مكالمة لثلاث ساعات بين الرئيسين الأميركي والصيني: فشل بشأن تايوان وأمل في الحد من التسلح

واشنطن‭- ‬مرسي‭ ‬أبو‭ ‬طوق‭ 

ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الخطر‭ ‬واحتمال‭ ‬نشوب‭ ‬صراع‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬ومحيطها‭ ‬البحري‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬

تحدّث‭ ‬الرئيسان‭ ‬الأميركي‭ ‬والصيني‭ ‬لثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬خلال‭ ‬قمتهما‭ ‬الافتراضية‭ ‬ليل‭ ‬الاثنين‭-‬الثلاثاء‭ ‬بدون‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬خلافاتهما‭ ‬خصوصًا‭ ‬تلك‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بتايوان،‭ ‬وحثّ‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬‮«‬اللعب‭ ‬بالنار‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭. ‬

وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬إن‭ ‬القمّة‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬محترمة‭ ‬وصريحة‮»‬‭ ‬و»أطول‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المتوقّع‮»‬‭. ‬وشدّد‭ ‬الرئيسان‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬ضمانات‮»‬‭ ‬لتجنيب‭ ‬تحوّل‭ ‬خلافاتهما‭ ‬العديدة‭ ‬إلى‭ ‬صراع،‭ ‬لكنهما‭ ‬تشبثا‭ ‬أيضًا‭ ‬بمواقفها‭ ‬بشأن‭ ‬الخلافات‭ ‬المعنية‭.   ‬وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بعد‭ ‬القمة‭ ‬الافتراضية‭ ‬بين‭ ‬الرئيسين‭ ‬الأميركي‭ ‬والصيني،‭ ‬إن‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬وشي‭ ‬جينبينغ‭ ‬اتفقا‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬محادثات‭ ‬‮«‬استراتيجية‮»‬‭ ‬حول‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬النوويتين‭.   ‬وقال‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬جايْك‭ ‬سوليفان‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬تحدث‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬حول‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاستراتيجي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مستخدم‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتسلح‭.   ‬وأضاف‭ ‬‮«‬اتفق‭ ‬الزعيمان‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬سنعمل‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مناقشات‭ ‬حول‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاستراتيجي‮»‬،‭ ‬بلغة‭ ‬حذرة،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬استضافه‭ ‬معهد‭ ‬بروكينغز‭ ‬للأبحاث‭.   ‬وكان‭ ‬سوليفان‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬الصين‭ ‬ترسانتها‭ ‬العسكرية‭. ‬

وأعرب‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مخاوفه‭ ‬حيال‭ ‬ممارسات‭ (‬الصين‭) ‬في‭ ‬شينجيانغ‭ ‬والتيبت‭ ‬وهونغ‭ ‬كونغ‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬عام‮»‬،‭ ‬محذّرًا‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬‮«‬محاولة‭ ‬أحادية‭ ‬لتغيير‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬أو‭ ‬تقويض‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬تايوان‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬نصّ‭ ‬نشره‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بعد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الافتراضي‭ ‬الذي‭ ‬استمرّ‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬ونصف‭. ‬وانتقد‭ ‬الممارسات‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الصينية‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬عادلة‮»‬‭.  ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬حذّر‭ ‬شي‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬استقلال‭ ‬تايوان‭ ‬هو‭ ‬‮«‬لعب‭ ‬بالنار‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬رسمية‭ ‬الثلاثاء‭. ‬وقال‭ ‬شي،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬الصين‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬شينخوا‮»‬‭ ‬الرسمية،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬السلطات‭ ‬التايوانية‭ ‬حاولت‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقلال‭ ‬والبعض‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يحاول‭ ‬استخدام‭ ‬تايوان‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الصين‮»‬‭.  ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬خطير‭ ‬جدًا‭ ‬وهو‭ ‬كاللعب‭ ‬بالنار‮»‬‭. ‬

‭ ‬توتّرات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ 

ولا‭ ‬تشبه‭ ‬تصريحات‭ ‬الرجليْن،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬اللطف‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬في‭ ‬مستهلّ‭ ‬الاجتماع،‭ ‬إذ‭ ‬تصافحا‭ ‬افتراضيًا‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬شاشتيهما،‭ ‬وفقًا‭ ‬للصور‭ ‬الملتقطة‭ ‬لديهما‭. ‬

وتابع‭ ‬شي‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬استفزنا‭ ‬الانفصاليون‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬أو‭ ‬تجاوزوا‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر،‭ ‬سيتعين‭ ‬علينا‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬حاسمة‮»‬‭.  ‬وعززت‭ ‬الصين‭ ‬مؤخرًا‭ ‬نشاطها‭ ‬العسكري‭ ‬قرب‭ ‬الجزيرة‭ ‬التايوانية‭ ‬فيما‭ ‬كررت‭ ‬واشنطن‭ ‬التزامها‭ ‬بمساعدة‭ ‬تايبيه‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتعزيز‭ ‬دفاعها‭. 

واعتبر‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬الأولية‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬نزاع،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مقصوداً‭ ‬أم‭ ‬لا‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬شي‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬على‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحسين‭ ‬التواصل‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينهما‮»‬،‭ ‬معرباً‭ ‬عن‭ ‬سروره‭ ‬لرؤية‭ ‬‮«‬صديقه‭ ‬القديم‮»‬‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عبر‭ ‬الشاشة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أجريا‭ ‬آخر‭ ‬حوارين‭ ‬بينهما‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭. ‬

إلّا‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬وبكين‭ ‬أرادتا‭ ‬خفض‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات‭ ‬بشأن‭ ‬القمّة‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬العلاقات‭ ‬متوتّرة‭ ‬بينهما‭. ‬

وتعتبر‭ ‬الصين‭ ‬تايوان‭ ‬التي‭ ‬تتمتّع‭ ‬بحكم‭ ‬ذاتي‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزّأ‭ ‬من‭ ‬أراضيها،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تريد‭ ‬بكين‭ ‬ترسيخ‭ ‬نفوذها‭ ‬الإقليمي‭. ‬

وحوّلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اعترافها‭ ‬رسميا‭ ‬من‭ ‬تايبيه‭ ‬إلى‭ ‬بكين‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬لكن‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأميركي‭ ‬اشترط‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقديم‭ ‬أسلحة‭ ‬لتايوان‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭. ‬

وعُقد‭ ‬اللقاء‭ ‬الافتراضي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يواصل‭ ‬فيه‭ ‬شي‭ ‬إحكام‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬كما‭ ‬أثبت‭ ‬الخميس‭ ‬تبنّي‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬نصّاً‭ ‬يدعو‭ ‬‮«‬الحزب‭ ‬والجيش‭ ‬والشعب‭ ‬أجمعين‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬أكثر‭ ‬حول‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬وفي‭ ‬صلبها‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‮»‬،‭ ‬بذريعة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمئوية‭ ‬الحزب‭. ‬

على‭ ‬الصعيد‭ ‬الداخلي،‭ ‬وقّع‭ ‬بايدن‭ ‬الاثنين‭ ‬قانون‭ ‬خطّته‭ ‬الضخمة‭ ‬للبنى‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تُعدّ‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬استثماري‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬وتمثّل‭ ‬انتصاراً‭ ‬نادراً‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬تراجع‭ ‬شعبيته‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬ذاكرًا‭ ‬مساهمة‭ ‬الخطة‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفوز‭ ‬في‭ ‬المنافسة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الصين‭. ‬

‭ ‬

مشاركة