اصنام واوثان العرب التي حطمها محمد رسول الله (ص) بعد فتح مكة ونشر بينهم الرسالة التي نقلت مجتمع الجزيرة العربية المتخلف المتقاتلة قبائله والمتبادلة الغزوات والسلب والنهب فيما بينهم ومجتمع الاسياد والعبيد والقوي والضعيف والابيض والاسود لينصهروا في بودقة واحدة وتتوجه جيوشهم الى مشارق الارض ومغاربها لينشروا تلك الرسالة الانسانية وتنفض الشعوب التي وصل اليها المسلمون الذل والهوان الذي كانوا فيه ممتثلين للاية الكريمة (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وتحول اهل بيت النبي واصحابه الكرام الى شموع تنير دروب المضطهدين في الارض فكانت الولاية لهم الحرمان الاكثر والتضحية الاكبر في المأكل والملبس والسكن فلا ولائم اليوم ولا فللها ولا ارصدة البنوك التي لاتعد ولا تحصى فيها وهاهو عثمان الذي دفع كل ما يملك لنصرة الاسلام وهذان ابوبكر وعمر وجوه الجزيرة العربية يعيشون مثل عامة المسلمين.
اما علي كرم الله وجهه ابن عم الرسول الكريم وزوج الزهراء فاطمة باب العلم فغني عن التعريف يقول بعد ان طعنه المجرم المجوسي ابن ملجم وهو يوصي الحسنين سيدا شباب اهل الجنة يقول للحسن رضي الله عنه (انت ولي الامر بعدي وولي الدم فأن عفوت فلك وان قتلت فضربة مكان ضربة …
ويستمر في وصيته فيقول سمعت رسول الله (ص) يقول : صلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام وان البغضة حالقة الدين ولا قوة الا بالله) … يخطب عمر ابن الخطاب في جموع المصلين فيقول لهم (لو رأيتم في اعوجاح فقوموني) فيقف احد الجموع ليقول له (لو رأينا فيك اعوجاج لقومناك بسيوفنا هذه) يجيب عمر (الحمد لله الذي جعل في امتي من يقومني بسيفه).
بعد هذا العصر الذهبي الذي تحطمت فيه الاصنام الحجرية والمصنوعة من المعادن والجواهر والاوثان الخشبية واصنام الحلوى والتمر الذي يلجأ عباده لاكله عند الجوع ؟ تراجع العرب وعادوا الى عبادة الاصنام ولكن هذه المرة اصنام بشرية تستعبد العباد وتنهب البلاد ً فتذهب صرخة ابن الخطاب ادراج الرياح (متى استعبتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) فيصنعوا الطوائف والملل والاحزاب والمنظمات تحمل في دساتيرها شعارات براقة تستهوي العباد وتحولهم الى عبادة الفرد الذي يصبح فرعون زمانه فكان الاسد والقذافي ومبارك وعبد الله صالح وزين العابدين ومحمد ذو الارقام المتوالية وبوتفليقة والبشير والال من سعود وصباح وخليفة والثاني والهاشمية مع احترامنا لال بيت الرسول الكريم وجمال وصدام وعلاوي والمالكي وغيرهم ورغم الاخطاء المدمرة التي يقع فيها هؤلاء والاذلال الذي يصيب شعوبهم والتجويع وانتهاك الحرمات والاعراض والتعذيب والتشويه والتعويق والتصفيات الجسدية والسلب والنهب الذي تمارسه ادواتهم التي تحيط بهم من اجل الحفاظ على كراسي السلطة نجد ان اي اعتراض او مس او مطالبة بحق جريمة ثمنها كل الوسائل المتاحة لاخراس شعوبهم المعترضة وهنا تبرز المقولة المتداولة بين الناس (فرعون الناس فرعنته) فمتى تتخلص شعوبنا من الاصنام ويتحول الملك او الرئيس او الوالي الى خادم للشعب يطبق مباديء العدالة والسماوات بين مكونات المجتمع ويقول لهم (اذا رايتم في اعوجاج قوموني) ومتى تتنــــــتهي شـــــعوبنا من عبادة الصنم وتعبد الله والمباديء التي تنقل مجتمعاتنا العربية الى مصافي الدولة المتقدمة التي ان اخطأ اكبر مسؤول فيـها يفرض عليه الاعتذار ويستقيل ليفسح المجال الى من هو افضل منه في قيادة البلاد وسعادة العباد.
خالد العاني