرات متجهة إلي سوريا ومنع طائرات شركة الطيران السورية من الهبوط في معظم المطارات الأوربية والعربية.
ونقلت الصحيفة عن الوثيقة أنه “تم بحث قضية حظر الطيران وتم طرح اقتراح ببلورة خطة لإقامة محطة مركزية »للطائرات السورية ــ حسب “هآرتس”« في إيران بدلا من الإمارات المتحدة من أجل تخفيف العقوبات علي سوريا… والجانب الإيراني اقترح تحسين طائرات تابعة لشركة الطيران السورية”.
وفي ما يتعلق بمقاطعة الجهاز المصرفي السوري قرر الجانبان، وفقا للصحيفة، تجاوز العقوبات بهذا الخصوص من خلال إقامة بنك مشترك وتحويل أموال عن طريق روسيا والصين اللتين لا تشاركان في العقوبات المفروضة علي سوريا وإيران.
ونقلت الصحيفة عن الوثيقة التي أعدها عزام أن “الجانب الإيراني تعهد بنقل الخبرات التي بحوزته إلي سورية حول سبل تحويل الأموال من الدولة إلي خارجها وبالعكس بموجب الخبرة التي تراكمت في إيران في هذا المجال”.
وقالت الصحيفة أن الوثيقة الثانية التي كشفتها “أنونيموس” مؤرخة في 14 كانون الأول الماضي وجاءت تحت عنوان “مضمون الاجتماع التاسع للجنة التعاون السوري الإيراني” وجاء فيها أن البنكين المركزيين في سوريا وإيران اتفقا علي استخدام بنوك في روسيا والصين من أجل تسهيل تحويل الأموال بين الدولتين وذلك علي ضوء الظروف الحالية في سوريا وإيران”.
/2/2012 Issue 4121 – Date 13- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4121 – التاريخ 13/2/2012
AZP02