موجة من الضربات الصاروخية على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا

© AFP سيدة في مقبرة عسكرية في مدينة لفوف الأوكرانية في 01 حزيران/يونيو 2023 © اف ب يوري دياشيشين

بيلغورود (روسيا) (أ ف ب) – قتل مدنيان على الأقل وجرح 21 آخرون الجمعة في عمليات قصف استهدفت منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا التي تعرضت عاصمتها لموجة من الضربات الصاروخية لليوم السادس.

ومنذ أيام، تستهدف منطقة بيلغورود بضربات مكثفة غير مسبوقة في الأراضي الروسية منذ بدء النزاع في أوكرانيا العام الماضي.

وقال حاكم المنطقة الروسية فياتشيسلاف غلادكوف الجمعة إن القذائف التي أطلقتها القوات الأوكرانية تحطمت على طريق بالقرب من بلدة شيبيكينو التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن أوكرانيا وتُقصف بشكل متكرر.

وأوضح غلادكوف في رسالة على تطبيق تلغرام أن “شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، وفي واحدة منها قتلت امرأتان (…) على الفور متأثرتين بجروحهما”.

وفي مؤشر يدل على حدة الضربات الأوكرانية، تحدّث الحاكم عن إصابة 21 شخصا في أربع مناطق بينها العاصمة الإقليمية بيلغورود، كما تحدّث عن تعرّض مدن وقرى عدة للقصف.

– نزوح –

تكثفت الضربات على منطقة بيلغورود في الأيام الأخيرة بينما تؤكد كييف أنها تستعد لشن هجوم كبير على المناطق التي استولت عليها القوات الروسية في أوكرانيا.

والناحية الأكثر تضررا هي بلدة شيبيكينو القريبة من الحدود والبالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، فر قسم منهم. وقال غلادكوف “البارحة، سقطت أكثر من 850 قذيفة في المنطقة”.

وقال الجيش الروسي الخميس إنه صد بمدفعيته وسلاحه الجوي محاولة أوكرانية “لغزو” منطقة بيلغورود بعد أسبوع على عملية توغل مباغتة قام بها مسلحون وسببت صدمة لروسيا.

وأعلنت مجموعات من المتطوعين الروس الذين يقاتلون في صفوف كييف مسؤوليتهم عن هذه الهجمات على الأراضي الروسية ونفت السلطات الأوكرانية أي تورط لها.

في مواجهة هذا القصف، تم إيواء أكثر من 2500 شخص في مراكز موقتة في المنطقة لا سيما في عاصمتها التي تحمل اسم بيلغورود أيضا، وفق ما أفاد رئيس البلدية فالنتين ديميدوف وكالة فرانس برس.

وزارت صحافية من فرانس برس الجمعة ملعبا في بيلغورود تحول إلى مركز إيواء لحوالى ألف شخص. كان الوضع في المدينة هادئًا.

وأعلنت السلطات الروسية الجمعة مقتل ثلاثة مدنيين في قصف أوكراني على بلدتي دونيتسك وماكييفكا المحتلتين في شرق أوكرانيا.

في أوكرانيا، استهدفت العاصمة كييف بموجة جديدة من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ فجر الجمعة، كما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، مؤكدا أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات.

وقال الجيش الأوكراني على فيسبوك إن “العدو استخدم هذه الليلة 15 صاروخ كروز و18 طائرة مسيرة هجومية إيرانية +شاهد+ لشن ضربات”، مؤكدا أن ” كل هذه الأهداف الجوية دمرها المدافعون عنا”.

بعد ساعات أكد الجيش الروسي أنه قصف و”أصاب” ليلا أنظمة للدفاع الجوي الأوكراني تغطي “بنى تحتية عسكرية أساسية”.

– “إخفاق استراتيجي” لموسكو –

ضاعفت روسيا هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على كييف منذ بداية أيار/مايو، ومعظمها ليلية في تكتيك تدينه أوكرانيا معتبرة أنه يهدف إلى ترويع السكان المدنيين.

وقتل ثلاثة أشخاص أحدهم طفل صباح الخميس في كييف في واحدة من هذه الهجمات.

دبلوماسيا، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة فنلندا الواقعة على الحدود مع روسيا التي انضمت مؤخرًا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وبهذه المناسبة رفض بلينكن أي وقف لإطلاق النار غير مناسب لكييف مشددًا على أن الاستمرار في تسليح أوكرانيا وتعزيز قوتها هو السبيل الوحيد لتحقيق “سلام حقيقي”.

ورأى الوزير الأميركي أيضا أن الهجوم في أوكرانيا تحول إلى “إخفاق استراتيجي” لموسكو.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا الخميس إلى دعم انضمام بلاده إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، خلال قمة أوروبية غير مسبوقة في مولدافيا، داعيًا حلفاءه إلى عدم “التشكيك” في هذا الشأن.

ورد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة قائلا للصحافيين إن “مثل هذه التصريحات تظهر أن نظام كييف ليس جاهزًا وغير راغب وغير قادر على حل المشاكل المطروحة على طاولة المفاوضات”.

وأكد أن موسكو ستواصل تحقيق “أهدافها” والدفاع عن “أمنها”. كما شدد على أن “هذا يستبعد توسيعا من هذا النوع للحلف (الأطلسي) واقترابه من حدودنا”.

من جهته، اعترف المبعوث الصيني إلى أوكرانيا الذي عاد إلى بكين بعد جولة في أوروبا بأن “صعوبات جمة” تحول دون بدء روسيا وأوكرانيا محادثات سلام.

 

مشاركة