مكاتيب عراقية داعش والغبراء ورونالدو وميسّي

مكاتيب عراقية داعش والغبراء ورونالدو وميسّي
علي السوداني 1
وعندك أيها الفتى المشاكليّ ، لاعبو كرة أرجل أسماؤهم تلعلع ، وصورهم مطبوعة على صدور ومؤخرات وأخصار الصبايا الناعمات الناعسات . ألماكنة الاعلامية تلهث خلف وجوههم وغالباً ما يختصر عرق وكدّ وفنّ الفريق بهم حتى ولو مرض واحدٌ منهم وأصيب وفقد مستواه وصار عبئاً ثقيلاً على ربعهِ ، وأنزله المدرب تحت ضغط فكرة قوة الإسم والتأريخ ، فإن فاز الفريق فبهِ وإن خسر فبسببهِ في معادلة تخلو من أيّ عدل .
أليوم كلّ كوارث العراق ودماء أهلهِ وحوبة أطفاله ، ترمى برأس مسمى تجاوزت شهرته ، شهرة الف هيفاء وهبي وميسي ورونالدو وكاسياس وسواريس العضّاض . إنها داعش التي ينفخها الحاكم ومزاميرهُ نفخاً ولحناً ، ابتغاء تبييض الوجه وتسويغ الهروب ودفع الناس إلى طقطوقة أن نوري الذي تعرفهُ أحسن من داعش التي لا تعرفها ؟
2
لو أنّ الإيرانيين كانوا مع بلاد ما بين القهرين ، أوادماً ومسالمين .
لو انهم صدروا لنا الكاشان والفستق والتين والورد والشعر والعلم والرسم والمقام والمقامة والسينما والفلسفة وما ينفع الناس ، بدلاً من تصدير خزعبلات الثورة والدجال والفتنة والموت وطيحان حظ تحرير القدس عن درب تحرير كربلاء . لو انهم لم يكذبوا في مسألة الشيطان الأكبر وأبنته اسرائيل ، التي استوردوا منها السلاح في واقعة مشهورة وموثقة وصائحة مثل فضيحة تمشي على قدمين اسمها ايران غيت؟ لوانهم فعلوا هذا أو بعضه ، وكفّونا شرّهم ، هل كنا سنحتفل ونحتفي بخروج فريقهم المسكين الذي لا ذنب له ، من كأس العالم بالبرازيل ؟ نفس البهجة ستحدث مع خسارات الوحوش والحرامية الأمريكان والإنكليز والطليان . أللعنة والجحائم كلها لمن أفسد في الناس جمال الكرة والفن والآدمية .
3
على مفتتح رمضان السنة ورمضائهِ ودهشات كأس العالم ، اشتعل الصراع الكبير بين أفراد العائلة على أحقية استعمار شاشة التلفزيون ، فمنهم من يريد أن ييمّمَ وجههُ صوب البرازيل وملاحقة حركات ميسي ومولر ونيمار وكل فريق الجزائر ، ومنهم من يشتهي وجوه وحكايات وتمثيل عادل امام ويسرى وهيفاء وفاروق الفيشاوي ومريام فارس ويحيى الفخراني والمصيبة العظمى غادة عبد الرازق وآخر بيبان الحارة ومغامرات اياد راضي في حي التنك ، وأيضاً سماع مدفع الإفطار الذي ضاع صوته المذكراتي الرحيم هذه السنة ، في زحمة مدافع وهاونات وطيارات وبراميل الجنون الجماعي الشاسع ، وسعر كراسي الحرامية والفاسدين وفاقدي الضمير والشرف ، أو حتى آخر قطراتهما .
4
أكثر الكائنات عذاباً في كأس الكرة ، هم أولائك الرجال الذين يسوّرون المستطيل الأخضر ويسمونهم رجال مراقبة الشغب داخل الملعب . وجوههم صوب الجمهور كأن الطير على رؤوسهم نابت ، وظهورهم بمواجهة الملعب ، وليس مسموحاً لهم الإلتفات الى الخلف حتى في واقعة الهدف الجميل ، وهذا هو سرّ العذاب المبين .
Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/17. UK. Issue 4848 Tuesday 1/7/2014
الزمان السنة السابعة عشرة العدد 4848 الثلاثاء 3 من شعبان 35 هـ 1 من تموز يوليو 2014م
AZP20