نكات مصرية .. ودائماً عراقية
فاتح عبدالسلام
النكتة المصرية سريعة الانتشار لا سيما في أيام الأزمات السياسية. وحين طال حكم حسني مبارك وظن الناس أنه سيورث الحكم لابنه وسيوصي لحفيده من بعده، قال أحدهم إنه وجد بالصدفة مصباح علاء الدين فدعكه وخرج منه عفريت عملاق قائلاً : شبيك لبيك اُطلب ما تشاء
قال له المصري : أريد كوبري جسر بين القاهرة وأسوان.
قال العفريت : هذه صعبة كثيراً فالمسافة أكثر من ألف ميل.. اُطلب حاجة أسهل.
قال المصري : إذن أريد من حسني مبارك أنْ يترك الحكم.
فردّّ العفريت سريعاً :هل تريد الجسر رايح جاي أم رايح بس؟
ومبارك خرج من الحكم في ثورة شعبية، وتقول النكتة الثانية إنه لما توفي قابل السادات وعبدالناصر فسألاه : سم أم منصّة؟
ردّ مبارك بحرقة : فيسبوك
فهل يسلم الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسي من النكات؟ طبعاً مستحيل لا سيما أنّ العهد هذه المرة ديمقراطي كما إنَّ الإخوان المسلمين حسب الشائع يحبون النكات كثيراً شرط أن لا تنزل تحت السرة أو تصعد فوق الركبة. غير إنَّ النكات المصرية سلاح يستخدمه خصوم مرسي والإخوان، ومنها أنّ سائقي التاكسي في مصر يطالبون من قبل شرطة السير بكاسيت قرآن كريم شغّال على الدوام بدلاً من أية رخصة عند تفتيش الشرطة.
في العراق صعدت الأحزاب الدينية الى الحكم تحت حماية وتشجيع ودعم واضح من القوات الأمريكية. وظهرت لدى العراقيين سيول من النكات لاحقاً، لكنَّها لم تنتشر كثيراً بسبب صعوبة فهم اللهجة العراقية من القراء العرب على الانترنت أو بسبب الفترة المظلمة الطويلة التي تفسح مجالاً للعراقيين للاشتهار بنكات وطرف ومُلَح. أو لأن انفجارات المفخخات والاغتيالات كانت ولا تزال أعلى صوتاً من أية أصوات أخرى.
أو بسبب من إنَّ العراقيين باتوا يتلمسون النكتة في كل وضع يعيشونه اليوم. ولم يقدروا على التمييز بين الجد والهزل .. أو التفريق بين النكتة والواقع. أو كما يقول بعضهم انهم سمعوا نكاتاً كثيرة طوال عقد من الزمن وهم في انتظار النكتة الأكبر، فيا ترى مَنْ سيقولها؟
فاتح عبدالسلام
/7/2012 Issue 4253 – Date 17 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4253 التاريخ 17»7»2012
AZP20
FASL