مياه وكهرباء وعشوائيات – جاسم مراد

مياه وكهرباء وعشوائيات – جاسم مراد

انضمت أزمة المياه الصالحة للشرب الى أ زمة الكهرباء المزمنة وفقدان السيطرة على نظام المدينة وانتشار العشوائيات ، هذه الاوضاع المؤلمة تجعل المتابع والمراقب يتساءل ، ماذا كانت تفعل الحكومات السابقة ، حتى تتفجر هذه القضايا دفعة واحدة ، وخاصة قبيل مجيء الصيف .

من يتابع شكاوا الناس ومطالبهم بالحصول على مياه الشرب ناهيك عن الكهرباء والمجاري والنفايات المتكدسة في الجزرات الوسطية والشوارع ، يشعر بأنه ليس هناك دولة لها نظام عمل ومراقبة للمخالفات ومسؤولية تحقيق الضرورات للمواطن ، كذلك من يتابع الازمات المتراكمة بين مواطنو المحافظات والسلطات الحاكمة في تلك المحافظات يشعر بأنه أمام مجموعات نصبت لتولي قيادات العمل في مهمة لتبديد الاموال العامة والسيطرة على المنافع من الاراضي السكنية وتوزيعها على الاتباع ، هذا ماتكشف بشكل واضح واكيد في حديث عدد من مواطني محافظة القادسية أمام المحافظ ، كذلك شراء عدد من السيارات الحوضية بمليارات الدنانير ثم يتم اسئجار سيارات من اقليم كردستان .

هذا العبث بالاموال العراقية يكشف بدون عناء عن أزمة العلاقة بين المواطنين والجهات المسؤولة في المحافظة ويعبر عن مدى مراقبة الشعب لكل عناصر الخلل في أجهزة الدولة اولاً ، ويؤكد من استهتار هذه الاطراف بحقوق المواطنين والاموال العامة ثانياً .

المشكل الاكثر حساسية والتي باتت تؤرق كل المخلصين في هذا البلد وعلى اثرها انتفض الشباب ، هي إين كانت كل الوزارات المتعاقبة على النظام منذ الغزو حتى الان من تلك المحافظات التي وقعت في مخالب الفاسدين ، واين الرقابة مما يجري ، اموال طائلة تبدد واراضي البلديات توزع على الاصحاب والاتباع وبلديات متيشيخة تتصرف بحقوق الناس كأنها اقطاعيات الخمسيــــــنيات من القرن الماضي تجلد الفلاحين لكونهم لم يأتوا بعلف الدواب.

وهكذا يجري في العديد من المحافظات ومنها محافظة الديوانية .

 إن الامر يجعل المراقب والمتابع لهذه الاحداث بأن هناك صفقات تفاهم في توزيع الغنائم بين الكيانات والكتل الحزبية وتلك الادارات في المحافظات والتي اسوأها هي تلك التي تسوف الحقائق وتركن قوة تصرفاتها لانتماءاتها الحزبية.

غريب أمر قيادات تلك الوزارات التي لم تشعر بوجع الناس ولا بخراب المحافظات والمدن ، وتعود في المنافسات الانتخابية كقوة تجديد جديدة وأن مافعلته في السنوات الطويلة كأنه أمراً لم يحدث .

الان أهل بغداد عاصمة العراق بكل تاريخه العظيم يشكون من قلة أو بالاحرى انعدام المياه الصالحة للشرب ناهيك عن غياب الكهرباء وان جاء ت في الدقائف الاخيرة والساعتين اليتيمتين فهي كثيرا ماتصب غضبها على الاجهزة الكهربائية الفقيرة فتصيب الثلاجة بعطب والمروحة بالتلف .

إن الكهرباء صارت واحدة من أهم مشكلات العصر للعراقيين ، 80 مليار تم صرفها منذ عام 2005 وحتى عام  2000وهي لم تستعيد عافيتها ولم تقدم خيرا للناس ، وهذا الوضع ينسجم مع خطاب بوش الابن عندما هدد العراق بعودته الى العصور القديمة ، وفعلاً كل ماتم تدميره من مصانع ومعامل لم يتم اعادته والكهرباء ستبقى مشكلة المشاكل ليس بعدم القدرة لاعادتها لتغطي حاجة العراق وإنما هو باصرار المعنين بالحكم على مدار السنوات الماضية وعلى اختلاف انتماءاتهم أن تبقى الحالة على ماهوعليه ، شعب يتلوع ، وأموامل منهوبة .

لقد اصبحت الشوارع المهدمة والنفايات الموزعة بين الازقة وتشويهات البناء في المدن وبين البيوت واحدة من علامات سياسة التخريب للعاصمة بغداد ، لم يشاهد الزائر شجرة تزرع بين تقاطعات الشوارع ولاداخل المدن ولاحتى بالجزرات الوسطية لكون ذلك خارج سياقات الحضارة ، وهذا هو المطلوب في هذا الزمن .

لابد من الاعتراف لأول مرة نشاهد رئيس وزراء يخرج من المنطقة الخضراء المحمية بسور سليمان ، ويتصل بالناس في الشوارع ويزور المحافظات ويجري تنقلات بين المحافظين ، وهو السيد مصطفى الكاظمي وكانت زيارة محافظة المثنى وهي الافقر بين كل المحافظات حيث يبلغ الفقر فيها اكثر من 40 بالمئة وافتتاح مشوعين الاول للمياه الصالحة للشرب والثاني للكهرباء ، ويأمل الجميع أن ان تتم عملية استصلاح وزراعة في هذه المحافظة واحياء المدن السياحية مثل بحيرة ساوه وغيرها ، والسماوة مدينة الثوار في العشرين من القرن الماضي تستحق الاهتمام بها مثلما تستحق كل المحافظات المنكوبة بقياداتها المحلية ، إذن متى يرى المواطنون الخلاص من العشوائيات وشحة المياه الصالحة للشرب والكهرباء التي تنور الشوارع والبيت وتشجير الشوارع والجزرات والساحات العامة .

مشاركة