نهوة عشائرية
كل فتاة تحلم بالزواج ولبس ذلك الفستان الأبيض ، وتحلم بتكوين اسرة ، وتحلم بأن يكون لها زوج تشيخ معه، يرعاها وترعاه ، وكم حلمت اغلب الفتيات عندما تكبر وتتزوج ماذا ستسمي أبنتها الاولى وما اسم ابنها الأول ، وهو حق شرعي وطبيعي لكل أمراة ان تكون زوجة وأماً .
مازلت اذكر عندما سألت أمي ، حين كنت في العاشرة من عمري .
لماذا لم تتزوج خالتي ( أمل ) ولما ليس لها اولاد وأسرة ؟
-يا ابنتي خالتك ( منهي عليها ) …
وقتها اصابني الذهول من هذه الكلمة ورحت اسأل مرة اخرى امي ماذا يعني (منهي عليها) ..؟
– لقد منع ابن عمنا خالتك من الزواج بأحد غيره ، ولا يتزوجها الا اذا شاء ذلك ، وقد لا يتزوجها .
– أمي وما الذي يجعلها تنصاع الى اوامره ، وكيف يقبل اخوالي وجدي بذلك ؟
– هم مجبرون على الموافقة فأذا لم ينصاعوا لذلك ، قد يتصرف بأحد التصرفات الطائشة ، كأن يهدد العريس او من اراد خطبتها .
-أمي ولما لا تخبروا الشرطة بذلك ، لكي يمنعوه من مضايقتها ؟
– أبتسمت أمي ابتسامة صفراء وتنهدت بحزن واكملت تقول …أين هو القانون يا أبنتي الا تري ان الفوضى ملت البلاد … أبنتي أتمنى ان يتغير الزمان وتنتهي هذه الأفكار القبلية وأتمنى أن لا يمر عليك ماجرى لخالتك عندما تصبحي في عمر الشباب .
واليوم ونحن في عام 2016 وما زالت الجاهلية والقبلية في عقول الرجال . وقد أصبحت أمراة في سن الأربعين ولم استطع أن احقق ماحلمت به ، فلم أتزوج …ولم يصبح لدي اولاد … ولا أحلام ….!
لأني أمراة ( منهي عليها)….
فمتى ينتهي الجهل …؟
ومتى تنتهي القبلية…؟
ومتى تنتهي النهوة ….؟
احمد دهر- البصرة