
مكاتيب عراقية موجز طقطوقات الأسبوع علي السوداني
1
كلما زاد منسوب الغضب والثورة لدى الناس ، جاء الحرامية والخائنون بدوخة جديدة تملأ رؤوس الفقراء وتأكل من جرف أحلامهم ، فمن وصلة حكومة التكنوقراط ، إلى أغنية التقشف بسبب مرض سعر برميل النفط ، ثم سلسلة منظمة من حلقات كراسي الإعتراف وخلاف السرّاق على ما تبقى من الوليمة . رئيس الحكومة يُشهر ولأول مرة ، بطاقة حمراء مضمومة ليوم الشدة ضد خصومه المعلنين ، هي ما سمّاها الدائرة الاقتصادية للأحزاب والتنظيمات والتيارات المتنفذة التي تأكل المقاولة أولاً ، ثم تتلكأ بالتنفيذ .
2
يكاد يتلاشى حديث المقاهي وغرف النخبة والعامة ، عن سيناريو مطبوخ على طعم عودة الأمريكان إلى العراق بقوة ، لتبديل بوصلة العملية المريضة التي أنتجوها ببلاد ما بين القهرين العظيمين . أمريكا الوغدة منشغلة بأزيد من ملف أشهرهم ريسز السباق نحو البيت الأبيض والمقتل الشامي الذي صار سبباً بعودة الحرب الباردة وربما الساخنة ضد الدب الروسي الذي يعتبر سوريا الآن ، شاشته المفضلة التي يطل منها على منظر البحر الأبيض المتوسط .
3
تكاد تكون المظاهرة التي قادها الصدريون وزعيمهم مقتدى بقلب بغداد وتحت نصب الحرية المقصود ، هي الأكبر بتأريخ العراق الأمريكي حتى اللحظة . كان التهديد واضحاً وقوياً يكاد يُسمع في دهاليز المحمية الخضراء ، حيث القول بأنَّ المتظاهرين اليوم هنا لكنهم غداً سيكونون بقلب الخضراء . لم يتأخر رئيس الحكومة بالرد لنشهد فصلاً جديداً من التهديد المضاد الذي لم يستثنِ عمامة حتى لو كانت بحجم وقوة عمامة السيد مقتدى الصدر ، الذي عاد ثانيةً إلى مسألة الإنذار المشروط بفترة زمنية محددة ، وهذا أمر غير محمود إذا ما قيس بالواقعات الشبيهة التي سبقته .
4
أمّا أنا فأظنني وربما يكون ظني إثمٌ عظيم ، سأحتاجُ إلى قليلٍ من الخيانةِ ، كي لا أُصاب بتكلّس العظام . سنة خيانة واحدة ، تكفي لشراء دار وجواز سفر وزجاجة نبيذ معتّق .
بالخيانة الآثمة ، سأنجو من فقر الدم وقصر النظر وتكسّر الكريات البيض والحمر وعادة نبش الأسنان . سأخون السنة وأتوب التي بعدها . من حصاد الأولى سأحمل بيميني سطل ذهبٍ وبشمالي خزنة دنانير وأحجُّ بهما صوب بيوت الفقراء ، فأطعم هذا وأُلبسُ ذاك وأُداوي ثالثاً . عندها سيسامحني الله لأنني خنتُ وطني
AZP20
ALSO


















