منهج النقد الأدبي – انوار عبد الكاظم الربيعي
النقد الأدبي يوجد في بيئة يعيش بها النقاد تلك البيئة بالتأكيد تختلف من عصر لعصر ..وهناك تنوع سيسيولجى يؤكد على أن لكل مجتمع أحواله وأموره الخاصة به في تأصيل أي جنس أدبي حديث دائمًا ما نجتر فنونًا من الأدب القديم لنثبت بها حضور تلك الأجناس في أدبنا..
وفي كل كتابة ورسالة تبحث في المصطلحات النقدية الحديثة سنجد أن كتب التراث لم تخلُ من تمهيد لها، أو أن فيها- على الأقل- مرادفًا يقترب بقدر ما منها.. وفي كل قراءة نقدية تجعل من أكثر العلوم الإنسانية حداثة ومعاصرة- كعلم النفس الإبداعي مثلًا- سنجد أن الدرس النقدي القديم كان- بصورة ما- واعيًا بها موظفًا لها (وهذه صورة من التكامل)..
إذًا فلنأسس الطالب على تطور الاصطلاح النقدي أولى وأجدى، دون ذلك الفصل الجائر بين منهجين متباعدين في الوقت الذي هما في واقع الأمر متكاملان.و أن لكل عصر ظروفه فإن ذلك يؤكد حالة التنامي والتطور التي يخضع لها النقد في تراكمه المعرفي، ولا أقصد أن أجعله في بوتقة واحدة، وإنما أن نأخذ بوعي الطالب في القضية الواحدة من البدايات إلى ما عليه الواقع النقدي باصطلاحاته وتوجهاته الحديثة .. وايضا
يشترك النقد والإبداع في مهمة قاطرة الأدب وإن كان النقد يتحمل النسبة الأكبر وعليه تبعات أكثر من الإبداع نفسه فهناك نظرية تقول أن وجود مائة مبدع ضعيف لا يغير الوضع الأدبي إنما وجود ناقد واحد غير جيد يعكر صفو الحقل كله وتكمن خطورة النقد في تحمله اتجاهين متضادين هو البحث عن كنوز وإبداعات الماضي وقراءة الحاضر وفي نفس الوقت الكشف عن المبدعين الصغار الذين مايزالون يبحثوا عن الطريق وأرى بشكل شخصي أنها مهمة صعبة ومقدسة في نفس الوقت والمتعة تكمن في كسب الرهان وحسن اختيار المواهب الناشئة لتقديمها إلى الناس فيصبح هنا الناقد مبدع ويخدم الساحة أكثر بكثير من مجرد طرح نص أو عمل دراسة أو تنظير أدبي يلقيه الشخص من أعلى منصة لا يتعدى حضور جماهيرها أصابع اليد الواحدة ويكون رد الفعل مجاملا بشكل فج فهناك مجاملات ومدح أكثر قسوة من الذم .