مكاتيب عراقية عيطة معتقة من مؤيد البدري علي السوداني


مكاتيب عراقية عيطة معتقة من مؤيد البدري علي السوداني
سنتدبّر أمر بناء النصّ الليلة بكمشة خصالٍ وقواسم تسوّرها عامة الناس في بلاد ما بين القهرين ، من دون أن يذهبوا صوب باب النطحة بالنطحة والدم بالدم والخرافة بمثلها والصاع بسلةِ صاعات . سنراهم موحدين مسالمين طيبين حلوين وهم على حلقة من سمكٍ مسكوف وقدر بامية ومثله رز عنبر ، وصينية معطرة بشواء اللحم وتداعياته التي أشهرها الكباب والتكة والمعلاك ومغمورها الحلَولَو ، ومن ثمّ كاسة الطرشي وطاسة اللبن ، وأصبوحة قيمر السدة وكاهي الحيدري وأمهما الباقلاء بالدهن الحر وفحل البصل الأبيض الذي ربما تسبّبَ بواقعة طلاق واحدة حتى حول السنة .
سنقفُ بكثير من الأمل والرجاء على واحدةٍ لذيذةٍ هي بحقّ من أعظم موحّدات أهل العراق وأجملها . إنها الكرة التي يدعبلها أحد عشر كبداً من أبنائها فيربحون فيصير المنظر لوحةً بديعةً من من هلاهل وأغنيات ورقصات وحامض حلو تطشّه الحجّية في خاصرة الزقاق ، لتصنع حفلة فرحٍ حتى لوسقطتْ بعض جكليتات العرس في ساقية الفوائض .
من أمنياتي البسيطة هي أن تبقى الكرة بعيدةً عن مستنقع الطائفية المريضة وطقطوقة المحاصصة التي زرعها الغزاة الأوغاد ، وحصدتها المنغلة الراكبة على قلوب الفقراء .
إنْ وقعَ هذا الأمر القبيح على رأس اللعبة النقية ، فسوف تكون مانشيتات الجرائد ولغوة التلفزيونات الجائفة ، هي عن خطّ الدفاع الذي يريده الشيعة ، وكوكبة الوسط التي تشتهيها السنّة ، وثلاثيّ الهجوم الذي سيستقتل الكرد على أعتابه . أمّا بقية المكونات فإنها ستلعب على منصب حارس المرمى اليتيم ، وقد تتواصل مظلوميتها بالكوتا فتحصل على كرسي طبيب ومدلّك الفريق . في معمعة منصب المدرب فأغلب الظنّ وما هو إثمٌ ، أنه سيكون من حصة المرجعية الدينية ، من بابا معلوم ومفهوم وثابت وشاطر ، هو أنّ المدرب المقدس هو من يخطّط ويفكّر ويوجّه البوصلة ويُدير اللعبة ، والراكضين اللاهثين الزاخّين عرقاً ودمعاً هم من ينفّذ طائعاً حتى لو كان هذا المدرب المبجّل بالخرافة ، من الصنف الذي يتبوّل على سروالهِ الفضفاض في اللحظة التي يشتل فيها الخصم هدفاً مرسوماً في مرمى الوديعة .
سيكون المشهد أكثر وجعاً إنْ نجحتْ داعش وأخواتها بزرع خليةٍ نائمة على جسد الفريق ، فإنْ كانت المزروعة الخبيثة بين القائمَين والعارضة ، فتحَ حارس المرمى ساقيه ومنح كرة الخصم صكّ مرورٍ لمعانقة شباكه المفضوضة ، مع أنّ الكرة المضادة كانت تسير بسرعة سلحفاةٍ كرعتْ زجاجة عرقٍ بلديّ قحّ ، وفزّتْ على عيطة مؤيد البدري الجميل .
AZP20
ALSO