ممر غير آمن عبر

ممر غير آمن عبر

حقول الزمن

عبد الرضا اللامي

تـُبـاعدُني عن سـهام الردى

وتـُوقـعـُني مـُثخنـاً في شـرَك

وقطَّعتَ عمري، فصـارَ زماناً

مـِنَ الألمِ المرِّ، واسـْـتـبـْعدَك

أزحْ عن تضاريسـِك الملغماتِ

لثاماً، وأفصحْ، فمـَنْ ألغمـَك

تجرَّعتُ كأس البقاءِ دِهـاقـاً

لأضـربَ صـفحاً، بهِ أذهـلك

فـيـا زمنـي أنتَ دربٌ عثارٌ

غسـَقْتَ بليلٍ، وسَل أنجمَك

أحثُّ خطايَ بأرضِ السـواد

سـوايَ اسـتمرَّ وخطوي برَك

وعانيـتُ ظمآن وهيَ الفراتُ

وأيـْبـستَ دجلةُ واسألْ فمَك

فأنتَ معيـنٌ شــحيحُ العطاءَ

تعسـَّـرَ نضحُك، لا منـْبـعـك

مـلأتَ لـغيـريَ كيـلَ بـعيـرٍ

وخـردلةٌ قـلـتَ لي حصـَّتـك

فأشـْبعتَ رهطاً بها مـُتـْخما

ومـَلـَّكـْتـَهُ كـُلَّ مـا قـدْ مـَلك

وأبـْخسـتَ أشياءَ مُستضعفٍ

ومـُسـتصـرخٍ، داسـَـهُ قـدمك

فـيـا أنـتَ، يـا زمنـاً غافـلاً

غفـى عنـْهُ تاريخُنا؛ فارْتبك

وصـيـَّرتَ أيـامـَنا.. كربـلاءَ

بـهـا طـفـُّنـا سـاجرُ المعْترك

أَرَقتَ دمانـا على الدجلتـينِ

وصارَ شـخيبُ الدما يـُطربك

ولكنـَّنـا، رُغم هولِ الحروبِ

تـخـَّطـتْ عزائـمـُنـا عزمتـَك

لنـُنـْشــدَ فـوقَ هـذا الـركـامِ

نشــيدَ البقاء؛ لكي نـُفـْزعَك

ونـبـنـي عراقـاُ يهزُّ الخيالَ

يـُؤرِّقُ مـَنْ خانـَنـا في الضَّنك

عراقٌ يـشــيـَّدُ بالتـَّضحياتِ

ســيـرقى وإنْ دارَ فيهِ الفلك

أزحْنـا لثامـَك، دهراً خؤوناً

صـَدأتَ، وبـانَ لنـا مـعدنـك

مشاركة