مغامرة الهجوم البري الإسرائيلي – زياد الضاري
يترقب العالم بقلق بالغ الهجوم البري الأسرائيلي على غزة الذي لن يكون نزهة بالنسبة لقوات النخبة من القوات المسلحة الأسرائيلية لأن حرب المدن من أكبر التحديات التي تواجهة اي جيش نظامي
كما أن حماس تختلف عن عام 2014 عندما اقدم الجيش الأسرائيلي على اجتياحها فقد طورت من قدراتها العسكرية من حيث العدة والعدد فهي مجهزة بالصواريخ وقذائف الهاون وقاذفات القنابل اليدوية والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيرة الأنتحارية وهذة الامكانيات سوف تمثل تحدي حقيقي للقوات العدو الأسرائيلي التي أمامها مقاتلون اشداء عقائديون لن يخلوا مواقعهم بسهولة وعلى إسرائيل ان تخوض المعركة من منزل الى منزل ومن حي الى حي أخر وهنا التفوق التكنولوجي الأسرائيلي سيكون حجمه وفعاليته محدودة لأن الأسلحة المستخدمة في غالبها ستكون الأسلحة الصغيرة والمتوسطة بسبب طبيعة حرب المدن ومن العوائق المهمة أمام الهجوم البري الصيهويني هو العمل على تأمين الجبهة الشمالية
والمخاوف بخصوص مصير الرهائن وايضا الضغط الدولي
وسوف تحتاج اسرائيل في الهجوم البري الى قوات المشاة وخبراء المتفجرات من أجل التغلب على مصائد حماس التي تمثل عائقا كبيرا أمام تقدم قواتها كما أن قوات الاحتياط الصهيونية التي تم استدعاعها على عجاله ليست ذات خبرة في حرب المدن وقواعد الأشتباك القريب عكس مقاتلي حماس المتمرسيين على هكذا نوع من القتال كما أن اسرائيل قد لاتكون لديها معلومات أستخبارية كافية عن خرائط الأنفاق التي عملتها حماس خلال السنيين الماضية كل ماذكر يمثل تحديات كبيرة أمام الهجوم البري الأسرائيلي على غزة والتحدي الأكبر هو إشعال الجبهة الشمالية بالتزامن مع الهجوم البري الذي سوف يؤدي الى ارباك وتشتت الجهد العسكري الأسرائيلي في عام 2014 احتاجت إسرائيل 50 يوما من أجل إكمال أهداف هجومها البري مع تحشيد 75 الف مقاتل مع ان امكانات حماس في ذاك الوقت محدودة وليست بالحجم الموجود اليوم
الخلاصة مغامرة نتنياهو محفوفة باالمخاطر وقد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات الصهيونية لذا الخيارات محدودة جدا أمام الحكومة الأسرائيلية فهي اما ان تمضي قدما في الهجوم البري دون حسابات مدروسة او ستكتفي بهجوم جزئي محدود من أجل تفادي تداعيات قد تكون غير قادرة على تحمل نتائجها.