نبوءات – طالب سعدون

نبض القلم

نبوءات – طالب سعدون

لا اريد أن أذهب بهذه الاسطر في التفاؤل بعيدا ولا في الخيال أبعد  لكن صورة الواقع تنبىء بذلك قبل نبوءات من تنبأ بذلك مستندا في ما قاله على معطيات الواقع .. ذلك هو رأي  عدد ليس بالقليل من الكتاب  والصحفيين والمحللين  والباحثين   …

أحاديث وتحليلات ودراسات كثيرة تنبأت بنهاية ( اسرائيل ) ليس من عرب وغربيين وأمريكيين  فقط بل من صهاينة كذلك  ومنهم من داخل  هذا الكيان نفسه وحتى من مسؤولين فيه ..

هذه التنبوءات والاراء من تيارات  وشرائح مختلفة  تكاد تشكل ظاهرة نشرت تفاصيلها في تحذيرممزوج بخوف وتوجس في الاعلام داخل الكيان نفسه  ايضا وإن كان هناك من لا يزال ينظر الى هذا الكيان  من زاوية واحدة وهي القوة العسكرية فقط .. وشاع تصور بانه ( القوة الكبرى ) في المنطقة وهو من عمل  على ترسيخ هذا التصور في اذهان العرب وخاصة عند من هرول صوبه تحت هذا التصور أو بضغط امريكي لكنه ثبت في هذه المواجهة بانه وهم  قائم على ( خدعة قوة التكنلوجيا )  من بُعد أو من الجو لكنه لا يملك القوة نفسها على الارض وظهر بوضوح ان هذا الكيان هش وعرضة للانهيار اذا ما استمرت المنازلة طويلا بسبب قلة عديده قياسا بالملايين من الفلسطينيين والعرب  التي تحيطه من كل جانب ، ويمكن أن تتغير المواقف حتى من المطبعين إذا ما خرجت الامورعن السيطرة  والمسار المرسوم لها ..

فهذا الكيان لم يستطع أن يؤمن ( داخله  ) فكيف له أن يضمن سلامة (حدوده)  وان أحاط نفسه على الارض بسياج عال أو ملأ سماءه بقبة حديدية  أو وجود استخبارات قوية  تهاوت جميعها في لمح البصر وثبت عجزها في المواجهة  مع المقاومة في مباغتتها  له من كل الجهات  ..

وهناك من يتساءل كيف لهذا الكيان وهو بهذا العجز أن يتوسع ويقيم (امبراطورية كبيرة) وعد بها و ثقف لها  كل هذه المدة الطويلة وانطلت على الكثير ومنهم عرب فهرلوا صوبه علهم يأمنون على انفسهم منها .. ؟

وكيف له ان يقنع المهاجرين بالعيش في (اسرائيل)  أو يشجع أخرين على الهجرة اليه من العالم وبذلك تحطم واحد من اسس استراتيجيته التي قام عليها منذ نشأته بسبب المقاومة القوية وفعلها المؤثروأصبح الهروب من (اسرائيل)  في هجرة معاكسة سمة أخرى لهذا الكيان يصعب عليه أن يوفر الامن والسلام الحقيقي والحياة المناسبة التي  كانت تغري المهاجرين بترك بلدانهم والهجرة اليه  ..

(اسرائيل) في الداخل غيرها في الخارج  تظهر امام العالم وكانها قوة جبارة ولها امتدادات خارجية ودعم كبيروأحلاف واتفاقات وتطبيع وقوة تدميرية هائلة للابراج  والمستشفيات و استهداف المدنيين والاطفال والشيوخ .. صورة الداخل غير ذلك .. تعكسها خوف ساكنيها وتحذيرات قادتها  بما فيهم عسكريون واستخباريون واراء مفكريها  والمحللين  والاعلام والصحافة باتجاهاتها المختلفة تحذر من نهايتها الحتمية خاصة وانها بعد شهر تقريبا من القتال الضاري والمذابح الجماعية لم تستطع أن تنتهي المعركة لصالحها وهي بهذه القوة مع فصيل مقاوم واحد .

(نفتالي بينيت) سبق ان حذر من أن (الدولة)  تعيش حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار وتبعه في التحذير (إيهود باراك) فهو الاخر أبدى مخاوفه من قرب زوال  (اسرائيل) قبل حلول الذكرى الثمانين لتأسيسها مستعرضا نماذج  أصابتها ما اسماه (بلعنة العقد الثامن) كالولايات المتحدة  التي نشبت فيها الحرب الاهلية في العقد الثامن  وإنهيار الاتحاد السوفيتي في العقد الثامن ونماذج اخرى .. لكن (بنيامين نتنياهو) رئيس الوزراء الحالي سبق هؤلاء  جميعا بقوله عام  2017 إنني (سأجتهد كي تبلغ (إسرائيل) عيد ميلادها المئة، لأن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمنًا، وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تُعمَّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة) ..

كيف له بهذه الهزيمة امام هذه المقاومة  الباسلة من الشعب الفلسطيني أن يحقق هذا الحلم البعيد في نظر اخرين غيره ؟!! وكيف له ان يبقى رئيسا للوزراء بعد هذا الفشل الذي عده  أحد الكتاب في صحيفة (ها ارتس) بمثابة كارثة اسرائيلية مروعة ..فشلت الدولة برئاسة بنيامين  نتنياهو وجيش الدفاع الاسرائيلي بشكل مذهل  .. وهو فشل اسرائيلي اخر على حد ما جاء في مقال آخر في الصحيفة نفسها …

آراء كثيرة من مختلف المستويات بما  فيهم قادة اجهزة أمنية وإستخبارية كثيرة – لاتسع اسطر معدودة لها -يجمعها هذا الخوف وتعطي صورة مأساوية لنهاية (دولة اسرائيل المحتومة) ومن بينهم من أعطى افقا زمنيا لهذه النهاية مثل المؤرخ الاسرائيلي المعروف بيني موريس  لانه يرى (ان الفلسطينيين  ينظرون الى كل شيء من زاوية واسعة وطويلة الامد ويرون ان هناك خمسة أو ستة أوسبعة ملايين يهودي هنا في هذه اللحظة يحيطهم مئات الملايين من العرب.. ليس ثمة ما يدعوهم الى الاستسلام لان الدولة اليهودية لا يمكن ان تدوم .. الانتصار سيكون حليفهم حتما في غضون ثلاثين الى خمسين سنة سينتصرون علينا)..

(اسرائيل) تحتضر ولا يمكن لاحد ان يوقف زوالها .. ذلك ما تنبأ به صحفي صهيوني (آري شافيت)  لانها ( تنتهج سيناريو وهميا وليس لها مصداقية وقد تم انشاؤها عن طريق الخطأ ) ..

تلك حقيقة أدركها الصهاينة بفعل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وستزداد القناعة بها اكثر من الاسرائيليين بعد المواجهة البطولية للشعب الفلسطيني الذي فاجأ العالم بقوته في تمسكه بحقه واصراره على بلوغ النصر،  مهما غلت التضحيات وطال زمن المواجهة  ..

المقاومة انتصرت  و (فاجأت جيش الدفاع الاسرائيلي الذي يعد اقوى جيش في الشرق الاوسط وواحد من اكثر الجيوش احترافا في العالم)   على حد وصف يوسي يوشوع)  في مقال  في (يدعوت احرنوت ) … وهو فشل ذريع لاسرائيل حين تسلل مقاتلو حماس  واخذوها على حين غرة على حد قول (  ديفيد هوروفيتز)   في مقال في الصحيفة نفسها  وهو ما اشار اليه يوشوع ايضا  ( .. فهو  يرى ان حماس قد انتصرت  في معركة نفسية كبرى ايضا وستبقى ذكراها خالدة الى الابد ..)

والفضل ما شهد به الاعداد .

.والله على نصرهم لقدير .. .

كلام مفيد :

كن على حذر :

من الكريم إذا أهنته

ومن العاقل إذا أحرجته

ومن اللئيم أذا أكرمته

من الاحمق إذا ما زحته

ومن الفاجر إذا عاشرته . . ( الاما م علي )

مشاركة